ق· حنان إذا كان الهاتف النقال وسيلة اتصال مهمة اليوم، لا يمكن أن يتخلى عنها أي كان، رجلا أم امراة، كبيرا أم صغيرا، باعتباره وسيلة اتصال هامة، تتيح للجميع البقاء على تواصل مع العالم الخارجي، فانه بالمقابل اضحى بالنسبة للبعض مصدر ازعاج، ليس لمن يملكونه فحسب، وانما حتى الى الاشخاص الاخرين، ولا يعد الهاتف النقال هو مصدر الإزعاج في حد ذاته، وإنما بسبب الاستخدام السيء لبعض التقنيات والتجهيزات المرفقة به، كالبلوتوث والكاميرا والفيديو، ومشغل الموسيقى وغيرها، إذ أن لكل منها خاصية إزعاج لا تختلف عن الثانية إلا في قدرتها على التسبب في نسبة أكبر من المشاكل للآخرين· فتقنية البلوتوث ومثلما هو معلوم، تسببت في خراب الكثير من البيوت، بفعل لجوء البعض إلى تصوير مقاطع فيديو أو صور، وإرسالها عبر هذه التقنية، وغالبا ما كان يتم ذلك لأشخاص حقيقيين وموجودين فعلا بالواقع، وتقنية التصوير بكاميرا الهاتف النقال، تسببت أيضا في كثير من المشاكل، نتيجة لجوء الكثير والكثيرات إلى التقاط صور لبعض الأشخاص عن سوء نية أو عن حسن نية، ثم اتخذت تلك الصور وسيلة ابتزاز وتهديد للضحايا، كما أن تقنية مشغل الموسيقى، تسبب أيضا الكثير من الإزعاج للمواطنين خاصة في وسائل النقل، بسبب اتجاه البعض إلى تشغيلها بصوت عال، حيث لا يكتفون بالاستماع إلى الأغاني المحملة في هواتفهم النقالة منفردين بل يشركون الآخرين في سماعها، حتى وإن كانوا لا يريدون ذلك، ما دفع بعض أصحاب الحافلات إلى وضع لافتات بالبنط العريض داخلها تشير بوضوح إلى منع تشغيل الراديو، أو مشغل الموسيقى بصوت عال، ويدفع البعض الآخر، إلى الدخول في مناوشات مع هؤلاء الشبان، عندما يطلبون منهم احترام بقية الركاب، والتقليل من صوت الموسيقى نوعا ما· أما أخر ما توصل إليه بعض المواطنين، فهو مشاهدة بعض مقاطع الفيديو مختلفة الأنواع في هواتفهم النقالة وهم داخل الحافلة، وقد لا يبدو أن في الأمر تعقيدا أو مشكلا يذكر، ولكن المشكل يكمن عندما يتعلق الأمر بمقاطع فيديو محرجة، أو مخجلة، ومخلة بالحياء، يقوم هؤلاء بمشاهدتها في الحافلات، دون أدنى حياء أو خجل، وفي هذا الإطار تقول إحدى الفتيات إنها استقلت حافلة نقل خاص يوما، مع إحدى صديقاتها، وجلستا في مقعد خلفي وكان أمامهما شاب جالسا بمفرده، وقد كان هذا الأخير منهمكا في مشاهدة فيديو لمجموعة من الفتيات الراقصات رقصا ماجنا للغاية، حيث أنه من بين مقاطع الفيديو التي يتم تداولها على نطاق واسع، والغريب أنه لم يحاول بتاتا إخفاء الهاتف النقال ومشاهدة ذلك المقطع بمفرده مادام أن ذلك "حرية شخصية" لا يحاسبه عليها أحد، بل بدا وكأنه تعمد جعلهما تشاهدانه أيضا·