استبشر جل المواطنين خيرا من عودة الحيوية والنشاط عبر العديد من الأسواق الشعبية بالعاصمة بعد أن خيم عليها السكون وقلة الحركة في الفترة الأخيرة، حيث عاد هؤلاء الباعة المتجولون الذين كسبوا ثقة الكل في ظرف قياسي بالنظر إلى تنوع سلعهم وكذا أثمانها المعقولة التي يتجاوب معها المواطنون من كل الفئات والشرائح مما جعلهم يغتاظون لإلغائها ويبتهجون لعودتها من جديد خاصة مع تلك الأجواء الحماسية التي عادت لبعض النواحي مع عودة تلك الطاولات· بساحة الشهداء، ببن عمر، بمارشي 12، بباش جراح·· الأجواء واحدة عكسها التوافد الكبير للزوار بحيث عادوا إليها مع عودة هؤلاء الباعة الذين اصطفوا بجانب بعضهم البعض وعرضوا سلعهم وتنوعت بين المواد الاستهلاكية والألبسة وحتى الأواني وصولاً إلى أبسط الأشياء التي لا يعثر عليها الزبون أحيانا بالأسواق النظامية مما جلبه نحو تلك الطاولات واضعا فيها الثقة بعد أن وفرت كل الأشياء بأبخس الأثمان حتى صارت مصدر استهلاكه وتزوّده بأغلب الحاجيات اليومية· اقتربنا من بعض تلك الأسواق لرصد الأجواء عن قرب، وما صادفنا هو الاكتظاظ الحاصل على مستواها مع افتتاح العطلة الربيعية، بحيث اختارت العائلات التنزه عبرها بعد عودة الباعة المتجولين لعرض مبيعاتهم المتنوعة هناك، ببن عمر قابلتنا تلك الطاولات التي تحولت مؤخرا إلى خيم عرض فيها الشبان سلعهم وتنوعت بين السلع الاستهلاكية والملابس وأغراض المنزل من مفروشات وأواني، وما دفعهم إلى نصب تلك الخيم هو اقتراب موسم الحر وتأثير حرارة الطقس عليهم وعلى سلعهم، مما دفعهم إلى الاحتماء بتلك الخيم وتكريس تواجدهم هناك من أجل الاسترزاق بدل تخبطهم في البطالة والفراغ القاتل منهم أحد الشبان الذي قال إنه عاد إلى تجارته المعتادة لاسيما بعد أن خُفّف عليهم الضغط قليلا وسلموا من المطاردات الروتينية للشرطة وحجز السلع وهو المشكل الذي كثيرا ما عانوا منه مرارا وجعلهم يندبون حظهم بعد خسارتهم لسلع تعادل قيمتها الملايين، أما الآن فقال إنهم يمارسون نشاطهم بكل حرية، وتجاوب الكل معهم بدليل التوافد الكبير الذي شهده السوق من طرف الزبائن الذين عادوا إلى سابق عهدهم وأكثر لاقتناء ما شاؤوا من السلع المتنوعة بأثمان معقولة خاصة وأنهم في وقت مضى أظهروا استياءهم بعد الإلغاء التدريجي للطاولات مما أدى بهم إلى التعامل معنا مباشرة بعد عودة الطاولات التي أضفت على السوق أجواء مميزة وقضت على السكون الذي لازمه من قبل· وكان للزبائن رأي في الموضوع باعتبارهم المعنيين بالأمر خاصة إذا ما تعلق بالمحافظة على قدرتهم الشرائية، قالت إحدى السيدات إنها مثلها مثل ربات البيوت بينت ارتباطها الوثيق بتلك الطاولات بالنظر إلى تنوع السلع على مستواها وكذا الأثمان المعقولة التي من شأنها المحافظة على جيوب المواطنين، ورغم ما شاع عن تلك الطاولات من رداءة السلع أو مضارها الصحية فيما يخص المواد الاستهلاكية لكنها ترى أنها أباطيل لتفويت الفرصة على هؤلاء الباعة الشبان، وأضافت أنها لم تشك من أي عارض يوما وهم أولى بالتعامل معهم خاصة وأن تلك الطاولات هي المصدر الوحيد لاسترزاقهم·