الهيئات المقدسية تدعو إلى شدّ الرحال إلى الأقصى وحمايته خطة صهيونية للتخلص من أحياء مقدسية وتكريس الاحتلال تواصل سلطات الاحتلال السعي لضمان معادلة سحرية تبقي وتكرّس الاحتلال للقدس وعدم الانسحاب من شطرها الشرقي الذي احتل عام 1967 أو تفكيك أي من المستوطنات التي أقيمت على أراض صودرت من أهالي القدس. ويكرر قادة الصهاينة من اليمين واليسار تصريحاتهم بأن القدس الموحدة ستبقى عاصمة أبدية لإسرائيل وأن السيادة الإسرائيلية ستبقى مفروضة على المدينة لا سيما في البلدة القديمة والمسجد الأقصى وحائط البراق. وكانت حكومات الاحتلال قد سعت خلال فترات سابقة إلى محاولة تكريس الاحتلال عبر معادلة ما سمي ب مسار كلينتون في إشارة إلى مفاوضات السلام في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون في تسعينيات القرن الماضي. وهذه المعادلة تقوم على أساس فرض سيادة صهيونية على البلدة القديمة بعد اختلاق مصطلح الحوض المقدس . وطرحت هذه المعادلة من دون أي التفاتة إلى الوقائع الاستيطانية التي ثبتها الاحتلال على هيئة أحياء سكنية جديدة مثل راموت ورمات أشكول والتلة الفرنسية وغيلو. واعتبرت هذه الأحياء الاستيطانية جزءاً عادياً من القدس الغربية وليست موضع خلاف أو مفاوضات. لكن الديموغرافيا الفلسطينية التي تترجم اليوم بتعداد فلسطيني يصل إلى 330 ألف نسمة في أقل تقدير بات يقلق الاحتلال خوفاً من واقع أو سيناريو مستقبلي يقرر فيه المقدسيون المشاركة في الانتخابات البلدية في المدينة والفوز فيها أو على الأقل الوصول إلى وضع يكونون فيه الجهة التي تحدد هوية رئيس البلدية من جهة. وكشفت مصادر عن أن عضوة الكنيست الكولنيل احتياط عنات باركو وهي من حزب الليكود رفعت الأسبوع الماضي لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو خطة مفصلة كانت قد طرحت فكرتها أول مرة قبل أربعة أشهر. وتقوم الخطة على أساس التخلّص من الأحياء والقرى الفلسطينية كثيفة السكان التي تم إلحاقها بمنطقة نفوذ بلدية القدس عقب الاحتلال وابتلاع عشرات آلاف الدونمات منها مثل قرى العيساوية وبيت حنينا وشعفاط ومخيم شعفاط وكفر عقب وجبل المكبر وبيت صفافا وصور باهر وسلخها عن منطقة نفوذ القدس وإعادة قسم منها لنفوذ وحكم السلطة الفلسطينية. كذلك تدعو الخطة إلى تغيير مسار الجدار الفاصل في بعض المواقع لإبقاء هذه القرى كلياً خارج القدس الموحدة والفصل كلياً بين العرب واليهود بما يضمن مستقبلاً أغلبية يهودية وهو ما يمكن أن يتم تصويره وتسويقه كانسحاب بحسب الخطة. وكانت حكومات الاحتلال المتعاقبة قد استفادت من ضم أكثر من 20 قرية فلسطينية في محيط القدس وإلحاقها بمنطقة نفوذ بلدية القدس مستغلةً ذلك لإقامة المستوطنات على أراض صودرت من أهلها مثل مستوطنة نافيه يعقوف وراموت وبسجات زئيف وغفعات زئيف وهار أدار وهار حوما. ووفقاً للمعلومات التي تطرحها الخطة يتضح أنه مع الاحتلال عام 1967 بلغ عدد سكان المدينة في حدودها الأصلية (بشطريها الشرقي والغربي) قبل ضم القرى المجاورة لها 267 ألف نسمة منهم 196 ألف يهودي و71 ألف فلسطيني. وكانت نسبة اليهود بعد الاحتلال 73 بالمائة. أما في ديسمبر2016 فإن المعطيات الرسمية للاحتلال تشير إلى تراجع نسبة اليهود إلى 62 بالمائة إذ يبلغ عددهم اليوم 550 ألف يهودي مقابل 332 ألف فلسطيني. وهذا ما يعني أن نسبة السكان اليهود في المدينة تضاعفت ب180 بالمائة فيما تضاعف عدد الفلسطينيين في المدينة ب368 بالمائة مع استمرار ارتفاع نسبة الزيادة الطبيعية عند العرب مقابل تراجع نسبة اليهود في المدينة سنوياً. الهيئات المقدسية تستغيث من جانبها دعت الهيئات الاسلامية في القدسالمحتلة (مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية والهيئة الإسلامية العليا ومفتي القدس والديار الفلسطينية ودائرة أوقاف القدس) كل مقدسي وفلسطيني ومسلم إلى شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك للصلاة فيه وحمايته خصوصا مع بدء سلطات الاحتلال بإغلاق الضفة الغربية والتحضير لإغراق المسجد الأقصى بالمتطرفين اليهود بمناسبة ما يسمى عيد العرش اليهودي وأعياد تلمودية أخرى في الفترة من 4 إلى 13 أكتوبر (تشرين أول) الجاري. ودعت الهيئات المقدسية العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بصفته صاحب الوصاية والرعاية على الأماكن المقدسة إلى التدخل العاجل من أجل الضغط على إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال للعدول عن مخططها بالسماح لمئات اليهود المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى المبارك وتدنيسه وأداء طقوس تلمودية داخله وخصوصا أن ارتفاع أعداد المقتحمين اليهود للمسجد الأقصى سجلت خلال العام 2017 م أرقاما قياسية زادت نسبتها عن 300 في المئة عما كان عليه الوضع العام 2015 م الأمر الذي ينذر بخطر شديد محدق بالمسجد الأقصى المبارك أكثر من أي وقت مضى. وحذرت هيئات القدس الإسلامية من أن استمرار تنفيذ سلطات الاحتلال مخطط تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى مع ازدياد ملحوظ لاعتداءات المتطرفين المقتحمين للمسجد وممارسة طقوس تلمودية بداخله يمثل برنامجا ممنهجا لتحويل المسجد لوضع شبيه بما يحدث لمسجد الحرم الإبراهيمي في الخليل حيث أصبح الحرم الإبراهيمي يُستخدم كنيسا ومكان عبادة لليهود في جميع أيام السنة علاوة على إغلاق المسجد في وجه المسلمين ومنع رفع الأذان وإقامة الصلاة في المسجد عشرات المرات خلال العام.