قام عدد كبير من الشبان قبل أكثر من ثلاثة أسابيع تقريبا، على مستوى سوق بن عمار بالقبة، إنما على مستوى الرصيفين المقابلين للسوق والممتدين إلى غاية محطة النقل الحضري بذات البلدية، بنصب خيام من النوع المخصص للتجارة، بلغ عددها أكثر من 30 خيمة، غالبيتهم كانوا قبلها يملكون طاولات يعرضون عليها سلعا شتى ومختلفة، من الفواكه إلى الملابس والأحذية والافرشة وغيرها، من المنتجات الكثيرة، فخلقوا بالتالي سوقا موازيا تماما للسوق المغطى الذي لا يفصلهم عنه إلا خطوات قليلة، وحسب بعض منهم، فانم قاموا بتنظيم أنفسهم على ذلك النحو، كي يتمكنوا من ممارسة نشاطهم بشكل جيد، هذا دون أن يكونوا قد تلقوا ترخيصا من البلدية، لأجل القيام بذلك. وعلى الرغم من أن هذه الخطوة، جعلت المكان يبدو أكثر تنظيما وقبولا عما كان عليه سابقا، عندما كان جلهم يعتمد على بعض الطاولات، أو العلب الكرتونية والدعامات الخشبية والحديدية وغيرها، لعرض سلعته، كما لاقى استحسان المواطنين، إلا انه خلق من جهة أخرى، أزمة للناقلين بالمحطة المذكورة، حيث استحوذ عدد من الشبان على المساحات التي كان يركن بها بعض الناقلين حافلاتهم، كما تسببت تلك الخيام في زيادة إقبال المواطنين عليها، مما ضيق بشدة الطريق المخصصة لمرور الحافلات وهو جعل أصحابها، يتجنبون المدخل العلوي الذي كان يستخدمه الناقلون الداخلون إلى المحطة في العادة، فيما يكون الباب السفلي مخصصا للناقلين والحافلات الخارجة من المحطة، إلى عدة اتجاهات، وبما أن المدخل صار حاليا مستخدما من طرف الداخلين و الخارجين من المحطة معا، فقد خلق الأمر ضغطا كبيرا على المحطة، إضافة إلى زيادة حالة الاختناق التي تعرفها الطريق في العادة، خاصة في أوقات الذروة التي تكون فيها الحركة على مستوى المحطة في قمتها، كساعات المساء بعد انتهاء الدوام أو خلال ساعات الصباح، حيث تضطر بعض الحافلات التي ترغب بالخروج من المحطة، دخول الحافلات التي قد تواجهها وهي تحاول الدخول إلى المحطة، ثم الانتظار إلى غاية نزول آخر راكب فيها، وهو ما يخلق حالة من التذمر والاستياء لدى النقالين والركاب على حد سواء. ولم يقتصر الأمر على محطة بن عمار بالقبة، بعد عودة نشاط أصحاب الطاولات الفوضوية، وان كانت حاليا أكثر تنظيما، فضيق الشوارع والطرقات التي يعتمد عليها هؤلاء لعرض سلعهم، وتستغلها الحافلات والسيارات عموما في الحركة، أدى إلى خلق نوع من الفوضى، فبساحة الشهداء أيضا، نجد نفس الوضع تقريبا، إنما أكثر حدة وخطورة، كون أن بعض الخطوط تتواجد مباشرة بمحاذاة أصحاب الطاولات الفوضوية التي تستقطب عددا كبيرا من المواطنين، وهو ما يجعل حركة الحافلات صعبة للغاية، ومخاطرها على المواطنين كبيرة جدا، خصوصا في حالة عدم الانتباه إليها، ونفس الأمر يقاس بالنسبة للسيارات التي تتخذ من ذلك الشارع ممرا رئيسيا للدخول إلى شارع باب عزون، ولنا أن نتخيل الوضع، في ظل وجود عدد كبير من المواطنين والباعة وأصحاب السيارات والحافلات على حد سواء.