من 24 أوت 1975 إلى 6 سبتمبر 1975 ذهبية فرنسا .. الطريق إلى النجاح بعد 13 سنة عجاف كان مطلع خريف عام 1975 بداية الحصاد بحصول الفريق الوطني على الميدالية الذهبية لدورة العاب البحر الأبيض المتوسط التي جرت ببلادنا بفوز أشبال المدرب رشيد مخلوفي على المنتخب الفرنسي بثلاثية لاثنين بعد الوقت الإضافي في مباراة لا تزال في ذاكرة كل من عايشها وتلكم واحدة من عدة مباريات سنتوقف معها في حلقة هذا العدد. وحتى لا نطيل عليكم في الحكاية اكثر نبدأ جولة هذا العدد من حيث دشن المنتخب الوطني دورة الألعاب المتوسطية على حساب المنتخب الفرنسي بهدفين لهدف. 24 أوت 1975 الجزائر 2 فرنسا هواة 1 دشن المنتخب الوطني دورة الألعاب المتوسطية ببلادنا في نهاية خريف 1975 بانتصار على المنتخب الفرنسي هواة بنتيجة هدفين لصفر في لقاء قاده الحكم اليوغسلافي فاليبور. الفريق الوطني وأمام جمهور قليل قدم فيه أشبال المدرب رشيد مخلوفي مباراة جيدة استهلها لاعب مولودية الجزائر المرحوم عيسى دراوي بهدف جميل في الدقيقة الخامسة وقبل نهاية الشوط الأول بثلاث دقائق استطاع لاعب شباب بلوزداد ايغيلي مضاعفة النتيجة وبهدفين لصفر انتهى الشوط الأول. الشوط الثاني لم تتغير فيه النتيجة لتنتهي المباراة بفوز مستحق لأشبال المدرب رشيد مخلوفي الذي عرف كيف يضع قطار الخضر على السكة الصحيحة على درب البحث عن أول تتويج للكرة الجزائرية بعد الاستقلال. خاض الفريق الوطني هذه المواجهة بأسماء غالبيتها لم يسبق لها وأن لعبت من قبل في المنتخب الوطني وهو ما سنتعرف عليه من خلال سردنا للأسماء التي لعبت المباراة وهي: سرباح مهدي من شبيبة القبائل أول مباراة له منقلتي من شبيبة القبائل أول مباراة له معزيز من شباب بلوزداد أول مباراة له جمال كدو رحمه الله أول مباراة له علي مسعود عبد الملك أول مباراة له ايغيلي من شباب بلوزداد أول مباراة له عبد العزيز صفصافي عمر بطروني محمد قريش (بن قادة من مولودية وهران أول مباراة له) نعين من نصر حسين داي أول مباراة له 26 أوت 1975 الجزائر 5 اليونان 0 المواجهة الثانية لمنتخبنا الوطني ضمن دورة الألعاب المتوسطية التي احتضنتها بلادنا في نهاية خريف 1975 كان أمام المنتخب اليوناني في لقاء احتضنه ملعب 5 جويلية أمام جمهور قليل وقاده الحكم التركي ميساب. لم تجد العناصر الوطنية الجديدة التي استنجد بها المدرب رشيد مخلوفي بقيادة لاعب النصرية نعيم أدنى صعوبة تذكر في هز شباك المنتخب اليوناني حيث أنهوا المباراة لمصلحتهم بنتيجة لا تقبل أي جدل خماسية نظيفة فاجأت المتتبعين وراح الكثيرون يتوقعون ميلاد منتخب جزائري جديد بعناصر جديدة يقودها المخضرم عمر بطروني والمدافع الفذ ميلود هدفي. افتتح لاعب رائد القبة عبد العزيز صفصافي مجال التسجيل في الدقيقة ال14 هدفا فتح شهية المنتخب الوطني بإضافة أهداف اخرين ولم تمض إلا أربع دقائق حتى أضاف اللاعب عيسى دراوي هدفا ثانيا خادع به الحارس اليوناني قوقاس وبوقع هدفين لصفر انتهت المرحلة الأولى. المرحلة الثانية كانت أكثر رغبة من طرف أشبال المدرب رشيد مخلوفي لإضافة أهداف أخرى فكان لهم ذلك في ثلاث مناسبات البداية كانت بواسطة اللاعب اليوناني ساورتوس خطا في مرماه في الدقيقة الخامسة (50) من اللقاء ولم تمض إلا خمس دقائق حتى أضاف الهدف الرابع بواسطة اللاعب عيسى دراوي وقبل دقيقة واحدة من صافرة الحكم التركي سيب أضاف اللاعب عمر بطروني هدفا خامسا لم يتأخر بعدها الحكم لإعلان صافرة النهاية وآي نهاية فوز عريض للفريق الوطني الجزائري بخماسية نظيفة فوز طال انتظاره في تلك الفترة وجاء بعد سلسلة من الهزائم فوز وضع المنتخب الوطني في الدور الثاني قبل خوضه المباراة الموالية أمام المنتخب المصري. خاض الفريق الوطني مباراة اليونان بالأسماء التالية: سرباح منقلتي معزيز كدو جمال صفصافي عبد العزيز علي مسعود عبد الملك بطروني ايغيلي (كاوة مختار أول مباراة له) بن قادة دراوي نعيم (حسين رابط أول مباراة له). 