ق. حنان على الرغم من الإجراءات المتخذة الخاصة بالمتخلفين عن دفع تذاكر القطار التي تصل الى الغرامة المالية في حينها، او المتابعة القضائية في حال تعنت الشخص المعني، على الرغم من كل ذلك لازال الكثير من ركاب ومستغلي القطار من مختلف الفئات اناثا وذكورا شبانا وشابات، ومن مختلف الاعمار كذلك، يتهربون من دفع تذاكر الركوب، ويدخلون بسبب ذلك في مواجهات يومية مع مراقبي القطارات الذين يشنون من حين الى اخر حملات مراقبة وتفتيش مفاجئة للركاب للاستفسار عن التذاكر، ويعد الاجراء الاول المتخذ في هذا الاطار هو دفع قيمة مضاعفة عن التذكرة متمثلة في غرامة مالية، او اخذ بطاقة التعريف الوطنية وتحرير بلاغ ضد الشخص المخالف، تتحول بعد ذلك الى متابعة قضائية تتربت عنها غرامة مالية، وهكذا. ومع ان بعضا من الاشخاص قد لا يرضون بتعريض انفسهم لمثل تلك المواقف المحرجة والمخجلة امام بقية الركاب، ويتفادون ايضا اي شكل من اشكال الاهانة التي يمكن ان يتعرضوا اليها في هذا الخصوص، بسبب مبلغ مالي ضئيل للغاية، قد لا يتجاوز في معظم الحالات ال40 دج، فان اخرين لا يبالون بكل ذلك، ويركبون القطارات، سواء الخاصة بالضاحية الشرقة او الغربية، دون ان يدفعوا ثمن تذاكرهم، وهم ما يطلق عليهم بعض الاشخاص اسم الحراقة، تشبيها لهم بالحراقة الذين يحاولون الوصول الى الضفة الاخرى للمتوسط دون ان يدفعوا سنتيما واحدا. وقد صادف وجودنا بالقطار المتجه من محطة الحراش الى محطة الثنية امثلة حية في هذا السياق، وان كانت الظاهرة بغير الجديدة وقد الفها مستقلو القطار بشكل يومي قريبا، الغريب ان الامر هذه المرة تعلق بمجموعة من الطالبات الجامعيات، وبعض الشبان، وقد كان عدد الطالبات حوالي الستة، جذبن الانظار اليهن وهن ينزلن هاربات باقصى سرعاتهن من مركبة الى اخرى في كل محطة يتوقف بها القطار، وقد تمكنت اثنتان منهن، من التوقف عن الركض والهروب من المراقبين، بعدما تحصلتا على تذكرتين من سيدتبن نزلتا بمحطة باب الزوار، اما الاخريات فقد بقين مهرولات من مركبة الى ثانية، وهن يراقبن بدورهن وصول المراقبين الى عربات القطار، في مشهد اشبه بمطاردات القط والفأر الشهيرين توم وجيري، واثار ضحك عدد كبير من الركاب واستنكار واستهجان البعض الاخر، الي اعتبر ان ما يفعلنه غير لائق تماما، ومن غير المعقول ان يتهربن من دفع ثمن تذاكرهن، في الوقت الذي يحملن فيه اغلى انواع الهواتف النقالة، ويرتدين ابهى الثياب، وهن فوق كل ذلك طالبات جامعيات، لا يجدر ان تصدر منهن مثل هذه التصرفات. عملية المطاردة هذه لم تتوقف الا بعد وصول القطار الى محطة الرغاية، ولكن هروب الفتيات هذه المرة لم يكن موفقا، لانهن بمجرد ان نزلن من العربة التي كن فيها، وكان دخول المراقبين اليها وشيكا، اقلع القطار، قبل ان يتمكن من فتح الابواب والصعوب الى العربات الخلفية التي اتم بها المراقبان عملهما، فتركهن واقفات يندبن حظهن، وزميلاتهن تنظرن اليهن بكل اسف وحسرة. اما المراقبان فأتما عملهما ونزلا بمحطة قورصو، تاركين بقية الركاب يواصلون رحلتهن الى محطة الثنية. وقد اقتربنا على عجل من احد المراقبين قبيل نزوله، لاستفساره عن حالات الكر والفر التي يعيشونها يوميا مع بعض الركاب، فقال احدهم، انهم يتفهمون احيانا الوضع، خاصة ندما يتعلق الامر بالطلبة او بالشباب البطال، او بعض كبار السن، وانهم يتسامحون ايضا في بعض الحالات، غير انهم مضطرون في حالات اخرى الى التعامل بحزم مع فئة المترهبين من دفع التذكار، مادام ان الامر يتعلق بالمال العام، ولذلك فهم يضطرون الى اتخاذ الاجراءات الخاصة بهذا الاطار.