إطلاق العديد من المشاريع في المناطق النائية ورشات متعددة لرفع التحدي في مجال التزويد بالمياه بقالمة تبذل بولاية قالمة في الأشهر الأخيرة جهود متعددة الجبهات من خلال عديد الورشات لكسب الرهان في قطاع الموارد المائية وذلك بإطلاق مشاريع كبيرة والتحضير لعمليات أخرى لتدارك النقص المسجل في توزيع المياه الصالحة للشرب وكذا منها الموجهة للسقي الفلاحي. ق.م يعرف القطاع حركية ملحوظة في الفترة الأخيرة ميزتها الرئيسية هي بداية الأشغال في مجموعة من المشاريع وفق خريطة طريق مدروسة تعتمد على إنجاز وتجهيز أكبر عدد ممكن من الهياكل مع إعطاء الأولوية لتحسين تزويد المناطق التي تعاني نقصا فادحا في المياه. وفي هذا السياق أوضح مدير الموارد المائية بالولاية السبتي كشود لوكالة الأنباء الجزائرية أن مخطط عمل القطاع ما بين نهاية 2017 وبداية 2018 يرتكز على محورين أساسيين أحدهما تسوية كل المشاكل المطروحة على مستوى شبكة المياه الصالحة للشرب بداية بشحذ الثروة المائية وصولا إلى حنفيات المواطنين والثاني تمكين الفلاحين من مواصلة نشاطهم في عدة شعب تحتاج إلى المياه في ظل الظروف الحالية الصعبة التي تعرفها الولاية في هذا المجال. ويري المسؤول الأول على القطاع بالولاية أن الكثير من النقائص المطروحة في مجال التزود بالمياه الصالحة للشرب ستعرف حلولا جذرية على مراحل متفرقة خلال السداسي الأول من 2018 وذلك بالنظر -كما قال- للمشاريع الطموحة والنوعية المبرمجة في هذا المجال والتي دخل عدد هام منها قيد التنفيذ. ويعول القطاع كثيرا على 3 عمليات هامة تستهدف إنجاز ما مجموعه 21 نقبا مائيا عميقا لتدعيم شبكات توزيع مياه الشرب بعدة بلديات ومناطق سكنية متفرقة وفقا لمدير القطاع الذي أبرز بأن هذه الأنقاب التي شرع فعليا في إنجاز البعض منها في حين أن البعض الآخر سينطلق قريبا تتوزع على 5 أحواض للمياه الجوفية تتوفر عليها الولاية. وأوضح كذلك بمشاريع إنجاز 5 أنقاب بحوض عين آركو ببلدية تاملوكة منها 2 قيد الإنجاز و3 أخرى ستنطلق مطلع 2018 كما أن نقبين اثنين انطلقت الأشغال بهما بحوض وادي حلية بمنطقة قالمة إضافة إلى 3 أخرى بحمام برادع بهيلوبولس لافتا الى أن بقية الهياكل تتركز بمناطق الفجوج وبوشقوف ولخزارة ورأس العقبة. واستنادا لتصريحات مسؤول قطاع الموارد المائية من المتوقع أن يدخل كل هذه الهياكل حيز الخدمة قبل صيف 2018 من أجل تدعيم شبكة توزيع المياه الصالحة للشرب ببلديات تاملوكة ووادي الزناتي وعين رقادة وبرج صباط ورأس العقبة وسلاوة عنونة من الجهتين الجنوبية و الغربية للولاية والفجوج وبوعاتي محمود وقلعة بوصبع والنشماية من الناحية الشمالية إضافة إلى بومهرة أحمد وبلخير وبوشقوف ومجاز الصفاء ووادي فراغة وعين بن بيضاء شرقا ولخزارة وبوحشانة وبعض أحياء مدينة قالمة. كما تعلق آمال كبيرة على المحطة الجديدة لمعالجة المياه الجاري إنجازها بسد بوهمدان بحمام دباغ بقدرة ضخ نظرية تصل إلى 500 لتر في الثانية والتي من المنتظر أن تجرى التجارب الأولى بها شهر فبفري 2018 لتدخل حيز الاستغلال الفعلي الصيف المقبل إستنادا لذات المصدر. وصرح المتحدث أن هذا الهيكل الهام سيسمح بتحسين تزويد السكان عبر شبكة المياه الصالحة للشرب على مستوى البلديات الواقعة على الرواق الرابط بين حمام دباغ وبلدية قالمة وذلك بقدرة ضخ تصل إلى 320 لترا في الثانية إضافة إلى رواق حمام دباغ وادي الزناتي الذي سيتدعم بحصة تصل إلى 180 لترا في الثانية . كما تجري عملية مماثلة لإنجاز محطة معالجة للمياه مرفقة بخزان مائي بسعة 500 متر مكعب بمنطقة القلتة الزرقاء بحمام النبائل بأقصى الجهة الشرقية وهو المرفق الذي من المنتظر أن يدعم بلديات المنطقة وهي حمام النبائل والدهوارة و وادي الشحم بحصة يومية كبيرة من المياه قريبا . آمال معلقة على محطة تحلية مياه البحر أما أكبر الآفاق المستقبيلة لقطاع