ع· صلاح الدين بينما شدّدت وزارة الشؤون الخارجية على أن الجزائر ستواصل "دعمها ومساعدتها" لتونس للمساهمة مع هذا البلد في التكفّل باحتياجاتها إثر تدفّق الرعايا الأجانب القادمين من ليبيا، انطلقت منتصف نهار أمس الأحد من تبسة (700 كلم شرق الجزائر العاصمة) قافلة إنسانية جزائرية ثانية للتضامن مع اللاّجئين القادمين من ليبيا بعد تدهور الأوضاع بها باتجاه الحدود التونسية الليبية· ذكر بيان لوزارة الشؤون الخارجية أن "الجزائر وانطلاقا من تمسّكها بالأعمال الإنسانية ستواصل دعمها ومساعدتها لهذا البلد الشقيق من أجل المساهمة معه في التكفّل بالاحتياجات إثر تدفّق الرعايا الأجانب القادمين من ليبيا"· وأضاف نفس المصدر أن السلطات العمومية وجّهت تعليمات للهلال الأحمر الجزائري من أجل القيام رفقة الهلال الأحمر التونسي بعملية إنسانية (خيم وأغطية وأغذية)· كما تمّ حسب نفس المصدر اتّخاذ قرار ايفاد بعثة طبّية للتكفّل بالرّعايا الأجانب اللاّجئين حاليا بتونس· وذكر وزارة الشؤون الخارجية أن الحكومة الجزائرية اتّخذت طوال الأيّام الفارطة "تدابير خاصّة" من أجل إجلاء أعضاء الجالية الجزائرية المقيمة في ليبيا الذين أعربوا عن أملهم في العودة إلى أرض الوطن، حيث تمّ لهذا الغرض تسخير وسائل جوّية وبحرية وبرّية· كما أشار نفس المصدر إلى أن الحكومة الجزائرية ساهمت "بشكل واسع" في إجلاء العديد من الرّعايا نحو بلدانهم جوّا وبحرا مباشرة من بنغازي وطرابلس أو عن طريق البرّ انطلاقا من الحدود الجنوبية للجزائر مع ليبيا·وفي سياق ذي صلة، انطلقت منتصف نهار أمس من تبسة قافلة إنسانية جزائرية ثانية للتضامن مع اللاّجئين الهاربين من جحيم ليبيا بعد تدهور الاوضاع بها باتجاه الحدود التونسية الليبية· وأوضح في اتّصال ب "وأج" مسؤول المكتب المحلّي للهلال الأحمر الجزائري السيّد توفيق خموج أن هذه القافلة التي نظّمت بدعم من مختلف الهيئات الإنسانية في البلاد تضمّ 5 شاحنات نصف مقطورة تنقل أزيد من 7 آلاف وحدة من الأغطية موجّهة للاّجئين من مختلف الجنسيات الذين فرّوا بسبب الأحداث السائدة في ليبيا والموجودين في مخيّم رأس جدير المهيّأ بالقرب من الحدود التونسية اللبية· واستنادا إلى ذات المسؤول، فإن قافلة إنسانية ثالثة تتشكّل من 5 شاحنات نصف مقطورة محمّلة بأغطية وأفرشة وأدوية، فضلا عن مطبخ متنقّل ستنطلق غدا الاثنين من تبسة· وللتذكير، فإن أوّل قافلة ضمّت عديد المتطوّعين من بينهم أطبّاء وأخصّائيين في علم النّفس كانت قد توجّهت أمس السبت نحو الحدود التونسية الليبية وعلى مثنها مواد غذائية واغطية وأفرشة بالإضافة إلى أدوية وعتاد طبي· ** مزيد من القوافل لنجدة "الهاريبن من القذافي" قال وزير الشؤون الخارجية السيّد مراد مدلسي أمس الأحد بالجزائر إن القافلة الإنسانية الجزائرية التي انطلقت يوم السبت من ولاية تبسة باتجاه الحدود التونسية - الليبية لمساعدة اللاّجئين من جنسيات مختلفة "ستكون متبوعة بقوافل أخرى"، "حتى نتضامن مع كلّ من إحتاج لهذه الإعانة"، مشيرا إلى أن هذا التضامن "شيء طبيعي بالنّسبة للجزائر"· وأوضح الوزير أن القافلة التضامنية التي انطلقت أمس على الحدود الليبية - التونسية تعتبر حلقة أولى ستكون متبوعة بقوافل أخرى· وبخصوص الأوضاع السائدة في ليبيا وبعد أن عبّر عن أمله في عودة الاستقرار إلى هذا البلد في "أقرب وقت ممكن" قال الوزير في تصريح للصحافة على هامش استقباله لنائب وزير الشؤون الخارجية الصيني السيّد جاي جون، أن الجزائر تتابع "بصفة دقيقة" هذه الأوضاع، وذكّر بالمناسبة بموقف الجزائر الدائم ودفاعها