29 أوت 1975 الجزائر 1 مصر 0 المواجهة الثالثة لمنتخبنا الوطني في دورة الألعاب المتوسطية التي احتضنتها بلادنا عام 1975 كانت أمام المنتخب المصري في مواجهة عادت نقاطها لأشبال المدرب رشيد مخلوفي بهدف دون رد وقعه اللاعب دراوي قبل خمس دقائق من صافرة النهاية. اللقاء الذي احتضنه ملعب 5 جويلية وقاده الحكم التونسي سعودي حضره جمهور غفير نوعا ما مقارنة بالمواجهتين السابقتين بتحقيقهم لفوزين متتالين سبعة أهداف في المجموع وهو مالم يتحقق منذ عدة سنوات انتصار أهل المنتخب الوطني كاول المجموعة إلى الدور ربع النهائي حيث التقى بالمنتخب الليبي. خاض الفريق الوطني مواجهة مصر بالأسماء التالية: سرباح: منقلتي معزيز كدو علي مسعود عبد الملك ايغيلي عمر بطروني صفصافي عبد العزيز بن قادة دراوي نعيم (رابط).
31 أوت 1975 الجزائر 2 ليبيا 1 أضاف المنتخب الوطني بقيادة المدرب رشيد مخلوفي المنتخب الليبي إلى قائمة ضحاياهم بالفوز عليه بهدفين لهدف في مباراة احتضنها ملعب 5 جويلية أمام حوالي 15 ألف متفرج وقادها الحكم اليوغسلافي فاليبور. لم تمر إلا خمس دقائق حتى تمكن منتخبنا الوطني بقيادة لاعب اتحاد العاصمة جمال كدو رحمه الله من هز شباك الحارس الليبي المهير الضغط الجزائري تواصل ليتكلل بهدف ثاني وقعه مسجل الهدف الأول جمال كدو في الدقيقة السابعة عشر بعدها اكتفى المنتخب الوطني بتسيير المباراة وفق نظرة المدرب رشيد مخلوفي لينتهي الشوط الأول بهدفين لصفر. الشوط الثاني حتى وإن فشل فيه منتخبنا الوطني من إضافة هدفا ثالثا إلا أن زملاء عمر بطروني قدموا شوطا جيدا لكن تهاون بعض الشيء للاعبين الجزائريين في ربع ساعة الأخير من المباراة كلف الحارس لياس ثلجة هدفا وهو أول هدف يدخل شباك منتخبنا بعد أربع مباريات وعلى وقع هدفين لهدف انتهت هذه المواجهة ليواجه الخضر في المربع الذهبي المنتخب التونسي في مباراة أكثر من ثأرية كيف لا وقبل بضع أشهر عن هذه المواجهة كان المنتخب التونسي قد أزاح منتخبنا من تصفيات كأس أمم إفريقيا ومن الأولمبياد ترى هل ثأر زملاء نعيم من المنتخب التونسي؟ قبل التعرف على هذا الجواب سنتعرف على التشكيلة التي خاض بها المدرب رشيد مخلوفي مباراة المنتخب الليبي: لياس ثلجة منقلتي معزيز (شاوشي أول مباراة له) علي مسعود عبد الملك كدو صفصافي بطروني كاوة ايغيلي قريش (بن قادة) رابط. 4 سبتمبر 1975 الجزائر 2 تونس 1 اصطدم المنتخب الوطني في المربع الذهبي بالمنتخب التونسي وما أدراك بالمنتخب التونسي في تلك الفترة حيث كان يشكل النحس الأسود لمنتخبنا لكن بالرغم من ذلك فقد تمكن أشبال المدرب رشيد مخلوفي من وضع حد للنحس الذي لازمهم طويلا أمام نسور قرطاج. اللقاء احتضنه ملعب 5 جويلية وحضره حوالي 50 ألف متفرج وقاده الحكم اليوغسلافي فايبور وخلاله قدم زملاء عمر بطروني مباراة في القمة تجاوز معها الجمهور الذي حضر إلى ملعب 5 جويلية خاصة وأن نهايتها كانت جزائرية بنتيجة هدفين لهدف بعد الوقت الإضافي. بعد شوط أول انتهى بدون أهداف لم يعكس الفرص العديدة التي أتيحت لكلا الفريقين لكن المرحلة الثانية شهدت تسجيل هدفين هدفا لكل منتخب الفريق الوطني كان السبّاق إلى التسجيل بواسطة اللاعب نعيم في الدقيقة ال17 العودة القوية للاعبين التونسيين بعد أن اهتزت شباك حارسهم ساسي عتوقة سمح للاعب كانون من تعديل النتيجة قبل 13 دقيقة من صافرة النهاية