مرض مزمن يزحف إلى الأطفال أزيد من خمسة ملايين جزائري يعانون من الربو * عوارض خطيرة تهدد حياة المرضى وتستدعي التكفل الأمثل أصبح مرض الربو من أكثر الأمراض انتشاراً في الجزائر والذي قد يتطور مع مرور الوقت ليصيب الرئتين بأضرار دائمة ما لم يتمَّ اتخاذ التدابير العلاجية المناسبة وإتباع نصائح الأطباء المختصين وتوجهاتهم والأرقام الصَّادرة عن دراسات المُختصين بالأمراض التنفسية في بلادنا تؤكد بأن هناك أكثر من 5.1 مليون شخص يعانون من الحساسية والربو وبأنَّ نسبة الأطفال الذين يعانون من مرض الربو قد ارتفعت من 3 إلى 8 بالمائة. عميرة أيسر هذا المرض الذي بات يهدِّد حياة الكثيرين يُرجع المُختصون والخبراء أسباب الإصابة به إلى عدَّة عوامل منها ما هو وراثي مكتسب ومنها ما هو فيزيولوجي كإصابة الرئتين بمرض انسداد الشعب الهوائية نتيجة استنشاق المواد السَّامة أو تلك الناتجة عن فوهات المصانع وخاصة لدى الأشخاص الذين يقطنون قرب المُجمعات الصناعية البتر وكيماوية بالإضافة إلى الإصابة بنزلات البرد الشديد وتغير المناخ بصورة مفاجئة والحساسية المفرطة اتجاه أنواع معينة من مُسببات التَّلوث كالأدخنة الناتجة عن السِّيارات أو تلك الناتجة عن حرق القمامة وهذه العوامل مُجتمعة تؤثر في إصابة الأطفال بنسب أكبر بهذا المرض نظراً لضعف جهاز المناعة لديهم وكذلك التَّدخين والذي يعتبر المُسبب الرئيسي لكثير من الأمراض التنفسي والالتهابات الفيروسية التي قد تصيب الجهاز التنفسي وأيضاً تناول بعض الأدوية بدون استشارة الطبيب كالأسبرين ومضادات بيتا ومضادات الالتهابات الغير السترويدية والانفعالات النفسية هي الأخرى لها دورٌ كبير في رفع نسب الإصابة بمرض الربو وحتىَّ ممارسات التمارين الرياضية بطريقة غير صحيحة وتحميل الجسم البشري فوق طاقته والتَّغيرات الهرمونية كالدورة الشهرية عند النِّساء وكذا الإصابة بمرض الارتجاج المريئي كلها تُّعتبر من مُسببات هذا المرض التَّنفسي الصعب العلاج. مرضى يرفضون البخاخات ما يزيد الوضع تأزماً مثلما يقول البروفيسور نور الدين زيدوني المُختص في علاج الأمراض الصدرية والتنفسية بمستشفى بن مسوس الجامعي بالجزائر العاصمة هو رفض الكثير من المرضى استعمال بخَّاخات الكورتيزون المُخصصة لعلاج أمراض الربو إلاَّ في أوقات الأزمات الصحية وتفضيلهم أخذ مادة الكورتيزون عن طريق الحقن أو تناولها على شكل أقراص الطبية. وهذا يضع المريض أمام وضع صعب قد يؤدي به إلى دخول مصلحة الاستعجالات. ولهذا المرض الكثير من العوارض التي تبين بأنَّ الإنسان قد أصبح مصاباً به ومن أهمها ربَّما السّعال المتواصل وبشدة وكذلك عدم القدرة على نطق جملة مفيدة والحساسية الشَّديدة لغبار وضيق التَّنفس بسبب المُهيجات وكذلك الصفير في جميع أنحاء الصدر والذي يُمكن اعتباره المؤشر الحقيقي والثَّابت على الإصابة بمرض الربو بالإضافة إلى الازرقاق في نواحي عدَّة من الجسم والزيادة الغير طبيعية في مُعدلات التَّنفس وتسارع دقات القلب وقد تؤدي حالات الإصابة به إلى الغيبوبة بسبب نقص الأكسجين وزيادة ثاني أوكسيد الكربون في الدم كما يقول الأطباء المُختصون ويمكن تقسيم مرض الربو إلى أربعة أقسام بحسب درجة تطور المَرض و الأوقات التي يُصيب فيها المريض ويُمكن تَسميتها بأقسام الربو السَّريرية ومنها الربو المُتقطع والخَفيف و الربو المُستمر المُتوسط وأخرها وهو أشدُ الأقسام خطورةً على صحة المريض وهو الربو المُستمر المُتواصل وفيه تكون الأعراض بشكل يومي ومتكرر و يصيب المريض خاصةً في أوقات الليل ويحرمه من النوم بشكل طبيعي وهادئ نقص التكفل يهدد حياة المرضى ورغم أن الجزائر تُعتبر من البلدان المُتوسطية والتي تحوز على طبيعة خلاَّبة ورائعة الجمال مما يسمح ببناء مراكز صحية مُتطورة وفي أماكن جبلية مُرتفعة ذات هواء نقي وعليل وهو ما يحتاجه الكثير من مرضى الربو للعلاج و التمتع بالهدوء بعيداً عن صخب المدن وضوضائها وهواءها الملوث وهو الأمر الذي يُفاقم من مُعاناتهم الصِّحية. ويبقى مَرضى الربو يعانون على كافة النَّواحي والمستويات لأن وزارة الصحة والجهات الوصية لا توفِّر ما يلزم من إمكانيات مادية وبشرية من أجل إنقاذ حياة المَلايين من المرضى المُصابين بالربو والذين ينضمّ إليهم عشرات الآلاف سنوياً فالجمعيات التي تنشط على المُستوى الوطني والخاصة بمرضى الربو والحساسية تشتكي دوماً وفي كل مُناسبة من غياب التَّسهيلات الطبية اللازمة لتَّكفل بمرضى الربو وخاصة في أماكن العمل وذلك عند إصابتهم بنوبات ربو مفاجئة وشديدة وخاصة في فصل الشّ تاء القارص بحيث تساعد الظروف المُناخية القاسية في انخفاض درجة حرارة الطقس مما يَرفع بالتالي من عدد نوبات الربو التي يصاب بها المريض يومياً. وفي النهاية تبقى الوقاية خير من العلاج. لأن هذا المرض يصيب جهازاً حسَّاساً ورئيسياً في جسم الإنسان ألا وهو الجهاز التنفسي والذي يؤدي حدوث خلل في عمله إلى مضاعفات صحية خطيرة قد تستدعي تدخلاً جراحياً عاجلاً لإنقاذ حياة المريض في النهاية.