عن مبدأ عدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول"حتى وإن تعلّق الأمر ببلدان شقيقة وجارة وعربية"· وتتكوّن القافلة التضامنية الجزائرية من أربع شاحنات نصف مقطورة على متنها حمولة ب 100 طنّ من المواد الغذائية والمياه المعدنية وأغطية، فضلا عن مطبخ متنقّل وسبع سيّارات رباعية الدّفع تنقل أطبّاء وعتادا طبّيا وشاحنة مزوّدة بنظام تبريد تحمل أدوية· ** اجتماع طارئ لمنظّمة المؤتمر الإسلامي بسبب ليبيا تعقد لجنة الممثّلين الدائمين للدول الأعضاء في منظّمة المؤتمر الإسلامي اجتماعا طارئا بعد غد الثلاثاء لمناقشة المستجدّات التي تشهدها ليبيا واتّخاذ ما يلزم من قرارات بشأن الوضع المتأزّم هناك· وذكرت المنظّمة في بيان صادر عنها أمس الأحد أنها تتابع ب "قلق بالغ موجة العنف المتصاعدة التي تجتاح منذ أسابيع الجماهيرية العربية الليبية مسفرة عن وقوع خسائر بشرية جسيمة، الأمر الذي أدّى إلى تفاقم الوضع الإنساني المتدهور أصلا"· وناشد الأمين العام للمنظّمة أكمل الدين إحسان أوغلو مجدّدا الدول الأعضاء في منظّمة المؤتمر الإسلامي ومنظّمات الإغاثة الدولية تقديم المساعدة الضرورية لآلاف اللاّجئين الفارّين إلى دول الجوار· وتشهد ليبيا منذ أكثر من أسبوعين مظاهرات واحتجاجات شعبية تطالب بإسقاط قائد الثورة الليبية العقيد معمّر القذافي تحوّلت مؤخّرا إلى اشتباكات بين المتظاهرين والموالين للنّظام تقول منظّمات حقوق الإنسان إنه سقط خلالها آلاف القتلى والجرحى، فيما فقد القذافي السيطرة على مدن شرقي البلاد الذي أصبح في أيدي معارضيه الذين تسعى الدول الغربية إلى فتح قناة اتّصال معهم· ** الاتحاد الأوروبي يرسل بعثة لتقصّي الحقائق إلى ليبيا أعلنت الممثّلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أمس الأحد أنها أرسلت بعثة فنّية لتقصّي الحقائق إلى ليبيا، حيث تعدّ البعثة الدولية الأولى من نوعها إلى البلاد منذ أحداث العنف الأخيرة· وقالت أشتون في بيان صحفي إن هدف البعثة هو "تقييم الجهود الإنسانية على أرض الواقع في ليبيا وذلك لرؤية ما يلزم تقديمه من دعم إضافي"، موضّحة: "لقد قرّرت إيفاد هذه البعثة عالية المستوى لإفادتي بالمعلومات الأوّلية الحقيقية والفورية لعرضها في المناقشات التي ستطرح في القمّة الأوروبية الطارئة يوم الجمعة المقبل، حيث سأقوم بتحديث المعلومات حول الأوضاع لرؤساء الدول والحكومات"· وسيترأس البعثة المدير التنفيذي في خدمة العمل الخارجي الأوروبي أغوستينو ميوزو· ** مواجهات مستمرّة·· وأنباء متضاربة يبدو أن ليبيا ستشهد أيّاما حافلة بالمواجهات بين قوّات المقاومة وكتائب القذافي بعد معارك دامية كانت قد جرت شرق البلاد انتهت بسيطرة المقاومين على بن جواد ورأس الأنوف، حسب ما أشارت وكالة الصحافة الفرنسية· عضو في المجلس الثوري في طبرق شرق ليبيا نفى صباح أمس الأحد سقوط المدينة في أيدي قوّات العقيد معمّر القذافي كما أفاد التلفزيون الليبي· وتتضارب الأنباء عن نتائج المعارك بين الطرفين في غربي البلاد، حيث أشار التلفزيون الحكومي الليبي أن كتائب القذافي قد استعادت مدينتي الزاوية ومصراتة الساحلتين من المقاومين، في حين أكّدت قوّات المقاومة حتى وقت متأخّر من ليلة الأمس إحكام سيطرتها على مدينة الزاوية بعد مجازر ارتكبتها كتائب القذافي في المدينة· من جهته، التلفزيون الليبي عرض صورا في العاصمة طرابلس من الساحة الخضراء تعرض احتفالات مناصري القذافي بسيتطرتهم على مدن جديدة، في حين وردت أنباء عن تبادل لإطلاق نار صباح اليوم في طرابلس بين قوّات المقاومة وكتائب القذافي·