تعد الدراجات النارية من بين الوسائل المفضلة للنقل كونها أقل استغراقا للوقت وأكثر عملية، وبات العديد من الأشخاص يستعملونها ويفضلونها على السيارات اتقاء للازدحام، ومال إليها في المدة الأخيرة حتى مروجو المخدرات في ترويجهم لتلك السموم عبر عدة مقاطعات كسبا للوقت وانفلاتا من قبضة الأمن بعد أن تيقن هؤلاء أن السيارات عادة ما تكون محل مراقبة من طرف عناصر الأمن، وبذلك توجه معظم المروجين إلى استعمال الدراجات النارية ذات الجودة العالية بعد اقتنائها بمبالغ كبيرة لتسهيل مهامهم وإبعاد أيادي الأمن عنهم. أضحى مروجو المخدرات يبتدعون الكثير من الحيل لنقل سمومهم وكسب مبالغ مالية ضخمة، فبعد الكلمات السرية المتبادلة فيما بينهم والخطط الجهنمية التي يهتدون إليها للإفلات من قبضة الأمن، اتجهوا مؤخرا إلى استخدام الدراجات النارية كونها أكثر عملية وتوصلهم إلى برِّ الأمان بعد استبعاد الشبهات عنهم، كما تسهل عليهم نقل البضاعة في ظرف قياسي وفضلوها على السيارات التي عادة ما تكون محل تفتيش من طرف عناصر الأمن لاسيما أثناء الازدحام والاكتظاظ الحاصل في طرقاتنا على مر الوقت، لذلك اهتدى الكثير من المنحرفين إلى استعمال الدراجات النارية التي عادة ما تؤدي إلى عواقب وخيمة بعد أن يمتطيها البعض وهم على درجة متقدمة من التخدير فتكون الخاتمة ارتكاب حوادث مميتة. وقد ركزت عناصر الأمن تفتيشاتها في المدة الأخيرة على تلك الدراجات النارية، وما العمليات التي أحبطتها إلا دليلا على تتبع تحركات تلك الجماعات في كل مكان، آخرها كانت بإحباط أكبر شبكة منظمة تخصصت في ترويج المخدرات على مستوى العاصمة وتوزيعها بالكيلوغرامات، وكان من بينهم من تمَّ ضبطهم وهم ينقلونها على متن دراجات نارية في عدة مقاطعات من العاصمة، بحيث كيفت الجريمة كجناية وخضع الجناة إلى عقوبات ثقيلة وصلت إلى حد 20 سنة سجنا نافذا، ما يؤكد أن عناصر الأمن قد فتحت أعينها وكثفت من رقابتها وتفتيشاتها على مستعملي الدراجات النارية، ناهيك عن تورطهم في جنح حمل أسلحة بيضاء وجنح حيازة واستهلاك المخدرات بعد أن يتم ضبطهم وهم في حالة تلبس بالجرم المنسوب إليهم. فالدرَّاجات النارية بعد أن كانت نعمة خاصة في الوقت الحالي حيث تسهل المشاوير في ظل الاكتظاظ الحاصل على مر الوقت أصبحت تشكل نقمة بالنظر إلى الاستعمال السلبي الذي لحقها من طرف بعض المنحرفين الذين استبدلوا وجهتها وأضحوا يستعملونها في تسهيل مشاويرهم لنقل السموم وترويجها في كل بقعة من العاصمة. وما يمر في المحاكم من قضايا تنوعت بين مختلف الجنح وحتى الجنايات الخطيرة واستعين في ارتكاب الكثير منها بالدراجات النارية دليل على تكثيف عناصر الأمن من الرقابة عليها بعد أن أصبحت من بين الوسائل المفضلة لدى اللصوص والمنحرفين بالنظر إلى عمليتها وسرعتها الفائقة التي تمكن الشخص من الإفلات بجرمه في ظرف قياسي، إلا أن فطنة عناصر الأمن وحنكتهم جعلتهم يتصدون لهؤلاء من أجل إحباط عملياتهم، وما إحباطهم لأخطر العمليات التي تديرها شبكات إجرامية تخصصت في شتى الجرائم الخطيرة والمتشعّبة بعد اعتمادها على الدراجات النارية إلا دليلا على ذلك.