هدّدت التنظيمات الطلابية بشن إضرابات وطنية بعد العطلة في حال عدم اتخاذ وزارة التعليم العالي موقفا حازما حيال المشاكل البيداغوجية والاجتماعية التي يعانيها الطلبة في عدد من الجامعات والمعاهد والإقامات الجامعية منذ انطلاق الموسم. ويجري التنسيق في الأيام الأخيرة بين التنظيمات للدخول في إضراب وطني شامل. لا يزال الطلبة في عدد من المواقع الجامعية عبر التراب الوطني ينظمون احتجاجات وإضرابات ومسيرات، آخرها التي نظمت صباح أمس ببجاية، حيث خرج الآلاف من الطلبة في مسيرة حاشدة جابوا خلالها الشوارع الكبرى للمدينة رافعين شعارات كثيرة منها '' لا للمساومة العلمية '' و''نعم لجامعة ديمقراطية ولا لوزارة ديكتاتورية'' وغيرها من اللافتات التي حملها الطلبة الغاضبون، داعين خلال مسيرتهم إلى الاستجابة الفورية لأرضية المطالب المرفوعة. وتعقّد الوضع بوسط مدينة بجاية لما التقت أفواج الطلبة القادمة من جامعة أبوداو والذين زحفوا من جامعة تارقة أوزمور وهو ما أدى إلى اختناق كبير في حركة المرور استغرق عدة ساعات واكتفت خلالها مصالح الأمن التي طوقت المسيرة بخلق منافذ لفك الاختناق والحيلولة دون وقوع انزلاقات خطيرة. كما أقدم طلبة جامعة أبوداو منذ الساعات الأولى من الصباح على غلق جميع المدرجات والقاعات وحتى المخابر العلمية من خلال إخراج جميع الطلبة ودفعهم للمشاركة في المسيرة الاحتجاجية التي توجهت إلى وسط المدينة، وقبلها نظموا تجمعا طالبوا فيه بتيسير إجراءات التدرّج في شهادة الماستر واعتبروا الشروط الموضوعة بالتعجيزية والتي يستحيل تلبيتها من قبل الطلبة. يذكر أنه قبل الانطلاق في المسيرة احتدم النقاش بين الطلبة حول نقطة غلق الطريق الوطني رقم 09 أمام حركة المرور أو تنظيم المسيرة والاعتصام بالحرم الجامعي، ليقع الإجماع على السير نحو مقر الولاية. وفي الشلف، عادت الاحتجاجات الطلابية إلى جامعة حسيبة بن بوعلي، حيث دخل عدد من الطلبة المتخرّجين من معهد الرياضة في إضراب عن الطعام، احتجاجا على رفض الإدارة تمكينهم من مواصلة الدراسة في الماستر لنحو 20 طالبا، في حين سمح لبقية زملائهم في الدفعة الأولى على المستوى الوطني، تخصص إدارة وتسيير رياضي، من الدراسة في الماستر. وقد لقي المضربون عن الطعام أمام رئاسة الجامعة مضايقات من طرف أعوان أمن الحرم الجامعي، إلا أنهم عبروا عن عزمهم على مواصلة الاحتجاج إلى غاية تمكينهم من حق مواصلة الدراسة، لكونها السبيل الوحيد لضمان مستقبلهم. وحسب ممثلي الطلبة، فإن هؤلاء لا يملكون أي حظوظ مستقبلا بالنظر إلى أن شهادة الدراسة التي بحوزتهم غير معترف بها ولا تمكنهم من التوظيف. وفي القطب الجامعي بأولاد فارس، ينظم طلبة اللغتين الفرنسية والإنجليزية إضرابا عن الدراسة لليوم الثاني على التوالي، احتجاجا على تصرفات الناقلين، الذين يعمدون إلى توقيف حافلات النقل الجامعي في الساعات الأخيرة من المساء، خاصة على مستوى خط القطب الجامعي أولاد فارس باتجاه الإقامات الجامعية المتواجدة بعاصمة الولاية. وفي هذا السياق، أكد إبراهيم بولقان الأمين العام للاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين ل''الخبر'' أنه خلال الفصل الأول من الدراسة نرفض اللجوء إلى الإضراب، إلا بعد معاينة التطورات الحاصلة بغرض السماح للطلبة بمتابعة دروسهم، حيث تكفلت المكاتب الولائية بمتابعة المشاكل التي تواجه الطلبة على مستوى بعض الجامعات التي يرفض فيها المسؤولون الاستماع لانشغالات الطلبة وحتى استقبالهم. وأضاف إبراهيم بولقان أن المكتب الوطني للاتحاد يتلقى يوميا بيانات المكاتب الولائية، وستتم دراستها في لقاء تقييمي سيعقد مع رؤساء المكاتب الولائية خلال العطلة القادمة. وأعرب المتحدث عن أسفه لما حدث أمس، لطالب بعين الدفلى تم إقصاؤه في مجلس تأديبي لم يعقد في الأصل ولم يحضره الطالب. وهو ما دفع الطلبة إلى الاحتجاج وغلق المركز الجامعي لخميس مليانة، بالإضافة إلى تواصل احتجاج الطلبة في جامعة قسنطينة مما دفع رئيس الجامعة إلى فتح باب الحوار أمس أمام ممثلي الطلبة. من جهته، اعتبر سيد أحمد تيمامري الأمين العام للتحالف الوطني للتجديد الطلابي أن المشاكل التي يواجهها الطلبة نتيجة تماطل مسؤولين محليين في حل انشغالاتهم العالقة والمتراكمة من يوم لآخر، مشيرا إلى أن الاحتجاجات سلمية لحد الآن، محذرا في الوقت نفسه من مغبة توسع رقعة الاحتجاجات التي يصعب التحكم فيها مستقبلا في حال عدم تدخل عاجل للمسؤولين المركزيين. وحذر المتحدث في الوقت نفسه من انزلاق الوضع في حال عدم تدخل المسؤولين المركزيين في الوزارة لحل المشاكل العالقة. مشيرا إلى أن الإضراب سيصبح حتمية لا مفر منها في حال استمرار الوضع على ما هو عليه. وقال إننا ننتظر دعوة الوزارة خلال أو بعد العطلة لنقل انشغالات الطلبة لمسؤوليها. مشيرا إلى أن هناك تنسيقا وتشاورا بين عدة تنظيمات لشن إضراب عام بعد العطلة في حال بقاء الأمور على حالها أو عدم استدعاء الوزارة للتنظيمات في أقرب الآجال.