استعدت العديد من محلات "البلايستيشن" أو الألعاب الالكترونية المنتشرة بكثرة عبر العاصمة لاستقبال العشرات من الأطفال قبل افتتاح العطلة وكلها يقينٌ حول العدد الهائل الذي سوف تستقبله من الأطفال مع بداية العطلة، حتى أن هناك من الأطفال من يفضلون قضاء سويعات قبالة تلك الأجهزة عن التجوال، وان كان الإقبال ينقلب بالإيجاب على ممارسي ذلك النشاط نجده ينقلب سلبا على جيوب الأولياء وميزانيات الأسر التي تدخل في صراعات ونزاعات دائمة مع الأطفال مع العلم أن هناك من الأطفال من جعلها تحصيلا حاصلا واكرهوا أوليائهم على تخصيص جزء من مصروف البيت للهو بتلك الألعاب وإلا حدثت الكارثة بدخولهم في نزاع دائم مع أوليائهم مرده تلك الألعاب التي خطفت عقول الأطفال. صارت محلات "البلايستيشن" الشبح الذي يهدد اغلب العائلات الجزائرية خاصة بعد اظهارهن الأمهات ضجرهن من تلك الألعاب التي أثرت سلبا على أبنائهن بعد إدمانهم عليها إلى حد نسيان دراستهم وواجباتهم المنزلية بحيث صاروا لا يفارقونها إلى ساعات متأخرة من الليل مع بداية العطلة أما عن تكاليف الألعاب فحدث ولا حرج بحيث باتت ترهق ميزانيات العائلات. ومع افتتاح العطلة الربيعية ازداد تردد الأطفال على محلات الألعاب الالكترونية وبين أصحابها هم الآخرون استعدادهم لاستقبال فئاتهم أو بالأحرى أصدقائهم الأوفياء الذين يشكلون منبع استرزاقهم بحيث يمسكون تلك المداخيل بكل سهولة بعد أن يفتكها الأطفال عنوة عن أوليائهم وما يجعلهم يرضخون هو هوس الطفل بتلك الألعاب التي أضحت بمثابة الدماء الجارية في عروقهم. ومع افتتاح العطلة المدرسية قمنا بجولة عبر تلك المحلات ما لاحظناه هو التوافد الكبير عليها من طرف الأطفال وتضاعف الإقبال عما كان عليه الحال في الأول تزامنا مع العطلة المدرسية وهو الأمر الذي جعل تلك المحلات تستعد لاستقبال الأطفال بمضاعفة الأجهزة والمقاعد فالفرصة لا تعوض من اجل الكسب على حساب الأطفال وميزانيات أسرهم. ومن الناحية الصحية حذر خبراء الصحة من أن تعود الأطفال على استخدام أجهزة الكمبيوتر والإدمان عليها يعرضهم إلى مخاطر وإصابات قد تنتهي إلى إعاقات أبرزها إصابات الرقبة والظهر والأطراف ،وأشاروا إلى أن هذه الإصابات تظهر بسبب استخدام تلك الأجهزة لفترات طويلة و الجلوس بطريقة غير صحيحة أمامها،وعدم القيام بأي تمارين رياضية ولو خفيفة خلال أوقات الجلوس الطويلة أمام الكمبيوتر. كما أن المستويات العالية والمتباينة من الإضاءة في الرسوم المتحركة الموجودة في هذه الألعاب تتسبب في حدوث نوبات من الصرع لدى الأطفال. و حذر العلماء من الاستخدام المتزايد لألعاب الكمبيوتر الاهتزازية من قبل الأطفال لاحتمال ارتباطها بالإصابة بمرض ارتعاش الأذرع والأكف. كما أشار العلماء أيضا إلى ظهور مجموعة من الإصابات الخاصة بالجهاز العظمي والعضلي نتيجة الحركة السريعة المتكررة في الألعاب ،كما أن كثرة حركة الأصابع على لوحة المفاتيح تسبب أضرارا بالغة لإصبع الإبهام ومفصل رسغ اليد نتيجة لثنيهما بصورة مستمرة . كما تشير الأبحاث العلمية إلى أن حركة العينين تكون سريعة جداً أثناء ممارسة العاب الكمبيوتر مما يزيد من فرص إجهادها إضافة إلى أن مجالات الأشعة الكهرومغناطيسية والمنبعثة من شاشات الكمبيوتر تؤدي إلى حدوث الاحمرار بالعين والجفاف والحكة وكذلك الزغللة وكلها أعراض تعطي الإحساس بالصداع والشعور بالإجهاد البدني وأحيانا بالقلق والاكتئاب إلى جانب تربية الأطفال والمراهقين على العنف والعدوان لذلك وجب على الأسرة تخفيف تردد الأطفال على تلك المحلات حتى لا نقول منعهم عنها بالنظر إلى تأثيراتها الصحية والسلوكية ضف إلى ذلك نفقاتها المستنزفة من ميزانية الأسر.