يشهد السوق المغطى المتواجد بوسط مدينة البليدة والواقع بالمكان المسمى ''بلاست العرب'' إقبالا كبيرا من طرف البليديين وغيرهم من المواطنين الذين ينحدرون من البلديات المجاورة بهدف اكتشاف المنتوجات، وكذا اكتشاف بعض أسرار الفلاحين والفواكه المنحدرة من جبال الشريعة التي تشتهر بها المنطقة على غرار حبوب وحمضيات أشجار جبال الشريعة، ورغم ارتفاع الأسعار إلا أن الإقبال كبير من طرف المواطنين نظرا للتنظيم الجيد الذي يميز السوق. إقبال شعبي منقطع النظير على سوق ''بلاست العرب'' يعد السوق المغطى الوجهة المفضلة للقاطنين بالبليدة، والذي لا يمكن الاستغناء عنه لاقتناء بعض المنتوجات الفلاحية التي يعرضها البائعون المنحدرون من جبال سيدي الفضيل، سيدي موسى، سيدي عيسى ووادي المرجة، خاصة المواطنين القاطنين بالمناطق الداخلية، حيث يدفعهم الفضول للتعرف على أنواع المنتوجات الفلاحية والاستفادة منها، لاسيما وأن بعض المنتوجات تستعمل لمعالجة بعض الأمراض. إن الزائر إلى السوق يلاحظ مدى محافظة هؤلاء التجار على تقاليدهم التي لازالوا يحافظون عليها رغم مرور السنين واختلاف الزمن من عصر إلى آخر، حيث بات البليديون يقتنون مختلف حاجياتهم من هذا السوق دون التنقل إلى الأسواق المعروفة على مستوى العاصمة. تنحدر من جبال وادي سيدي الكبير وبني علي.. حبوب وحمضيات جبال الشريعة تغزو السوق المغطى للبليدة أكثر ما يشد المواطنين تلك الحبوب والحمضيات التي يتميز بها سوق مدينة الورود، خاصة وأن هذه الأخيرة تنحدر من جبال وادي سيدي الكبير وبني علي، إضافة إلى الفواكه الموسمية التي تجود بها مرتفعات وجبال مدينة الورود، حيث أعرب مختلف المستهلكين الذين تحدثنا إليهم على أنهم يفضلون قطع مسافات طويلة للالتحاق بالسوق بهدف شراء الحمضيات والحبوب التي لا يجدونها في الأسواق الأخرى نظرا للجودة التي تحتويها تلك الحمضيات، وما زاد من دهشتنا المستهلكون الذين يتنقلون إلى السوق عبر حافلات النقل التابعة للخواص رغم العراقيل التي تقف في وجههم. من جهتهم أكد معظم المستهلكين أنه رغم وجود الأسواق التجارية التي تشهدها بعض البلديات كبلدية باش جراح أو باب الزوار، إلا أن السوق المغطى المتواجد بمدينة الورود يحتوي على منتوجات رغم تواجدها بالأسواق الأخرى، إلا أنها تفتقر إلى النوعية التي تزخر بها منتوجات سوق البليدة على غرار المنتوجات التي عملت على جذب أكبر قدر من المستهلكين منها الفراولة والمشمش والخوخ لاسيما وأنها فواكه موسمية خالية من المواد الكيماوية التي يخشاها المواطن، حيث باتت رائحة السوق عطرة تستقطب المارة المتواجدين بمحاذاة السوق. يقدم خدمات لهواة التذوق والطبخ الجيد بفضل جودة منتجاته التنظيم المحكم عامل آخر .. لاستقطاب المستهلكين يشهد السوق المغطى المتواجد بمدينة الورود استقطاب عدد كبير من المستهلكين بسبب التنظيم الذي يميز الرواق الخاص بالفاكهة المعروضة من جهة والخضر من جهة أخرى، حيث يتم عرض الفاكهة بطريقة منظمة تعمل على جذب المستهلك، خاصة وأن كل صندوق يشتمل على فاكهة نظيفة وطازجة، فالفاكهة البادية في الصندوق تشبه تماما الموجودة داخله، مما زاد من استقطاب المستهلكين الذين تعبوا من التحايل الذي يمارسه مختلف التجار في عرض سلعهم. وبمقابل المدخل الرئيسي للسوق تتواجد مجموعات صغيرة من بائعي الخضر القادمين من جبال الشريعة يعرضون بصورة منظمة مختلف أنواع الخضر من سلطة وليمون ونباتات جبلية وفواكه وأوراق النعناع البرية العطرة التي تتمازج في رائحتها مع نسمة الصباح ومع بداية فصل الربيع يجتاح منتجي الأشجار المثمرة من منطقة الشريعة السوق المغطى لعرض مختلف منتجاتهم الجبلية من قسطل ومختلف أنواع الجوز واللوز والرمان والسفرجل والعنب ومنتوجات النحل كالعسل بمختلف أنواعه ومنتوجات أخرى محلية متنوعة تلبي طلبات المستهلك، أما بداخل السوق فتتواجد مختلف أنواع المنتوجات الفلاحية المستوردة والفواكه الجافة مصبرة أو طبيعية بصورة تستقطب قاصدي السوق لاقتنائها، هؤلاء الذين غالبا ما يفضلون الإقبال على جناح المصبرات من زيتون والخيار المخلل والفلفل وغيرها من المنتوجات التي تستهوي محبي المصبرات ويعد هذا الفضاء الوحيد من نوعه بالمنطقة الذي يقدم خدمات لهواة التذوق والطبخ الجيد بفضل ما يعرضه من سلع متنوعة، منها السمك ومختلف أنواعه المعروضة بالجهة المقابلة أين يتواجد ''عمي رشيد'' الذي قضى نصف قرن من الزمن وهو متواجد بهذا السوق. يذكر أن كافة المنتوجات الموسمية التي يتوفر عليها هذا السوق ترتقي إلى ما يتطلع إليه المستهلك. رغم ارتفاع أثمانها.. جودة السلع تنسي المستهلك سعرها رغم ارتفاع الأسعار الذي يميز السوق المغطى إلا أن الإقبال يبقى كبيرا من طرف المواطنين القاطنين بذات البلدية ومن مختلف البلديات المجاورة بسبب الجودة التي تميز سوق مدينة البليدة، حيث أكد جل المستهلكين أن جودة السلع تنسي المستهلك سعرها، خاصة الفاكهة التي يتخوف منها جل المواطنين خلال موسم الصيف. وحسب ما أكده لنا بعض التجار فإن الإقبال كبير طوال السنة، ويزداد خلال موسم الصيف أين يتحول هذا الأخير إلى مقصد العرائس التي تفضل اقتناء بعض الحاجيات التي لا يجدونها في الأسواق الأخرى، إلى جانب مواد التجميل التي تعرف إقبالا كبيرا، حيث يتم عرض أحسن المنتوجات والماركات العالمية، ناهيك عن المنافسة التي تميز تجار مواد التجميل، حيث يتضاربون على جلب المواد ذات الشهرة العالمية، ناهيك عن الأفرشة التي تباع بذات السوق، خاصة الزرابي المستوردة من مصر وبعض المفروشات المستوردة من الصين مما زاد من إقبال المستهلكين من جهة وشجع التجار على العمل من جهة أخرى.