الموارد المائية في مجال المياه الصالحة للشرب بقالمة فتتمثل في برمجة 9 بلديات تقع بشرق وشمال الولاية بتعداد سكاني إجمالي يفوق 120 ألف نسمة ضمن المناطق السكنية التي ستستفيد مستقبلا من خدمات محطة تحلية مياه البحر للناحية الشرقية للبلاد والتي ستحتضنها ولاية الطارف. وفي هذا السياق يفيد مدير الموارد المائية بقالمة بأن السلطات المركزية برمجت ولاية قالمة للاستفادة من حصة تصل إلى 50 ألف متر مكعب من المياه يوميا انطلاقا من هذه المحطة التي تقدر قدرتها النظرية الإجمالية ب300 ألف متر مكعب يوميا مشيرا إلى أن الدراسات انطلقت فيما يتعلق بالقنوات والخزانات ومرافق الضخ انطلاقا من هذه المحطة. وينتظر سكان الولاية بفارغ الصبر دخول محطة تحلية مياه البحر للطارف حيز الخدمة في أقرب الآجال الممكنة كما يعلق سكان البلديات المرشحة للاستفادة منها آمالا عريضة على أن تضع المحطة حدا لمعاناتهم المتكررة في ظل تذبذب التزود بالمياه. وتضم البلديات المعنية بهذا المشروع الجهوي تعدادا سكانيا يقدر ب60 بالمائة من مجموع سكان ولاية قالمة وفقا لما صرح به مدير الموارد المائية مبرزا بأن العملية تخص بلديات عين بن بيضاء ووادي فراغة وبوشقوف ومجاز الصفاء والنشماية إضافة إلى هيليوبوليس وقلعة بوصبع والفجوج وبوعاتي محمود . ضرورة تأهيل هياكل محيط السقي تتوفر ولاية قالمة على محيط سقي على مساحة إجمالية تقارب 9500 هكتار من الأراضي الخصبة التي تفوق احتياجاتها السنوية من المياه ال55 مليون متر مكعب يتم تأمينها بواسطة سد بوهمدان بحمام دباغ زيادة على تدفقات غير نظامية لوادي سيبوس غير أن تراجع منسوب سد بوهمدان إلى نسب منخفضة جدا تحول إلى كابوس يؤرق الفلاحين والمسؤولين على حد سواء . ومنذ دخول محيط السقي بقالمة حيز الخدمة سنة 1996 أصبحت الولاية تحتل مكانة هامة في النشاط الفلاحي من خلال مساهمتها الكبيرة في دعم الاقتصاد الوطني بعدد معتبر من المنتجات مع تخصصها الواضح في إنتاج الطماطم الصناعية التي تحولت إلى مصدر رزق لآلاف العائلات لكن الأزمة المائية التي عاشها الفلاحون في هذه الشعبة الموسم الماضي 2016-2017 جعلتهم قاب قوسين أو أدنى من التخلي عن نشاطهم وقد أطلقت السلطات العمومية منذ نهاية 2015 مشروعين كبيرين لتأهيل محيط السقي وذلك من أجل ترشيد استعمال الثروة المائية الموجهة للسقي الفلاحي والتي تعتمد على سد بوهمدان كمصدر رئيسي والذي يقل منسوبه الحالي عن 10 بالمائة من طاقته الإجمالية المقدرة ب185 مليون متر مكعب بسبب حالة الجفاف التي ميزت المنطقة في السنوات الأخيرة. ويقول مدير الموارد المائية بالولاية أن المشروع الأول وصلت نسبة تقدم الأشغال به حاليا إلى 85 بالمائة وسيتم استلامه شهر مارس 2018 ويتعلق بازدواجية قناة الدفع على طول 9 كلم في محيط السقي قالمة - بوشقوف مشيرا إلى أن الهدف منه هو فصل قناة التوزيع عن قناة الضخ ما سيجعل الاستغلال والتوزيع مستمرا و يقضي على التسربات. أما العملية الثانية فتخص إعادة تأهيل شبكة التوزيع لمحيط السقي قالمة - بوشقوف والتي وصلت نسبة الأشغال بها إلى 70 بالمائة مشيرا إلى أن العملية تتمثل في استبدال القنوات القديمة من الأسمنت والخرسانة والأنابيب الفولاذية بأنابيب جديدة مع تركيب صمامات الإغلاق والأمان وحنفيات السقي. كما تستهدف العملية تأهيل محطات الضخ التابعة للقطاعات الثلاثة المشكلة لمحيط السقي بكل من قالمة و الفجوج وبومهرة أحمد من خلال استبدال المضخات الحالية بأخرى جديدة ذات جودة وإضافة مآخذ جديدة على مستوى وادي سيبوس مع تجهيزها بمعدات هيدروليكية كهربائية وكهروميكانية حديثة وفي انتظار استكمال مشروع تجديد مختلف هياكل محيط السقي بولاية قالمة تبقى أنظار مواطني الولاية ومسؤوليها المحليين مشدودة إلى السماء طلبا لمزيد من الأمطار خلال الموسم الجاري ما يسمح بوصول مزيد من المياه إلى سد بوهمدان.