أزيد من 50 إقامة جامعية لم تفتح أبوابها ...والمدرجات لا تزال مغلقة طلبة لم يتسلموا بعد بطاقاتهم والعطلة اقترب موعدها عندما تنقلنا صباح الأربعاء الموافق للرابع من شهر نوفمبر إلى جامعة منتوري بقسنطينة لم نكن نتصور أن مختلف المعاهد مازالت في عطلة، فهي في غالبيتها مشلولة تماما في شبه إضراب عام.. * سألنا طلبة السنة ثالثة إعلام واتصال فأقسموا لنا أنهم لم يتلقوا لحد الآن سوى ثلاث محاضرات فقط منذ بداية الموسم في معهد غريب الأطوار نسبة النجاح فيه تبلغ المئة في المئة ولا ينجح إلا الغائب عن الإمتحان .. واعترف طلبة إعلام آخرين أنهم لم يتلقوا لحد الآن سوى محاضرة واحدة في مقياس الإخراج.. وإذا كان طلبة الإعلام قد تذوقوا بعضا من الدراسة فإن معهد علم الإجتماع مازال في عطلة طويلة الأمد إذ أكد لنا طلبة السنة الثالثة "ألمدي" أنهم لم يتلقوا درسا واحدا، وأكثر من ذلك لم يتسلموا بعد شهادات النجاح ولا بطاقات الطالب.. وتساءل طالب آخر لماذا الإقامات الجامعية مفتوحة، ولماذا الجامعات مزدحمة بطلبة وطالبات وكل المدرجات مازالت مغلقة وهناك من الأساتذة من تأكد أنه لن يظهر إلا بعد 14 نوفمبر أو بعد عيد الأضحى المبارك.. والمؤسف أننا لم نعد سوى على بعد أسابيع عن العطلة الشتوية التي أحيانا تكون في الثامن عشرة من شهر ديسمبر.. * * وتتكرر سنويا مهزلة الدخول الجامعى ببلادنا بشكل غريب ومريب للغاية، وبصورة تبعث على الحيرة، ويستغرب المحسوبون على الشأن الجامعى لماذا أصبحت الشهور التي يقضيها الطلبة والطالبات في عطلة خارج الكليات والمعاهد، أطول من الأيام التي يجلسون فيها على مقاعد المدرجات بالمؤسسات الجامعية، وبحسب ما كشف عنه أمناء التنظيمات الطلابية للشروق اليومي فإن الدخول الجامعي للعام الحالي، كان مقررا بتاريخ 4 من شهر أكتوبر المنصرم، مثلما أعلن عنه وزير القطاع رشيد حراوبية، إلا أن ذلك لم يحدث سوى على الورق أو على الأقل تجسد نصفه وبقي نصفه الآخر معلقا، لأن الأيام والأسابيع مرت على التاريخ المذكور، لكن عددا كبيرا من الكليات والمعاهد لا تزال أبوابها موصدة في وجه الطلبة والطالبات ولم تفتح إلا لتسوية بعض الأمور الإدارية كالتسجيل وإعادة التسجيل واستخراج شهادات التبرئة وغيرها، أما ما تعلق بانطلاقة الدروس والمحاضرات فيبدو أن ذلك لابد له من إعلان دخول رسمي آخر يكون على الأرجح بعد أسبوع من عيد الأضحى المبارك. وبحسب تشكيلات طلابية تحدثت إليها الشروق اليومي فإن ما يزيد عن 50 إقامة جامعية بجامعات ولايات الشرق فقط، مازالت لم تفتح أبوابها أمام طلبتها الراغبين في الإقامة والالتحاق بمدرجات الكليات، وحتى بعض الأحياء الجامعية التي تبدو وأنها دشنت الموسم مبكرا، فإنها في حقيقة الأمر ليست كذلك، إذ الواقع أثبت أن ما يزيد عن 100 مطعم جامعي لم تشرع في تقديم الوجبات للطلبة، واكتفت إدارات هذه الإقامات بإيواء الطلبة دون إطعامهم، كما يحدث في عنابة مثلا، مما حتم على هؤلاء العودة من حيث أتوا، وانتظار أن تمن عليهم مصالح الديوان الوطني للخدمات الجامعية بالأكل والشرب.. * * وبعنابة دائما تقدم الفرع الولائي للاتحاد العام الطلابي الحر باستفسار لعمادة الجامعة ومديرية الخدمات الجامعية، عن التأخر الفادح وأسبابه على المستويين البيداغوجي والاجتماعي، لكنها لم تتلق ردا لحد الساعة، ولحسن الحظ أن المعاهد الطبية والهندسية مازالت تمتلك بعض المصداقية حيث باشر طلبة الطب وجراحة الأسنان والصيدلة الدراسة منذ سبتمبر الماضي وهي ذات الملاحظة على معهد الهندسة المعمارية .. لكن المؤسف أن معاهد العلوم الإنسانية مازالت معطلة وربما يعود ذلك على استصغار الطلبة الدراسة في هذه المعاهد التي أصبح شعارها فعلا "الدراسة لمن أرادوا الشهادة للجميع".