تبتعد العديد من الأمهات العاملات عن الحاضنات لما يسمعن عنهن من أمور تؤذي الطفل كأمانة موضوعة بين أياديهن، لذلك توجهت العديد منهن إلى الاعتماد على أقرب المقربين ممن هم أولى بالثقة لوضع تلك الأمانة الغالية بين أياديهم بدل المغامرة بتركها عند إحدى الحاضنات، وتزعزعت ثقة بعض الأمهات حتى في رياض الأطفال ولم تعد تأمن على وضع فلذات أكبادهن هناك لما شاع عنها هي الأخرى من إهمال وقلة الرعاية الحاصلة هناك· خ· نسيمة اتجهت العديد من الأمهات العاملات إلى اختيار أحد الأقارب المقربين كالجدين أو الجدتين من ناحية الزوجة أو الزوج من أجل ترك أبنائهن الرضع هناك، خاصة بعد أن فقدن الثقة في المربيات أو الحاضنات اللواتي يكون غرضهن الربح لا رعاية الطفل إلا من رحم ربي، وهن قليلات جدا يصعب العثور عليهن ليكن محل ثقة الوالدين، يوضع بين أياديهن الطفل من أجل مواجهة معترك الحياة بعد ذلك والعمل في طمأنينة تامة، وتبعا لصعوبة الظفر بحاضنة من أهل الثقة راحت أغلب الأمهات العاملات إلى الاعتماد على الأقارب سواء المقربين أو البعيدين لترك الطفل عندهم مما يحقق طمأنينة الأم على فلذة كبدها، وتجد أن ذلك هو أحسن وأفضل بكثير من تركه عند حاضنة لاسيما ما شاع عنهن مؤخراً بعد أن صارت حضانة الأطفال كحرفة أو مهنة منزلية تمتهنها الماكثات بالبيوت من أجل الربح، فأحيانا لا تتوفر حتى ظروف مزاولة تلك المهنة بالبيت بالنظر إلى الضيق الخانق مما يؤدي إلى المخاطرة بالطفل في حالة عدم وجود التهوية أو حتى تعرضه إلى حوادث منزلية كالحروق أو الكسر إلى غيره من الكوارث المتربصة بالطفل التي تتجنبها الأم بوضع ابنها عند الجدة من طرف الزوجة أو الزوج· في هذا الصدد اقتربنا من بعض الأمهات العاملات لرصد آرائهن حول تفضيل الأقارب في حضانة الطفل بدل الأغراب بل وحتى على دور حضانة الأطفال أحيانا، قالت السيدة حيزية إنها كانت في بادئ الأمر تضع ابنتها البالغة من العمر عام ونصف عند إحدى الحاضنات التي أوصيت بها من طرف معارفها إلا أنها وقفت على الإهمال الحاصل، فهي لا تغير لابنتها الحفاظات على الرغم من تزويدها بها، إلى جانب عدم الاعتناء بها من حيث الأكل مما أدى إلى نحافتها يوما بعد يوم، إضافة إلى بعض أمراض الحساسية التي كانت تنتابها بين الفينة والأخرى مما أدى بها إلى الاستنجاد بأمها على الرغم من كبر سنها إلا أنها تعتني بابنتها أحسن من شابة في العشرينيات بدليل أنها لم تظهر عليها أي عوارض مرضية منذ أن بدأت تتركها هناك· وما وقفنا عليه أن هناك من الأمهات من فقدن الثقة حتى في رياض الأطفال وبتن يفضلن وضع أطفالهن لدى الأقارب من أجل الاطمئنان عليهم ودفع أي سوء عنهم·