بعد هوس الأطفال بمحلات البلاي ستايشن أو الألعاب الإلكترونية واستغراقهم وقتا مطولا في أحضان تلك الأجهزة، راح إليها مؤخرا حتى الكبار الذين استهوتهم تلك الألعاب وأبوا إلا مزاحمة الأطفال الصغار بمحاذاة تلك الأجهزة والاستمتاع ببعض الألعاب التي جلبت اهتمامهم ففضلوا الاستراحة بجانبها في آخر اليوم وسد فراغهم هناك مما يبرهن أن تلك المحلات لم تعد تستقطب فقط فئة الأطفال بل تعدتها إلى استقطاب البالغين من الشبان والرجال· بعد أن كانت محلات البلايستيشن تقتصر على الأطفال من الزبائن صارت اليوم المرتع المفضل للشبان الراشدين وحتى الرجال من مختلف الأعمار من أجل غزو ذلك العالم العجيب المليء بالمغامرات والألعاب التي تتطلب الفطنة والخفة والذكاء، وأصبحت بمثابة العالم الذي يسد به بعض الشبان والرجال فراغهم وأوقات راحتهم ورأوا أنه ليس من العيب اقتحام ذلك العالم المخصص أصلا للأطفال إلا أنهم أبوا إلا ولوجه واكتشاف خباياه· ذلك ما تأكد لنا بعض أن زرنا عددا من تلك المحلات عبر العاصمة بحيث أصابتنا الدهشة نوعا ما بعد أن صادفنا بعض الشبان وحتى الرجال وهم قبالة تلك الأجهزة، وهم غارقون في عالم تلك الألعاب المتنوعة منها العنيفة ومنها البسيطة العادية خاصة وأنه اقترن اسم البلايستيشن في مجتمعنا بفئة الأطفال إلا أن البطالة والفراغ الذي يعاني منهما عددا ليس بقليل من شبابنا تفعل الكثير· اقتربنا من بعض الراشدين واستفسرناهم عن سر انجذابهم نحو عالم الصغار وغزوهم تلك الألعاب، قال الشاب رياض إنه بين الفينة والأخرى يحبذ اجتياز بعض السويعات قبالة تلك الأجهزة من أجل الاستمتاع ببعض الألعاب هناك، وقال إنها الأسلوب الوحيد الذي يقتل به فراغه كونه لا يدرس وهو في خضم ممارسة تكوين مهني مرة في الأسبوع، ولا يجد سبيلا لتمضية الوقت إلا باللجوء إلى محلات الألعاب الالكترونية التي يجد فيها راحته وهو لا يجد أي حرج في ذلك· مثله حال إسماعيل الذي قارب سنه العقد الرابع ويجد نفسه يطأ تلك المحلات دون شعور بالنظر إلى إدمانه على مختلف الألعاب التي تعرضها تلك المحلات، والتي جذبت الصغار والكبار، وإذا كان محدثنا في العينة السابقة وجد فيها السبيل الذي يفر إليه من الفراغ والبطالة، فإن السيد إسماعيل قال إنه يعمل ولا يطأ تلك المحلات إلا في العطلة الأسبوعية ويستمتع بالألعاب وكذا الجو الرائع الذي يخلقه الأطفال، وقال إن هناك بعض الألعاب البسيطة التي يتفاعل معها الأطفال، وهناك بعض الألعاب المعقدة وكذا العنيفة والتي يجدها أقرب إلى عالم الكبار عنه إلى الأطفال، ورأى أنه يلج تلك المحلات دون أي تعقيد فهي ليست محرمة على الكبار بل جمعت بين فئتي الصغار والكبار· بعيدا عن الزبائن اقتربنا من بعض أصحاب تلك المحلات فأكدوا لنا هوس فئات ليست بالقليلة من الكبار بتلك الألعاب التي جذبت اهتمامهم وباتوا يزاحمون فيها الصغار، وأغلب الشبان يترددون على محلاتهم من أجل تمضية بعض الوقت وسد فراغهم هناك، والاستمتاع ببعض الألعاب الملائمة لسنهم والتي تختلف عن ألعاب الصغار، فالألعاب الإلكترونية التي يختارها الكبار تتميز ببعض من التعقيد على خلاف تلك البسيطة التي يقع عليها اختيار الأطفال