د. محمد سعيد بكر قاعدة: (اطلبْ من الله الفتاح العليم أن يفتح لك أبواب العلم والفهم). - العلم والفهم هِبَاتٌ ربانية محضة قال تعالى: (وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما). - سمى الله تعالى نفسه بأسماء كريمة هي الأسماء الحسنى وكان منها ما يحمل معاني العلم فمنها: الحكيم العليم الخبير والمطلوب من المسلم أن يسأل الله تعالى بتلك الأسماء وغيرها كي ينال حُسن الوعي والإدراك للأمور ببركتها قال تعالى: (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا). - الله العليم سبحانه يعطي من يشاء من عباده العلم والحكمة بقَدَر قال تعالى: (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) وقال تعالى: (وينزل بقدر ما يشاء).- إذا فتح الله تعالى أبواب علمه لعبده فإنه لا يملك أن يغلقها أحد سواه ومن صور التراجع والنكوص العلمي: الاضطراب عند الكِبَر قال تعالى: (ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم بعد علم شيئا). - الطلب من الله تعالى قد لا يكون بصورة الدعاء والإلحاح فيه بقدر ما هو بالتقوى والخوف من الله تعالى والتي هي من أوسع أبواب استجلاب ونيل العلم الرباني قال تعالى: (واتقوا الله ويعلمكم الله). - من أجمل الأدعية في هذا الباب أن يقول المسلم: 1 . اللهم يا معلم إبراهيم علِّمنا ويا مُفهِّمَ سليمان فهِّمنا. 2 . اللهم إني أسألك علماً نفعاً وعملاً متقبلا. 3 . اللهم علِّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا. 4 . اللهم أخرجنا من ظلمات الوهم وأكرمنا بنور الفهم وافتح علينا بمعرفة العلم. 5 . ومن أدعية القرآن العظيم: (وقل رب زدني علما). 6 . وفي الصحيح من حديث أبي سلمة ابن عبد الرحمن بن عوف قال: سألت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: بأي شيء كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام من الليل؟ قالت: (كان إذا قام من الليل افتتح صلاته: اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختُلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم) رواه مسلم. - لم يُخْفِ الله تعالى على عباده مما هو من مستلزمات تكليفهم شيئاً فهو قد أعطانا من علمه سبحانه وفتح لنا آفاق المعرفة وأبوابها وحاشاه سبحانه أن يكلفنا أمراً لم يُجَلِّهِ ويبينه ويوضحه لنا قال تعالى: (ونفصل الآيات لقوم يعلمون) وقال تعالى: (والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق) وقال تعالى: (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً). - يزداد تواضع العبد لربه سبحانه وتعالى وشعوره بفضل الفتاح العليم عليه كلما استعان بربه سبحانه وتعالى في بداية رحلته عند الطلب وأثناء مسيرته لبلوغ غاياته العلمية والمعرفية المتقدمة فلله الحمد من قبل ومن بعد. - كان ابن عباس رضي الله عنهما وهو حبر الأمة يدعو فيقول: اللهم ذكِّرني ما نسيت واحفظ عليَّ ما علمت وزدني علما.