مؤشرات على بدء تراجع حدتها ** بعد مرور نحو شهر وأسبوع على الأزمة مع قطر وحصارها برا وبحرا وجوا من دول عربية عدة بدأت تظهر علامات على تراجع في حدة التصعيد من دول المقاطعة وانفكاك للأزمة بحسب ما تسرب من معلومات تناولت مؤشرات جديدة على تراجع ببعض الملفات. وكانت السعودية والإمارات بدأتا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر في 5 جوان الماضي لتتبعها البحرين ومصر ودول أخرى بعد توجيه اتهامات للدوحة بتمويل الإرهاب. إلا أن بعض الإجراءات التي اتخذت من هذه الدول ضد قطر بدأت الرياض -التي قادت حملة المقاطعة- بالتراجع عنها بحسب ما تم تداوله مؤخرا لا سيما مع وجود مؤشرات أخرى مثل تمديد مهلة استجابة المطالب واجتماع وزراء خارجية دول الحصار في القاهرة الذي لم يخرج منه أي تصعيد في الأزمة والاكتفاء بتأكيد المطالب والاتهامات لقطر. وبحسب ما رصده تقرير لموقع عربي21 فإن المؤشرات على بدء تراجع في حدة الأزمة هي كما يأتي: السماح بعودة موظفي مجلس التعاون القطريين للرياض أكدت مصادر من قطر أن المملكة العربية السعودية سمحت بعودة الموظفين القطريين العاملين بالأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي إلى الرياض. ونشر الإعلامي القطري أحمد السليطي أن الأمر تم بالفعل في حين لم تنف الرياض هذه المعلومات. وأوضح عبر (تويتر) أن الوضع لن يرجع مباشرة كما كان في يوم واحد في إشارة إلى وجود بوادر لانفراج الأزمة الخليجية. وتابع بأنه لا بد من الرجوع التدريجي وإلا فقد السياسيون احترام الشعوب . ويأتي ذلك في حين لم تعلن السعودية أو قطر بشكل رسمي عن قرار إعادة الموظفين القطريين في مجلس التعاون الخليجي إلى الرياض إلا أنه لم يصدر أي نفي من البلدين أيضا. القوات القطرية تنضم مجددا لدرع الجزيرة بالسعودية ونشرت مواقع صحفية في الكويت -البلد الذي يقود وساطة لحل الأزمة- نقلا عن مصادر كويتية أن قوات من الجيش القطري رجعت للسعودية لتنضم لبقية القوات الخليجية في درع الجزيرة. وذكر حساب (الكويت نيوز) الخبر بناء على مصادر كويتية قال إنها خاصة أكدت عودة قوات الجيش القطري ليلتحق بأشقائه في درع الجزيرة في الرياض . وتداول نشطاء صورة قالوا إنها توثق عودة القوات القطرية إذ يوضح الختم الذي يظهر في الصورة أن القوات دخلت في تاريخ أمس الجمعة ويحمل ختم معبر أبو سمرة البري بين السعودية وقطر في حين لم يصدر تعقيب رسمي من السعودية. اجتماع سلبي لوزراء خارجية دول الحصار اجتمع وزراء الخارجية لدول الحصار الأربع السعودية والإمارات والبحرين ومصر في القاهرة بعد تمديد المهلة لقطر للاستجابة لمطالبها وخرجوا ببيان وصف ب السلبي ذلك أنه خلا تماما من أي إجراءات عقابية ضد الدوحة بعد ساعات طويلة من النقاشات المغلقة. ورغم أن الاجتماع تم وسط ترقب عالمي للنتائج التي سيخرج بها وزراء خارجية الدول الأربع عقب اجتماع على مستوى مدراء المخابرات إلا أنهم أصدروا بيانا مشتركا خلا تماما من أي إجراءات تصعيدية رغم كل التهديدات التي سبقت الاجتماع. وعللت دول الحصار هذا الأمر بأنها بحاجة إلى مزيد من الوقت لاتخاذ قرارات غير متسرعة في اجتماع المنامة المقبل دون تقديم موعد لانعقاده. حراك دبلوماسي واسع لاحتواء الأزمة وبدأ حراك دبلوماسي دولي وإقليمي وقطري بالبروز لاحتواء الأزمة في حين ظهر الموقف الأمريكي أكثر وضوحا تجاه الأزمة الخليجية إذ دعت أمريكا إلى حل الأزمة بالطرق السلمية ودعت إلى خليج موحد في ظل جولة لوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون للمنطقة لبحث الأزمة. ويصل تيلرسون إلى الكويت الاثنين ليكون المسؤول الغربي الرابع الذي يزور المنطقة خلال أيام لبحث الأزمة الخليجية بعد زيارة نظيريه الألماني والبريطاني إضافة إلى جيفري فيلتمان نائب الأمين