عبّر العديد من طلبة الجامعات والمدارس العليا عن تخوّفهم الشديد من إمكانية حدوث سنة بيضاء التي تلوح في الأفق بعد الدخول من العطلة الربيعية التي ستنطلق مع نهابة هذا الأسبوع، خاصّة وأن أغلب المحتجّين من الكلّيات والجامعات لم يجروا امتحانات السداسي الأوّل بعد نظرا للاضطرابات والاحتجاجات الموسّعة والمتواصلة التي شنّها هؤلاء للمطالبة ببعض الإصلاحات البيداغوجية والاجتماعية التي ظلّت منذ سنوات عالقة إلى أن فجّرت الأوضاع بمختلف الجامعات· شدّ أغلب الطلبة المقيمين خارج العاصمة وبولايات أخرى بعيدة عن أماكن دراستهم، الرحال أمس واليوم باتجاه ذويهم بمقرّ إقاماتهم ملغين بذلك الوقفة الاحتجاجية التي كانوا قد نادوا بها أمس أمام مقرّ البرلمان بعد تجمهر ضخم أقيم أمس الأوّل أمام مقرّ وزارة التعليم العالي مندّدين بالتماطل الذي تسير بموجبه الوصية المطالبة بالتعجيل من أجل دراسة انشغالاتهم التي ستعرف نتائجها خلال الندوة الوطنية التي ستعقد يوم 27 مارس الجاري، وهو التاريخ الذي لم يستسغه الطلبة كونهم سيكونون في عطلتهم الربيعية، وبالتالي سيجبرون على تقبّل ما جاء في نتائج الندوة دون الأخذ بموافقتهم أو رفضهم لبعض البنود والنتائج التي لا تخدم مستواهم التعليمي· هذا، وكان الآلاف من طلبة مختلف المدارس العليا وجامعات الوطن قد تجمهروا في حشود كبيرة أمس الأوّل أمام مقرّ وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، حاملين اللاّفتات التي تدين ب "الحفرة" المطبّقة في حقّهم، هاتفين بشعارات مثل "الوزارة حفّارة"، "حراوبية ارحل" و"الجامعة الجزائرية في خطر" إلى غيرها من الشعارات التي ترفض جملة وتفصيلا التنظيمات الطلاّبية التي يرى فيها هؤلاء أنها لا تعبّر عن انشغالاتهم بالمستوى المطلوب، مطالبين في الوقت نفسه بتأمين الجامعة من كافّة الجوانب مع الضغط على السلطات لإلغاء نظام "أل أم دي" الذي زعزع هدوء الجامعة منذ اعتماده، وقد قدم الطلبة من مختلف الجامعات والمدارس العليا للتجمهر بالوزارة قصد إسماع انشغالاتهم إلى السلطات، وبالتالي الانصياع إلى مطالبهم البيداغوجية، الاجتماعية والأمنية التي كانت من بين أهمّ ما هتف به المعتصمون، حاملين شعارات تندّد ب "الحفرة" تارة والمطالبة برحيل الوزير حراوبية تارة أخرى· كما شدّد هؤلاء على ضرورة عدم تدخّل التنظيمات الطلاّبية التي وصفوها ب "المحطّمات الطلاّبية" التي لا تخدم إلاّ مصالحها على حسب تعبير الطلبة الذين أبدوا غضبهم ممّن وصفهم بالموالين للحزب سياسي، وهو ما نفاه هؤلاء قطعا مشيرين إلى أن مطالبهم تخلو من كلّ الأشكال التي لها علاقة بالسياسة والدليل على ذلك المطالب والشعارات التي حملوها طيلة اليوم· وقد أكّدت إحدى ممثّلات عن هؤلاء الطلبة الذين سمّوا أنفسهم ب "لجنة أو منظّمة الطلبة الأحرار" أنهم هم الأجدر برفع المطالب التي يرون فيها انفراجا للجامعة الجزائرية ولا يستطيع أيّ تنظيم أن يمثّلهم أو يحمل انشغالهم بالكيفية والطريقة التي يرى فيها الطلبة أنها من أهمّ المطالب التي لابد من تطبيقها· علما أن كافّة المطالب اجتمعت حول ضرورة توفير الأمن الذي أصبح مفقودا في مختلف الجامعات، خاصّة بعد حادثة بوزريعة التي فجّرت الأوضاع، ترقية النّظام البيداغوجي، بناء جامعة لائقة بالطلبة من حيث كافّة الجوانب والتخلّي كلّية عن نظام "أل أم دي" الذي وحسب الطلبة زعزع استقرار الجامعة الجزائرية· حيث أكّد الطلبة في هذا السياق أن النّظام المذكور لم ينجح في أوروبا وفرنسا بالتحديد فكيف له أن يطبّق في الجزائر وهي بلد غير متطوّر وتفتقد جامعاتها إلى مختلف المؤهّلات من وسائل التكنولوجية الحديثة ومكتبات إلكترونية تسمح لها بمواكبة هذا النّظام الفاشل في الدول المتطوّرة؟ وركّز الطلبة في شعاراتهم على أنهم ضد العنف في الجامعة بكلّ أنواعه لأنها حرم وليس مكانا آخر، كما رفضوا السياسة المطبّقة من طرف الوزارة وهو العمل بالنّظام الكلاسيكي إلى غاية تلاشيه· وهي الطريقة التي رفضها هؤلاء جملة وتفصيلا مفضّلين النّظام القديم الذي يلائم المنطق الجامعي بالجزائر، رافضين في الوقت نفسه التوقيت الذي أعلنته الوزارة حول الإعلان عن نتائج الندوة الوطنية في 27 مارس، وهو ما اعتبره هؤلاء تماطلا لا يخدم انشغالاتهم وقد يجرّهم إلى سنة بيضاء·