لم تعد المحاكم تشتمل على ملفات وقضايا السطو على أشياء ثمينة على غرار المجوهرات وشتى أنواع السرقات الأخرى وإنما أصبحت تحمل في طيات ملفاتها قضايا تقترب نوعا ما إلى الغرابة سببت سجن المتهم أو المتهمة بعد سطوهم على أشياء بسيطة من المتاجر والمحلات، فبعد الألبسة أصبحت هناك ملفات تتعلق بتهم السطو على مواد غذائية من المحلات فمن الدجاج المشوي إلى علب الجبن إلى مواد التنظيف إلى المواد الغذائية الأخرى، بعد أن يُغوى المتهمون ويسيل لعابهم على مواد بخسة تكلفهم البهدلة والفضح أمام المحاكم في قضايا تخجل حتى الهيئة القضائية من مناقشتها فما بالنا بموقف الماثلين للمحاكمة· خ· نسيمة بالفعل ذلك ما هو جار بمحاكمنا، فبعد السطو على الأحذية وحتى المصاحف من المساجد والاعتداء على حرمة بيوت الله، راح آخرون إلى أخطر من ذلك بعد أن سيرتهم بطونهم ونواياهم السيئة التي دفعتهم إلى السطو على مواد غذائية متنوعة ومواد للتنظيف قد تكون أثمانها بخسة في غالب الأحيان، إلا أن البعض يخاطر بنفسه ليلقى في الأخير فضيحة وبهدلة في المحاكم، خاصة بعد أن يقعوا بين أيادي تجار لا يرحمون ولا يشفعون لتوسلات السارق المتلبس بجرمه، فيكون مصيرهم مراكز الشرطة ومنها إلى أبواب المحاكم ليعيش المتهمون لحظات يندى لها الجبين ويقشعر لها أبدان الحاضرين في الجلسة· منها قضية ذلك الشاب الذي سطا على علبة للتنظيف من أحد متاجر العاصمة ووقف للمحاكمة من أجل علبة "أومو" مهددا بالسجن لثلاث سنوات خاصة وأنه اعترف بالتهمة المنسوبة إليه متحججا في ذلك بعوز أسرته ما دفعه إلى السطو على المتجر وهو يحاول سرقة علبة التنظيف فجرّه التاجر إلى مركز الشرطة وطالبت النيابة العامة بسجنه لثلاث سنوات كاملة لتدينه المحكمة بستة أشهر حبسا نافذة· أما آخر فسال لعابه على دجاجة مشوية قابلته بأحد المطاعم فسطا عليها وفر مهرولا إلا أن تفطن صاحب المطعم ومسكه وهو يحمل تلك الدجاجة المشوية التي استردها، ولم يشف غليله إلا بتقديمه إلى أقرب مركز للأمن ومنه إلى المحاكمة بسبب دجاجة مشوية كلفته السجن وراء القضبان· مواطنٌ آخر زج بالسجن من أجل علبة جبن سرقها من أحد المحلات بعد أن انساق لشهواته فكلفته غاليا، حيث تم القبض عليه وسجن لأجلها· وعلى الرغم من سكوت بعض التجار عن مثل تلك السرقات مراعاة لشعور المتهمين وعدم فضحهم إلا أن هناك من يتخذون الإجراءات القانونية اتجاههم من أجل ردعهم وعدم معاودة الكرة ثانية· ومهما رحنا أو عدنا تبقى تلك القضايا دخيلة على مجتمعنا مثلما وضّح أحد المحامين بمجلس قضاء العاصمة، ولعل أن ذلك يعود إلى عدة أسباب ودوافع منها الفقر وانخفاض القدرة الشرائية للمواطنين مما أدى إلى ظهور مثل تلك القضايا التي غزت محاكمنا مؤخرا ويظهر فيها المتهمون في موقف لا يحسدون عليه يؤدي إلى زعزعة مشاعر الكل خلال مناقشة مثل تلك القضايا التي يظهر فيها المتهمون في موقف حرج، نادمين على أفعالهم، إلا أنهم في غالب الأحيان يستفيدون من ظروف التخفيف تبعا للظروف الاجتماعية المحيطة بهم ودوافع قيامهم بمثل تلك السرقات·