أثار مقترح المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا للعقيد معمر القذافي بعدم متابعته قضائيا في حال تنحى عن السلطة خلال 72 ساعة، ردود أفعال متباينة، ففي حين رفضوا الثوار المقترح جملة وتفصيلا، أعلن المتحدث باسم المجلس الانتقالي أن ممثلا للعقيد طلب بحث اتفاق يقضي بتنحيه، في وقت قال رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل أمس لقناة ''العربية'' إن القذافي لم يعد له مكان في ليبيا، وعليه التنحي، مضيفا أن الشعب الليبي مستعد للتنازل عن ملاحقته إذا قرر التنحي· وأثار هذا التصريح موجة غضب لدى قيادات الثورة والمعارضة، مما يدل على وجود انقسام واضح داخل المجلس الانتقالي· وفي الأثناء، نقلت قناة ''الجزيرة'' عن مصادر وصفتها ب''العليمة''، قولها إن المجلس الوطني الانتقالي رفض جملة وتفصيلا عرضا من العقيد معمر القذافي بعقد اجتماع لمؤتمر الشعب العام ''البرلمان'' ليعلن خلاله تخليه عن السلطة، حيث أوفد العقيد المهندس عزوز الطلحي، وهو رئيس وزراء سابق وابن عم رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل، ليعرض على الهيئة التي تقود المعارضة تشكيل لجنة لتسيير شؤون الحكم في البلاد بعد تنحيه مقابل ضمان سلامته الشخصية وسلامة عائلته وعدم ملاحقتهم قضائيا· وقال المجلس إن السماح بتنحي القذافي ورحيله فيه نوع من الخروج المشرف له، وإنه تنازل عن حقوق من يرى أنهم كانوا ضحايا حرب وجرائم ضد الإنسانية، ممن سقطوا ليس أثناء الثورة الحالية فحسب بل في أحداث سابقة تسبب فيها نظام القذافي · من ناحية أخرى، كان القذافي قد اعتبر ترحيب دول مثل فرنسا بالمجلس الوطني الانتقالي تدخلا في شؤون ليبيا، قائلا إن هذا الاعتراف مثير للضحك، على حد تعبيره · وزعم في المقابلة التي أجرتها معه قناة ''فرانس ''24 أن الموقف في ليبيا لا يثير قلقا، وأن الاتحاد الإفريقي سيوفد لجنة لتقصي الحقائق، ''حتى يؤكد للعالم أن ما ينشر عن ليبيا في الخارج كذب مائة في المائة''·