* بقلم: الشيخ أبو إسماعيل خليفة لعلّ كثيراً من المسلمين تخفى عليهم هذه الحقيقة التي أخبرنا عنها الصادق المصدوق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وهي أن هذا الحر الذي نجده في الصيف إنما هو من فيح جهنم أعاذنا الله وإياكم منها.. روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم-قال: اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب أكل بعضي بعضاً فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف فهو أشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير. وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم. فإذا كان هذا الحر الشديد إنما هو نَفَس أُذِن لجهنم أن تتنفسه فكيف بجهنم نفسها وقد ذكر الله عنها ما ذكر كقوله تعالى: (إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ). {سورة الملك 7}. وقال تعالى: (إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَان بَعِيد سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا). {سورة الفرقان 12}. رأى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قوماً في جنازة قد هربوا من الشمس إلى الظل وتوقوا الغبار فبكى وأنشد: من كان حين تصيبُ الشمس جبهته * أو الغبارُ يخاف الشين والشعثا ويألف الظل كي يبقى بشاشته * فسوف يسكن يوما راغما جدثا في ظل مقفرة غبراء مظلمة * يُطيل تحت الثرى في غمها اللبثا تجهزي بجهاز تبلغين به يا نفس * قبل الردى لم تخلقي عبثا فيا رعاكم الله: لئن كان حرُّ الدنيا يتقّى بالملابس والثياب وغيرها فإن حرّ الآخرة وهو أشد وأفظع لا يتقى بشيء من ذلك إنما يتقى بالإيمان والأعمال الصالحة. اللهم أظلنا تحت ظلِّ عرشك يوم لا ظلّ إلا ظلُّك اللهم هون علينا الحساب وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة اللهم أجرنا من النار اللهم أجرنا من النار اللهم أجرنا من النار..