الفرحة تمتزج بالفوضى وعدم احترام خصوصية المكان هكذا تحتفل قصبة الجزائر بعيد الأضحى تتغير ملامح أزقة ودروب المدينة القديمة بالجزائر العاصمة القصبة باقتراب عيد الأضحى المبارك بتعلق الكبار والصغار بأضاحي العيد التي باتت تنافس المارة والمتجولين في مشاهد اختلطت فيها الفرحة بالفوضى وعدم احترام الخصوصيات العمرانية للمكان التاريخي. وتزاحم الخرفان مداخل المنازل دون حرج من أصحابها وتتخذ من مقابض الأبواب الخشبية العتيقة مربطا آمنا يحفظها من الضياع وهذا أمام مرأى شباب وأطفال الحي الذين يحيطون الأضحية بكثير من الفضول والتعاليق كما لوحظ عند مدخل حي سوق الجمعة بالقصبة السفلى. ويزداد حماس السكان المقبلين على ما يطلق عليه في العاصمة ب العيد الكبير حيث شوهدت الساحات المربعة الشكل التي تتوسط الشوارع وقد تحولت إلى إسطبلات صغيرة تجمعت فيها أضاحي الجيران بعدما كانت قبل حلول هذه المناسبة مكانا مفضلا ووحيدا لصبيان القصبة للعب كرة القدم. وفي تلك المساحة الصغيرة تكدست الأعلاف وتراكمت الأوساخ في انتظار أن يتطوع أحدهم لجمعها. وقد أبدت سيدة في الخمسين من عمرها من تواجد هذه الكباش مدة طويلة في أزقة القصبة معتبرة ذلك سلوكا غير مناسب لضيق المساحة. فيما عبر شاب آخر عن تقبله لهذه الظروف التي ستزول بعد صلاة العيد مباشرة. ويرى الحاج زوبير مولوج (75 سنة) بصفته مقيم قديم بالقصبة أن هذه الأخيرة تعيش حالة فوضى لا يتحملها كبار السن والأوائل ممن عرفوا العصر الذهبي للمدينة. ويقول إن القصبة معروفة بضيق مساحتها والمقيمين فيها تبنوا سلوكا اجتماعيا يقوم على التعاون والتعايش والمشاركة في كل الامور المتصلة بالحياة الجماعية في إشارة منه إلى مسألة النظافة وتقسيم المهام واحترام السياق العام للمكان. جدير بالذكر ان مدينة الجزائر القديمة الواقعة في الجهة الغربية من المدينة الحديثة والمشهورة ب القصبة هي تجمع سكني يظهر في شكل مدرج من الأعلى وصولا إلى الأسفل عند مشارف البحر الأبيض المتوسط وهي مدينة تمتد على مساحة 105 هكتار يقطنها 60 ألف نسمة.