أرجأت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة معالجة ملف ثلاثة مغتربين بفرنسا رفقة متّهمين آخرين ينحدران من مدينة مغنية توبعوا على أساس ارتكابهم جناية محاولة تصدير 25 كيلوغرام من القنّب الهندي، بعد مناوشات كلامية بين رئيس الجلسة ودفاع المتّهم الرئيسي المحامي عبد المجيد سيليني الذي اعترض على طريقة استجواب موكّله، معتبرا إيّاها اتّهاما صريحا وليس تحقيقا، ما اضطرّه إلى الانسحاب· تتلخّص وقائع القضية في أنه في 31 مارس من سنة 2007 استلمت فرقة مكافحة الاتّجار غير الشرعي مقاطعة الوسط للشرطة القضائية بنفس التاريخ على الساعة الثامنة ليلا المدعو "غ· وحيد" "مزدوج الجنسية· حيث وحسب ما ورد في قرار الإحالة، فإن المتّهم كان يتأهّب للسفر على متن باخرة "طارق ابن زياد" باتجاه مرسيليا، وأنه بعد عرض السيّارة للمراقبة على الجهاز الماسح "السكانير" من طرف أعوان الجمارك تمّ اكتشاف كمّية معتبرة من المخدّرات قدّرت ب 25 كلغ من القنّب الهندي مخبّأة بشكل محكم داخل خزّان الوقود، وعلى ضوء ذلك تمّ اتّخاذ إجراءات قانونية من طرف أعوان الجمارك، إضافة إلى تحرير محاضر حجز من قبل قابض الجمارك لميناء الجزائر· وبإجراء عملية الاستنطاق للمتّهم الذي يعمل كمربّي رياضي، صرّح بأنه تعرّض لضائقة مالية بسبب الديون المرتبة عليه للبنوك الفرنسية فقصد خاله المقيم معه بفرنسا ويتعلّق الأمر بالمتّهم "ب· علاّل" الذي اقترح عليه الالتقاء بمدينة مغنية بالجزائر حتى يساعده في نقل بضاعة إلى فرنسا على متن سيّارته من نوع "أودي 4" مقابل مبلغ مالي معتبر· وبتاريخ 26 مارس تنقّل المتّهم إلى ولاية تلمسان أين قام خاله بإرساله إلى الحدود المغربية الجزائرية أين وجد في انتظاره المتّهمان "ب· يوسف" و"ح· سفيان" اللذان تسلّما السيّارة وقاما بتعبئتها بكمّية المخدّرات تحصّل عليها من عند بارون مغربي يدعى "جمال"، ثمّ توجّه بها مباشرة إلى مدينة تبسة لزيارة عائلته والاطمئنان عليها، وهناك التقى مجدّدا بخاله الذي سلّمه السيّارة، وبعد يومين اتّصل فأخبره بأن السيّارة في المستودع وعندما توجّه لاسترجاعها وجد الميكانيكي قد قام بفتح الخزّان وتعبئته بالمخدّرات وتمّ الاتّفاق على مبلغ 300 أورو للكيلوغرام الواحد، إلى جانب تسليمه سيارة جديدة بمجرّد عودته إلى فرنسا يسلّمها له المتّهم الفارّ "ب· أمين" الرّأس المدبّر لهذه العصابة بفرنسا· المتّهم أنكر أمس لدى استجوابه معرفته بأن كمّية المخدّرات تصل إلى 25 كيلو غرام، مصرّحا بأن الاتّفاق كان على نقل 13 كيلو غراما فقط، كما أنه كان الخيط الذي قاد مصالح الأمن للإطاحة بباقي أفراد الشبكة بعدما قادهم إلى منزل خاله الوسيط بين مروّجي المخدّرات بمغنية والعصابة التي تنشط في فرنسا·