أعلن متحدث باسم المجلس الانتقالي أن ممثلاً للعقيد القذافي طلب بحث اتفاق يقضي بتنحيه. وفي اتصال مع قناة "العربية" قال رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل إن "القذافي لم يعد له مكان في ليبيا، وإن عليه التنحي"، مضيفاً أن الشعب الليبي مستعد للتنازل عن ملاحقته إذا قرر التنحي. " وأكد جليل أنه لم تكن هناك أي مفاوضات مباشرة مع معمر القذافي. وكانت مصادر ليبيَّة قد قالت إن الزعيم الليبي معمر القذافي عَرضَ على الثوار عقد اجتماع للمؤتمر الشعبي العام (برلمان القذافي) للسماح له بالتنحي بعد التعهُّد له بضمانات معيَّنة. ونقلت قناة "الجزيرة" الفضائية النبأ عن المصادر التي قالت إن القذافي اشترط أن يُعقد مؤتمر الشعب العام، وأن يعلن القذافي خلاله التنحي، شرط ضمان سلامته هو وأسرته وضمان أمواله. وأضافت المصادر أن من بين شروط القذافي مساعدته في الخروج إلى البلد الذي سوف يقصده، وأن يتم التنازل عن ملاحقته ومطاردته بالخارج وتقديمه للمحاكم الدوليَّة. وعلى الصعيد الميداني، شنت طائرة مطاردة ليبية أمس الثلاثاء غارة في الصحراء شرق المرفأ النفطي في رأس لانوف، الموقع الأكثر تقدُّماً للمعارضة في شرق ليبيا، دون التسبب في وقوع ضحايا أو أضرار، على ما أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية. وسقط الصاروخ على مقربة من الطريق العام على مسافة حوالي مئة متر من بعض المنازل، عند تخوم المدينة الاستراتيجية الواقعة على مسافة نحو 300 جنوب غرب بنغازي، معقل المعارضة والتي يسيطر عليها الثوار منذ الجمعة. وخلف الانفجار حفرة دون أن يوقع ضحايا أو يتسبب بأضرار. وقال شهود إن غارة مماثلة استهدفت الموقع ذاته قبل ساعة، وأوضح الطبيب يوسف البدري المتوقف مع زميل له وسيارة إسعاف عند مركز التفتيش الرئيسي على المدخل الشرقي لرأس لانوف "لم نعالج في الوقت الحاضر أي ضحية". وقال مراسل وكالة الأنباء الفرنسية إن الثوار أقل عدداً أمس الثلاثاء من الأيام السابقة عند هذا الحاجز، ولم يكن هناك سوى عشرة عناصر مجهزين بمضادات جوية أطلقوا النار منها بعد الغارة. ويشن الطيران الليبي غارات يومية على مواقع الثوار في شرق البلاد، لاسيما على خط الجبهة، وكذلك في البريقة وإجدابيا، وهما النقطتان الاستراتيجيتان في الطريق إلى بنغازي في محاولة من القذافي لاضعاف خصومه قبل أي زحف بري جديد بعد أن دُحرت قواته في كل الهجمات البرية السابقة على عدد من المدن التي سقطت في أيدي الثوار.