واحة الذاكرين رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا أمر ربنا عز وجل نبيّه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يسأله الزيادة في العلم والأمر لنبيّنا هو أمر لنا كذلك فإن الخطاب وُجّه إليه صلى الله عليه وسلم لأنه هو القدوة والأسوة للأمة بأكملها ومعلوم أن الخطاب للقدوة خطاب لأتباعه من حيث الأصل إلا ما خصّه الدليل به دون غيره . فقوله: _وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا_ وقل يا محمد: ربِّ زدني علماً إلى ما علمتني أمره بمسألته من فوائد العلم ما لا يعلم فأمره تعالى بزيادة في العلم وأهمّها علم كتابه الكريم فإنه الموصل إلى الترقّي في العلوم والمعارف والمنافع في الدنيا والآخرة و لم يأمره سبحانه وتعالى بطلب الزيادة في الشيء إلا في العلم دلالة واضحة على فضيلة العلم وأنه أفضل الأعمال ((فلم يزل صلى الله عليه وسلم في الزيادة والترقي في العلم حتى توفّاه اللَّه تعالى)) وهذا المطلب كان من مطالب الصحابةرضى الله عنهم أجمعين فكان من دعاء عبداللَّه بن مسعود رضى الله عنه : ((اللَّهُمَّ زِدْنِي إِيمَانًا وَيَقِينًا وَفَهْمًا أَوْ قَالَ:وَعِلْمًا)) فانهلّ أهل العلم في مشارق الأرض ومغاربها من تلكم الساعة إلى يومنا هذا وإلى قيام الساعة بطلبه والانشغال به آناء الليل والنهار. وقد جاءت أحاديث متنوعة تحث على هذا المطلب العظيم فكان من أدعيته صلى الله عليه وسلم ((اللَّهُمَّ انْفَعَني بِمَا عَلَّمْتنِي وَعَلِّمْنِي مَا يَنْفَعُني وَزِدْنِي عِلْمًا)) وفي لفظ: ((اللهُمَّ انْفَعْنِي بِمَا عَلَّمْتَنِي وَعَلِّمْنِي مَا يَنْفَعُنِي وارْزُقْنِي عِلْماً تَنْفَعُنِي بِهِ)) وقد استنبط بعض العلماء ((الأدب في تلقي العلم أن المستمع للعلم ينبغي له أن يتأنَّى ويصبر حتى يفرغ المُملي والمعلم من كلامه المتصل بعضه ببعض))