وهي النهاية التي انتهت بالتعادل الإيجابي هدف لمثله ليلجأ المنتخبان إلى الوقت الإضافي لتحديد هوية الفائز ليبتسم الحظ لفريقنا الوطني بفضل هدف عيسى دراوي بعد ثماني دقائق من المرحلة الأولى وبالرغم من محاولات المنتخب التونسي تعديل النتيجة لكن جميع محاولاته باءت بالفشل لتنتهي المباراة بفوز وصف بالتاريخي لمصلحة منتخبنا الوطني كيف لا وأنه جاء في وقت كان الفريق الوطني قد تلقى صفعتين قويتين أمام نفس المنتخب في منتصف تلك السنة 1975 خروجه من تصفيات كأس أمم إفريقيا (إثيوبيا 1976) وأولمبياد مونريال 1976. وبتأهل منتخبنا الوطني إلى الدور النهائي اصطدم من جديد زملاء نعيم بالمنتخب الفرنسي في مباراة وصفت بالتاريخية. خاض المنتخب الجزائري مواجهة المنتخب التونسي بالأسماء التالية: سرباح منقلتي معزيز كدو علي مسعود عبد الملك ايغيلي صفصافي بطروني بان قادة دراوي نعيم (رابط). 6 سبتمبر 1975 الجزائر 3 فرنسا هواة 2 (بعد الوقت الإضافي) سبحان الله مغيّر الأحوال بهذه العبارة راح احد معلقي القناة الأولى يبدأ تعليقاته على مباراة الجزائر والمنتخب الفرنسي بعد أن غصت مدرجات ملعب 5 جويلية بأكثر من 60 ألف متفرج وهو الملعب الذي لم يشهد خلال المباراة التي خاضها منتخبنا أمام نفس المنتخب في بداية هذه الدورة حيث قدر عدد المتفرجين بحوالي 5 آلاف وهاهو العدد يتضاعف لأكثر من 15 مرة ويرجع ذلك إلى النتائج الرائعة التي حققها زملاء عمر بطروني في جميع مبارياتهم الخمس السابقة بتحقيقهم الفوز في جميعها وهو ما شكل قفزة نوعية للمنتخب الوطني فبعد أن ظل ولسنوات طويلة لقمة سائغة لجميع منافسيه الذي كانوا يتلاعبون بمنتخبنا لبس خلال هذه الدور لباس المنتخبات الكبيرة ولم ينجو منه أي منتخب بتسجيله خلال خمس مباريات 12 هدفا بمعدل ثلاث أهداف في كل مباراة. حضر اللقاء رئيس الجمهورية السيد هوراي بومدين رحمه الله لكن وقبل نهاية المباراة بربع ساعة غادر الملعب خشية أن يقف وقفة إجلال إلى العلم الفرنسي أثناء تسليم الميداليات الذهبية لكن عمر بطروني قال له وبطريقته الخاصة لا تخف ياسيدي الرئيس أنا ابن شهيد ولن أسمح أن يذهب دم أبي ودم الملايين من الشهداء هباءا منثورا . تقدم المنتخب الفرنسي في النتيجة بواسطة اللاعب روير في الدقيقة ال35 وبهدف دون رد انتهى الشوط الأول الشوط الثاني شهد إثارة وندية كبيرتين وبعد سلسلة من المحاولات من طرف أشبال المدرب رشيد مخلوفي استطاع اللاعب مختار كاوة في الدقيقة ال71 من تعديل النتيجة بعدها بأربع دقائق عاد المنتخب الفرنسي من جديد وتقدم في النتيجة بواسطة اللاعب شانير بعدها قرر الرئيس هواري بومدين يطلب من حراسه بمغادرة ملعب 5 جويلية وهو في قمة الغضب. لكن وفي الوقت الذي كانت فيه المباراة قبل نهايتها ببضع ثواني لمصلحة المنتخب الفرنسي وإذ باللاعب عمر بطروني يفعلها ويفاجئ الحضور بتوقيعه لهدف التعادل في وقت جد حساس لم يتأخر بعدها الحكم الإسباني ايريستاريو ليلجأ المنتخبان إلى الوقت الإضافي لتحديد هوية الفائز بالميدالية الذهبية فكما كان الحال في مباراة الدور نصف النهائي أمام تونس تكرر المشهد خلال هذه المواجهة ففي الدقيقة السادسة من الشوط الإضافي الثاني ضاعف اللاعب منقلتي النتيجة وعلى وقع ثلاثة أهداف لهدفين انتهت هاته المواجهة التي لن ولم ينساها كل من عايش أطوارها كيف لا وقد توّج منتخبنا الوطني بأول وآخر ميدالية ذهبية في دورة الألعاب المتوسطية وضد من المنتخب الفرنسي. خاض الفريق الوطني اللقاء بالأسماء التالية: سرباح منقلتي علي مسعود عبد الملك معزيز كدو (رحمه الله) صفصافي بطروني ايغيلي (كاوة) بن قادة دراوي (رحمه الله) نعيم (رابط). ... يتبع