يشتكي سكان حي 350 مسكن و60 مسكنا جاهزا بمنطقة الكرمة التابعة إقليميا لبلدية عاصمة الولاية بومرداس، من النقص الفادح في وسائل النقل، الأمر الذي انعكس سلبا على حياة السكان، وعطل مصالحهم اليومية جراء ساعات الانتظار الطويلة التي يقضونها بالمواقف للظفر بحافلة إلى عاصمة الولاية. سكان الحيين عبّروا عن استيائهم الكبير نتيجة الوضعية المزرية التي باتوا يعيشونها بمرارة في ظل نقص وسائل النقل، التي أضحت هاجس هؤلاء السكان، خاصة أولئك المتمدرسين بمقر عاصمة الولاية، هذا فضلا عن أولئك الموظفين أو الذين يزاولون نشاطات خارج منطقة الكرمة ببومرداس. والأمر الذي أثار حفيظة هؤلاء السكان هو أن المسافة لا تزيد عن 4 كلم، إلا أن طول ساعات الانتظار خاصة تحت أشعة الشمس الحارقة التي تشهدها المنطقة في فصل الحر والأمطار الغزيرة شتاء، زادت من معاناة السكان الذين لا ذنب لهم إلا أنهم ضحايا موقعهم الجغرافي والفوضى الكبيرة التي يشهدها قطاع النقل بالولاية في ظل غياب مراقبة ميدانية فعلية من طرف الجهات المعنية، وغياب قوانين ردعية تدق أعناق أولئك الذين يعتبرون أنفسهم فوق القانون. وحسب بعض سكان حي 350 مسكن فإن وضعيتهم تسيئ أكثر مع الأيام، لا سيما في ظل الفوضى التي يعرفها قطاع النقل خاصة بالجهة الشرقية للولاية، حيث يدفع سكان القرى والمناطق المعزولة فاتورة ثقيلة توحدهم أمام عزوف بعض الناقلين عن دخول الأحياء والمداشر؛ بحجة أن مسالكهم وعرة، وأن الأعطاب التي تترتب عن هذه الطرق تكلفهم مبالغ باهظة، لكن الأمر الذي يتساءل عنه سكان الحي وسكان القرى والمداشر، أن أصحاب هذه الخطوط عندما يطلبون الخط الرابط بين زموري وبومرداس مثلا هم على علم بحالة الطرقات ووضعيتها وبقبولهم على العمل بأي خط ما؛ فهم مجبَرون على تحمل المسؤولية الكاملة والوفاء ببنود الاتفاقية المبرمة بين الناقل ومديرية النقل للولاية، إلا أن ما يحدث هو العكس؛ حيث أن الناقلين فور ما يحصلون على الخط يعملون ما يحلو لهم ضاربين بذلك كل القوانين واللوائح المعمول بها في مجال النقل، عرض الحائط.