أصر عدد كبير من طلبة مختلف المعاهد وجامعات الوطن على الاستمرار في الإضراب بالرغم من النداءات الحثيثة من طرف التنظيمات الطلابية التي تحثهم عبر عملهم التحسيسي على ضرورة استئناف الدراسة لكن إصرار هؤلاء على مواصلة الإضراب إلى غاية الساعة لا يزال قائما بحجة أن الإجراءات التي تحدثت عنها الوزارة من شأنها تخفيف المعاناة على الطالب ليست رسمية، مؤكدين أنهم لا يؤمنون بالوعود الشفهية وأن على السلطات تقنينها وترسيم ما تم الاتفاق عليه حتى يعود هؤلاء إلى مقاعد الدراسة· لا زالت العديد من جامعات الوطن تعيش حالة شلل تام وعلى رأسها جامعة بوزريعة وبعض التخصصات بجامعة هواري بومدين بباب الزوار بالإضافة إلى كلية الإعلام والاتصال التي تشهد شللا كليا حسب ما أفادت به عضوة بمكتب الاتحاد العام الطلابي الحر في تصريح ل"أخبار اليوم" التي أشارت إلى ما أسمته بالأمر غير العادي الذي يحدث بكليتهم، بحيث ورغم الاتصالات التحسيسية التي يقوم بها المكتب من أجل احتواء الوضع وعودة الطلبة إلى المدرجات إلا أن تحركاتهم باءت بالفشل نظرا لرفض الطلبة كافة المبادرات التي تحدثت عنها الوزارة مؤخرا أهمها المطالب البيداغوجية، بحجة أنهم لم ينتزعوا مطالب ملموسة أو رسمية حتى تكون لهم كضمان للعودة إلى الدراسة، وتضيف العضو بالمكتب أن هناك حركة سمت نفسها الطلبة الأحرار وهي عبارة عن مجموعة من الطلبة انضمت فيما بينها حتى تكون الناطق الرسمي وحاملي انشغالات طلبة الجامعات· وفي المقابل أفادت قدوري كنزة عضو مكتب بالاتحاد العام الطلابي الحر بكلية الإعلام والاتصال أن تنظيمهم لم يتمكن أن يعيد الطلبة إلى أدراج الأقسام نظرا للتعصب الذي يميز من نادوا إلى الإضراب، إلى جانب فقدان بعض المطالب إلى الشرعية الحقيقة في حين برزت انشغالات أخرى نادى بها الطلبة بعيدة عن المطالب البيداغوجية مما يظهر جليا أنه تم تحريض هؤلاء الطلبة لأغراض أخرى -تضيف المتحدثة-· هذا وكان الآلاف من طلبة مختلف المدارس العليا وجامعات الوطن قد تجمهروا الأسبوع الماضي أمام مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، حاملين اللافتات التي تدين ب"الحقرة" المطبقة في حقهم، هاتفين بشعارات مثل "الوزارة حقارة"، "حراوبية ارحل" و"الجامعة الجزائرية في خطر" إلى غيرها من الشعارات التي ترفض جملة وتفصيلا التنظيمات الطلابية التي يرى فيها هؤلاء أنها لا تعبر عن انشغالاتهم بالمستوى المطلوب، مطالبين وفي الوقت نفسه تأمين الجامعة من كافة الجوانب مع الضغط على السلطات لإلغاء نظام "ال آم دي" الذي زعزع هدوء الجامعة منذ اعتماده، كما ركزوا أنهم ضد العنف في الجامعة بكل أنواعه لأنها حرم وليس مكانا آخرا، وقد أبدى الطلبة رفضهم السياسة المطبقة من طرف الوزارة وهو العمل بالنظام الكلاسيكي إلى غاية تلاشيه وهي الطريقة التي رفضها هؤلاء جملة وتفصيلا مفضلين النظام القديم الذي يلائم المنطق الجامعي بالجزائر، مهددين وفي الوقت ذاته بمواصلة الاحتجاجات والاضطرابات والدخول في الإضراب عن الطعام في حالة عدم الاستجابة إلى مطالبهم في أقرب الآجال خاصة وأن اختبارات الفصل الأول قد تم تأجيلها بسبب الأوضاع الراهنة في العديد من جامعات، علما أن العطلة الربيعية ستحل الأسبوع المقبل وهو ما زاد من مخاوف بعض الطلبة الرافضين للإضراب والمقتنعين بالحوار لكل مشاكل من هذا القبيل·