للمرة الثانية حطت جمعية »سحرة بلا حدود« البهلوانية رحالها بالجزائر قادمة من كندا، وكان موعدهم هذه المرة مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة تزامنا مع الاحتفال باليوم الوطني للمعاقين، ليصنعوا سعادتهم في عدة ولايات من الوطن بعد أن أعطى وزير التضامن والأسرة والجالية الوطنية بالخارج إشارة الانطلاق لأول عرض للجمعية بالمركز الوطني لتكوين الموظفين المختصين ببئر خادم. هي مهمة إنسانية جاء من أجلها ستة سحرة رفقة مؤسس الجمعية فؤاد فيلالي من كندا إلى الجزائر، من أجل إمتاع حواس الأطفال على المباشر بعروض بهلوانية طالما شاهدوها على شاشة التلفزيون، حيث كانت بمثابة مشهد واقعي ينتظر أن يتكرر في بعض ولايات الوطن. تلويحات، هتافات وتصفيقات ميزت أجواء قاعة المحاضرات بالمركز الوطني لتكوين الموظفين المتخصصين ببئر خادم يوم 7 مارس، وهو تاريخ العرض الأول الذي تليه عدة عروض أخرى بعدة مراكز متخصصة في وهران وبسكرة وتيبازة والبليدة تبعا للبرنامج الذي سطرته وزارة التضامن. فؤاد فيلالي، باتريس مونيي، ميشال هيوت، مارلين غانبي، دانيس هامل، ماريو شوانيير ويانييك لاكروا (صاحب مدرسة لتعليم فن الألعاب السحرية منذ 1992)، قدموا جميعهم عروضا مسلية تبرز ما يملكون من قدرات فنية أدخلت البهجة على قلوب الصغار والكبار، على أن يواصلوا مشوار مهمتهم التطوعية إلى 16 مارس الجاري لزرع الأمل والتفاؤل، فضلا عن ترك ذكريات الفرح والمتعة في وسط الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. وعن هذه المهمة يقول مؤسس الجمعية، وهو رجل أعمال من أصل جزائري "نحن جمعية ينتقل أعضاؤها إلى كل مكان في العالم يوجد فيه أطفال يعانون من اليتم أو الفقر أو المرض، نقدم الدعم للصغار من ضحايا الكوارث الطبيعية وضحايا وحشية الإنسان"، ويتابع: "نريد إسعاد الأطفال ومهمتنا في الجزائر تحفيز ذكاء الأطفال الذين تبهرهم الألعاب السحرية وتثير فضولهم لمعرفة تقنياتها، فضلا عن المتعة التي تجلبها لهم، مما يساعدهم على نسيان همومهم ومعاناتهم". مهمة أخرى جاء من أجلها مؤسس جمعية "سحرة بلا حدود" إلى الجزائر، وتتمثل في فتح مدرسة على مستوى المركز الوطني لتكوين الموظفين المتخصصين ببئر خادم بالتنسيق مع وزارة التضامن، حيث سيشرف السيد يانبيك لاكروا على تكوين 20 شابا لمدة 10 أيام، لتكون بذلك عاشر مدرسة تتولى الجمعية فتحها على المستوى العالمي وثاني مدرسة على المستوى الإفريقي. كما تعهد رئيس الجمعية فيلالي بتكوين 20 شابا جزائريا آخر في صائفة السنة الجارية، مع التكفل بنفقات إيوائهم، ليتمكنوا بعد سنة أو سنتين من التكوين من تقديم عروض بهلوانية سحرية في الجزائر. »سحرة بلا حدود« الذين جاءوا حاملين رسائل الحب للقلوب البريئة، هي جمعية تضم 150 ساحرا من أصول مختلفة، قاسمهم المشترك التطوع لإسعاد أطفال العالم. الجمعية التي يتبرع أعضاؤها ببعض اوقاتهم لتسخيرها في سبيل متعة الاطفال المحرومين والمصدومين طافت حول 15 بلدا، إضافة إلى الجزائر، كما أصبحت تتولى تنظيم المهرجان الدولي للسحرة بمونتريال بكندا منذ 2005. وللعلم، تأسست الجمعية منذ 2001 وهي تقدم عروضا مجانية لأطفال المدارس والمستشفيات إضافة إلى تعليم فن الألعاب السحرية، وكانت قد قدمت عروضا بهلوانية بكندا سنة 2003 لفائدة أطفال زلزال ماي 2003 ببومرداس بالجزائر، كما تنقلت إلى كل من الإمارات العربية المتحدة، انغولا، لبنان، الهند، السالفادور، سوريا وكولومبيا، وذلك في انتظار تقديم عروض أخرى في كل من البينين، الكونغو، هايتي ودول أخرى. الجدير بالذكر هو أن العرض النهائي لجمعية سحرة بلا حدود »البهلوانية في الجزائر« سيكون يوم 15 مارس المقبل برياض الفتح لفائدة الأطفال المعاقين.