العام للأمم المتحدة. وبرز الحراك الدبلوماسي القطري في الأزمة إذ التقى وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مندوبي الدول غير دائمة العضوية في مجلس الأمن باستثناء مصر لشرح الأزمة الخليجية والحصار المفروض على قطر. ويصل أيضا مستشار الأمن القومي البريطاني مارك سيدويل الذي سيجتمع مع تيلرسون بحضور وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي وزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله وذلك ضمن الجهود المبذولة لحل الأزمة الخليجية. وفي تطور لافت من طرف الدبلوماسية البريطانية حيال الحصار المفروض على قطر دعا وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون السعودية وحلفاءها لإنهاء حصارها على قطر وقال إن حصار قطر غير مرحب به ونأمل أن يكون هناك وقف للتصعيد . وأكد كذلك الاتحاد الأوروبي ودولة الكويت من جهتهم ضرورة الحفاظ على وحدة واستقرار الخليج وحل الأزمة التي تمر بها المنطقة ضمن إطار البيت الخليجي. جاء ذلك في بيان مشترك أصدره الجانبان الكويتي والأوروبي عقب مباحثات أجراها وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الإعلام الكويتي بالوكالة الشيخ محمد عبد الله المبارك الصباح في مدينة دبروفنك الكرواتية مع ممثلة السياسة الخارجية بالاتحاد فيديريكا موغيريني. من جانبه دعا أيضا وزير خارجية ألمانيا زيغمار غابرييل إلى اتفاق يشمل المنطقة بأسرها إزاء دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية. ضعف خيار التصعيد عسكريا وبدا الخيار العسكري ضعيفا في ظل المعطيات المتوفرة منذ بدء المقاطعة واختيار الحصار عوضا عن الحل العسكري الذي قال محللون وخبراء ل عربي21 إنه مستبعد تماما لأسباب عدة مهمة وضحوها في هذا التقرير: ولم تظهر أي مؤشرات للاتجاه نحو هذا الخيار منذ اندلاع الأزمة في حين أن القانون الدولي يحرم التدخل العسكري بالإضافة إلى أن دول الحصار تعهدت بأن إجراءاتها في الأزمة لن تخالف القانون الدولي. لا سيناريو واضحا للأزمة وأوضح دكتور العلوم السياسية حسن نافعة في تصريح لموقع (عربي21) في وقت سابق أن الأزمة مع قطر منفلتة العيار ولم تدرس جيدا من دول الحصار وأنه ليس معروفا بالضبط ما الذي تريده هذه الدول من قطر تحديدا. وأكد أنه لا سيناريو واضحا للأزمة أو لآليات التصعيد أو إن كانت دول الحصار تريد الاكتفاء بالوضع الحالي أم العمل على الوساطات. تخفيف الحصار جوا رغم فرض حصار جوي على قطر منذ بدء الأزمة إلا أن الدول التي أعلنت مقاطعتها خففت من الإجراءات وأعلنت أنها سمحت للطيران الأجنبي بالمرور عبرها للذهاب إلى قطر. واكتفت الدول بحظر الطيران القطري والسماح للطيران الأجنبي غير القطري بحرية المرور من قطر وإليها. وأعلنت هيئات للطيران المدني في السعودية والإمارات والبحرين في بيان لها أن الحظر الجوي المفروض على قطر منذ بدء الأزمة الدبلوماسية مع الدوحة يشمل حصرا شركات الطيران القطرية والطائرات المسجلة في قطر. وجاء في البيانات أنه بموجب الحظر الجوي تمنع كافة شركات الطيران القطرية والطائرات المسجلة في دولة قطر من الهبوط في المطارات أو العبور في الأجواء السيادية للإمارات والسعودية والبحرين ولفت البيان إلى أن هذا القرار لا يشمل شركات الطيران والطائرات غير المسجلة في دولة قطر . وصدرت هذه البيانات بعد دعوة وجهها الرئيس التنفيذي للخطوط القطرية أكبر الباكر إلى المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) مطالبا بإعلان عدم قانونية الحظر الذي فرضته السعودية وحلفاؤها على قطر معتبرا أنه حصار ينتهك الاتفاقية الدولية حول النقل الجوي. ومنظمة إيكاو من الوكالات التابعة لمنظمة الأممالمتحدة وهي المسؤولة عن تنفيذ اتفاقية شيكاغو الضامنة لحرية الطيران المدني.