إن السوق الأسبوعي لبلدية ماسرة الذي كان في سنوات الستينات والسبعينات يقتصر فقط على ممارسة أنشطة تجارية محدودة لا تزيد عن بيع وشراء الماشية من بقر وغنم وماعز وخيول وبغال وكذا الخضر والفواكه واللحوم ومختلف أنواع التوابل والأعشاب الطبية فضلا عن الخردوات لا يفوق المبلغ الذي كان متداولا فيه أنذاك ال 50 مليون سنتيم ولكن منذ سنة 1980 إرتفع فيه النشاط التجاري إلى مستوى هام ليبلغ ذروته في سنة 1988 بعد أن صار السوق متسعا لبيع كل شيء وقد خصصت منه مساحة كبيرة لكل أنواع المركبات من سيارات وشاحنات وحافلات وحتى يكتسب السوق صيغة إقتصادية تكون في متناول مئات التجار والباعة القادمين من شتى أرجاء الوطن وأحيانا حتى من تونس والمغرب قامت البلدية منذ ثلاث سنوات بتهيئة أرضية وتقسيمها إلى فضاءات تجارية بعد توسيع مساحته إلى 10 هكتار منا 5 هكتارات جديدة تم تهيئتها منذ سنة 2008 ولكونه يعد مصدرا رئيسيا للموارد المالية لميزانية البلدية شهد هذا السوق إنجاز عدة عمليات ومنها إحاطة المساحة الإضافية بسور حائطي كما شملت عمليات التهيئة تعبيد الممرات والأروقة المخصصة لتجار الجملة والتجزئة وأنجزت مرافق صحية داخل السوق بالإضافة إلى أماكن وقوف السيارات وتعميم الإنارة العمومية وتثبيت حواجز لتنظيم حركة المرور خارج السوق وعن الوضعية التجارية للسوق والغابة المتوخاة من عمليات التهيئة والتوسيع التي تم القيام بها منذ ثلاث سنوات يقول رئيس البلدية السيد العربي مغالط أن الغاية من كل ذلك هي تأمين أرضية السوق وتنظيم فضاءاته لتمكين كل التجار من القيام بنشاطهم التجاري في ظروف ملاءمة وخاصة أن السوق أصبح منذ أكثر من 20 سنة إلى اليوم قطبا تجاريا حرا يستقطب عديد التجار في مختلف أنواع السلع وكذا الزبائن من كافة ولايات الوطن مما سرع وتيرة ورواج النشاط التجاري وجعله لفضاءات أخرى وفي هذا المجال خصصت البلدية من ميزانيتها مبلغا لا يقل عن 700 مليون سنتيما ويضيف رئيس البلدية في حديثه معنا أن السوق الأسبوعي يذر سنويا على البلدية مبالغ مالية تزيد عن 7 ملايير سنتيما وهو المبلغ المطلوب لمن يرغب في كراء سوق ماسرة وبهذا المدخول المالي تتدعم ميزانية البلدية. » حاجة وحويجة« عند قيامنا بهذا التحقيق كان لابد من آراء السكان حول الإزعاج الذي تسببه حركة المرور وصخب السيارات والشاحنات يومي الخميس والجمعة وسط المدينة وخارجها وهل السوق نعمة لهم أم نقمة عليهم فكان أغلب من تجاوزها معهم يرون في السوق نعمة تجارية لأن الكثير من أرباب العائلات يجدون في السوق مصدر كسب لقمة العيش وحتى المعوزين منهم الذين كانوا مجموعات من الشبان لحراسة السيارات التي تعد بالمئات في كل مكان من السوق ولابد لها من حراستها تجنبا للسرقة ومنهم كذلك من يساعد التجار في البيع والشراء وأما الأطفال نراهم بكثرة يبيعون الأكياس البلاستيكية والبعض الآخر يفتح مقهى أو مطعما تحت الخيم لتقديم المأكولات لرواد السوق القادمين من أماكن بعيدة وأن المدخول في ظرف يومي الخميس والجمعة يتجاوز أحيانا ال 5000دج وهناك البعض الآخر من السكان يطالبون فقط بتوفير الأمن العمومي لحماية الأشخاص