الكرم عِزُّ الدنيا وشرف الآخرة وحسن الصيت وخلودُ جميل الذكر.. يجعل الإنسان محبوبًا من أهله وجيرانه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعطِ منفقًا خلفًا ويقول الآخر: اللهم أعطِ ممسكًا تلفًا لقد مثَّل النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى والقدوة الحسنة في الكَرَم فكان أجود النَّاس وكان أجود ما يكون في رمضان فكان أجود مِن الرِّيح المرسلة. وكان فى السلف القديم شخصٌ يُسمّى حاتم الطائي وكان آية من الكرم فقد كان الرسول صلّى الله عليه وسلم يتفقّد الأسرى الذين كانوا قد حصلوا عليهم من غزوة ما وكان من بينهم ابنة حاتم الطائي وحين علم بها أطلَق سراحها لما يحمله والدها من كرم. خرج عمر بن عبيد الله في أحد الايام وكان يشتهر بين قومه بالكرم وبينما هو في طريقه وجد غلاما بجوار حائط يتناول طعامه فاقترب كلب من الغلام فراح الغلام يلقي إلى الكلب بلقمة ويأكل لقمة فتعجب عمر من فعل الغلام وسأله: أهذا الكلب كلبك ؟ رد الغلام: لا قال عمر: فلم تطعمه مثل ما تأكل ؟ قال الغلام: إني أستحي أن يراني أحد آكل دون أن يشاركني طعامي أعجب عمر بالغلام فسأله: هل أنت حر أم عبد ؟ قال الغلام: بل أنا عبد عند أصحاب هذه الحديقة وأشار إلى الحديقة التي يجلس بجوارها فذهب عمر إلى أصحاب الحديقة واشترى منهم الحديقة والغلام ثم عاد بعد قليل وقال للغلام: ابشر يا فتى فقد أعتقك الله وهذه الحديقة أصبحت ملكا لك قال الغلام بسعادة ورضا: أشهدك أنني جعلت ثمارها لفقراء المدينة تعجب عمر وقال: عجبا لك أتفعل هذا مع فقرك وحاجتك إليها ؟ رد الغلام بإيمان: إني لأستحي من الله أن يجود علي بشيء فأبخل به.