تدفق آلاف الراغبين في التعلم عبر المراكز المرافقة بفصول محو الأمية تصنع نموذجا متميزا بالجلفة
يقف المتابع لنشاطات ملحقة الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار بولاية الجلفة على نموذج رائد ومتميز فيما يخص مرافقة الأمهات وأبنائهن بفصول محو الأمية لاسيما عبر تلك المراكز المدعمة من طرف برنامج اليونيسف . خ.نسيمة/ق.م في حديث لوكالة الأنباء الجزائرية مع مدير الملحقة تاوتي محمد على هامش افتتاح السنة الدراسية للموسم 2018/2017 أوضح بأن نشاطات المرافقة تحظى باهتمام واسع ومبادرات نوعية أعطت نتائج إيجابية على أرض الواقع بفضل العاملين في الملحقة وكذا في ظل الإستراتيجية المتبعة والتعاون المثمر مع اليونيسف الذي أمد ست مراكز عبر كامل تراب الولاية بتجهيزات بيداغوجية وأخرى للترفيه ضمن مساحة الطفولة. توفير الظروف الملائمة للتعلم وتتمثل نشاطات المرافقة بمراكز محو الأمية في تعزيز جانبين مهمين حسب السيد تاوتي يستهدفان النساء أولهما يتعلق بتوفير كل الظروف المواتية للمرأة من أجل مساعدتها على إنشاء مؤسسات مصغرة ونشاطات مربحة من خلال إبداعاتها في مجالات حرفية يدوية. وضمن نشاطات المرافقة أيضا توفر مراكز محو الأمية وما قبل التمهين للمرأة والفتاة فضاءات للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 و5 سنوات لكي لا تجد المتمدرسات من الأمهات عائقا أمامهن للالتحاق بصفوف محو الأمية. وساهم توفير مساحات الطفولة في استقطاب النساء ممن يجد أبنائهن عائقا في التحاقهم بفصول محو الأمية حيث ساهمت هذه الفضاءات علاوة على تحريرهن من أمية عاتمة من السماح لفلذات كبدهن باللعب داخل هذه المساحات المجهزة بوسائل الترفيه والتعليم شبه التحضيري المجهزة بها كل المراكز المتواجدة ببلديات الجلفة ومسعد وحاسي بحبح عين وسارة ودار الشيوخ وحد الصحاري. وأفادت السيدة فاطمة أنها وجدت الحل للمشكل الذي باعد بينها وبين أقسام محو الأمية فالاعتناء بأبنائها جعل ذلك عقبة في وجهها لعديد من المرات لتجد من مبادرة توفير فضاءات للأطفال بمراكز محو الأمية فرصة حقيقة للنهل من القراءة والكتابة باطمئنان تام وأريحية خاصة و أن أبنائها أمام أعينها. مرافقة نفسية وبيداغوجية لأبناء المتمدرسات ومن بين المبادرات المتميزة تلك المتصلة بإعداد ملفات لعدد من أبناء الدارسات داخل مساحات الطفولة كما يجري تنفيذه بمركز محو الأمية ببلدية دار الشيوخ (42 كلم شرق الولاية) أين يتم التكفل بالطفل ومتابعته من طرف مختصة نفسية لترفق جميع الملاحظات حول سلوكه وتصرفاته ومدى قابليته للعملية التعليمية عموما ليكون بذلك تقرير شامل في متناول معلمه عند دخوله المدرسة يَسهل من متابعته في أولى خطوات التعليم وهي الخطوة التي لقيت استحسانا كبيرا من جميع الفاعلين. وفيما يتعلق بنجاعة هذه المبادرة أبدى ولي أمر أحد التلاميذ ممن أسعفه الحظ ليكون من بين الأطفال الذين حظوا بالرعاية بمساحة الطفولة بفصول محو الأمية ببلدية دار الشيوخ عن امتنانه للقائمين على الجمعية المحلية التي مكنت معلمه من معرفة أدق التفصيل عن ابنه وكذا ملامح شخصيته وسلوكه العادي خارج أسوار البيت العائلي ومدى اندماجه في المجتمع وهو ما كان مفصلا بدقة في الملف الذي تم إعداده بطريقة منتظمة ومحكمة. من جهته أثنى المختص في علم النفس نسيم براهيمي أن هذا الأمر يحمل الكثير من الإيجابية فهو -كما قال- بمثابة قاعدة البيانات التي يستند لها المربي في التعامل مع التلميذ من حيث تلبية مطالبه حسب رغباته وميوله ناهيك عن إبعاده من مخاوفه وما يؤدي إلى انعزاله وكذا معاملته معاملة تتلاءم وخصوصية سلوكياته لحل كل مشاكله بأريحية وتجاوب تام. وأعتبر ذات المختص أن هذه المبادرة تشكل نموذجا متحضرا في التعامل مع الطفل مما يترجم أن هناك إرادة قائمة للتكفل بكل النواحي النفسية لديه حيث أن هذه الخطوة تمثل سلوكا راقيا من طرف القائمين عليها.
مهارات حرفية تبدع فيها أنامل حواء تستقطب مراكز محو الأمية وما قبل التمهين المخصصة للمرأة والفتاة لتفجير طاقاتهن وينشأن بذلك مستقبلا بفضل مهاراتهن الحرفية وما تجود به أناملهن من مشاريع واعدة. وتستفيد هؤلاء النسوة إلى جانب التعليم بفصول محو الأمية من مرافقة للاستفادة من مختلف آليات الدعم التي تتيحها لهن الدولة فيأسسن لنشاط يدر عليهن أرباحا. وتعتبر ملحقة محو الأمية وتعليم الكبار بالجلفة التي تطمح لبلوغ هذا الموسم تسجيل 15 ألف دارس منهم 3000 دارس جديد كنموذج متميز حيث تشارك بفضل نجاحاتها في كل التظاهرات والمعارض الوطنية المنظمة سنويا و بشكل دوري ما يثبت ويترجم أدائها وجهدها المضني في الميدان. و تمكنت الملحقة بفضل نشاطها الدؤوب من دحرجة نسبة الأمية إلى 15 بالمائة حسب الأرقام المعتمدة في آخر وضعية بعدما كانت سنة 1998 تفوق ال 53 بالمائة. كما أزاحت ذات الملحقة الجلفة من المراتب الأولى في نسبة الأمية لاسيما عند النساء لتجد نفسها في سباق مع الزمن لبلوغ المعدل الوطني. والجدير بالذكر أنه تم اختيار ملحقة محو الأمية لولاية الجلفة لتقديم تجربتها بالمعرض الوطني المقام مؤخرا بولاية عين تيموشنت بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمحو الأمية المصادف للثامن من شهر سبتمبر من كل عام.