وممتلكاتهم من السراق الذين يتواجدون بكثرة لأن السرقة التي تحدث كثيرا ما شوهت سمعة السوق وكذا سمعة بلدية ماسرة والتي يتبرأ سكانها من كل هذه التصرفات المشينة لأن معظم السراق الذين يتم القبض عليهم هم من خارج ماسرة ومن أماكن بعيدة ويأتون للسوق من أجل إمتهان السرقة والإعتداءات خلال زيارتنا الإستطلاعية للسوق كان موقع بيع السيارات هو أول محطة قصدناها وهناك رأينا مئات السيارات والشاحنات والحافلات راكنة يعرضها أصحابها للبيع في شبه مزاد علني وقد لاحظنا أن الإقبال كان شديدا على الشراء بالرغم من أن الجميع يشتكي من غلاء السيارات وأمامنا إشترى شاب يبدو عليه أنه من عائلة ثرية سيارة من نوع إكسبراس بمبلغ 120 مليون سنتيما بينما السيارات من نوع هيلكيس لم ينزل ثمنها عن 130 و120 دج وهذا النوع من السيارات يكثر عليه الطلب حسب ما شهدناه في السوق وأثناء تواجدنا في مكان بيع السيارات شد إنتباهنا وإنتباه الجميع وجود سيارة مرقمة بولاية معسكر من 403 كلاسيك وعمرها 43 سنة أدخلها صاحبها للسوق بغرض البيع وقد وصل سعر بيعها إلى مبلغ 29 ولكن البائع كان يريد المزيد من المال وكأنه يبيع سيارة آخر طراز وفي تلك اللحظة لم تبع السيارة بعد وعن الحافلات والشاحنات كان الثمن لا ينزل عن 350 و450 دج وحتى المليار سنتيم لبعض الشاحنات وفي كل أسبوع يتراوح عدد السيارات المعروضة للبيع ما بين 130 إلى 150 سيارة ما بين 50 إلى 90 شاحنة وحافلة وبعملية بسيطة نستطيع القول أن المبلغ المالي الذي يتداول أسبوعيا في سوق ماسرة قد يكون ما بين 95 إلى 100 مليار سنتيما إذا وضعنا المبالغ المالية المتداولة في باقي الأنشطة التجارية الأخرى كالآلات الثقيلة والخفيفة وسوق المواشي والأبقار وكذا أغذية الأنعام والخضر والفواكه واللحوم وبيع الملابس إلى غير ذلك. وكانت ثاني محطة قصدناها هي سوق المواشي والأبقار إذا كان السوق هذا يعج بالموالين ومربي المواشي وخاصة بعد المغياثية التي تميز بها الموسم الفلاحي الشيء الذي جعل أغذية الأنعام ومنها الكلاء يعرف الإنخفاض في الأسعار الكل هنا جاء من أجل البيع والشراء وفي نفس الوقت معرفة أسعار السوق وحسب والموالين والفلاحين ومربو المواشي الذين إلتقينا بهم هناك يبيعون المواشي والأبقار فإن سبب إرتفاع الأسعار هو مغياثية هذا العام الذي تميز بسقوط أمطار أنعشت الأرض والزرع في السوق وصل ثمن الكبش إلى 20 ألف دج والخروف الصغير إلى 1600 دج أما الأبقار من قام بنزل ثمنها عن 150 ألف دج و200 ألف دج وقد بيعت بقرة أمامنا ب 30 مليون سنتيما . وبعد ذلك عرجنا على المساحة المخصصة لبيع الملابس وكل أنواع الخردوات والتي يقبل عليها الكثير من الزبائن نظرا لإنخفاض أسعارها ومنها ملابس البالة ويزداد الإقبال أكثر على شراء ملابس الأطفال التي تناسب أسعارها الجميع وخاصة بالنسبة لمن له أطفال كثيرون ولا يقدر على شراء الملابس الجديدة وقال لنا البعض ممن إلتقينا بهم في هذا السوق أن سوق ماسرة هو نعمة استبشر بها كل المعوزين الذي لهم دخل ضعيف. والفكرة التي خرجنا بها أن سوق ماسرة بقدر ما هو نعمة على بلدية بأكملها فهو كذلك نعمة على الفقراء.