كسب سعر البترول الجزائري دولارين كاملين، حين ارتفع سعر برميل سلّة منتجات منظّمة البلدان المصدّرة للبترول الخام (أوبك) التي تضمّ 12 منتجا بتروليا منها خام صحاري الجزائر بأكثر من دولارين يوم الجمعة، حسب ما أفادت به أمس الاثنين المنظّمة على موقعها الإلكتروني· وبلغ سعر سلّة الأوبك 36·113 دولار للبرميل يوم الجمعة مقابل 42·111 دولار للبرميل أسبوعا من قبل، أي بارتفاع قدره 14·2 دولار· وكان رئيس المنظّمة السيّد مسعود مير كاظمي قد صرّح بطهران بأن المنظّمة لن تزيد من إنتاجها من النّفط، مبرّرا ارتفاع الأسعار في المدّة الأخيرة بالأحداث الجيوسياسية الحاصلة في الوطن العربي· وصرّح نفس المسؤول بأن "الأسعار ارتفعت بسبب الأزمات السياسية التي تشهدها بعض الدول في شمال إفريقيا والخليج، وكذا بسبب الانتعاش الاقتصادي العالمي"· للعلم، فإن زيادة متوسّط سعر نفط المنظّمة المسجّل حتى الآن خلال شهر مارس الحالي بلغت نحو 43·32 دولار بعد أن قفز متوسّط سعر البرميل الحالي إلى 09·111 دولاريوم 23 مارس الجاري مقارنة بمتوسّط السعر المسجّل في نفس الوقت من العام الماضي، والذي بلغ 21·77 دولار· ويذكر أن سلّة الأوبك التي أحدثت في جوان 2005 تضمّ خامات مزيج الصحاري (الجزائر) وجيراسول (أنغولا) وأوريانتي (الإكواتور) ومينا (إندونيسيا) وخام إيران وخام البصرة الخفيف (العراق) وكويت أكسبورت (الكويت) والسيدر (ليبيا) وبوني لايت (نيجيريا) وقطر مارين (قطر) وأراب لايت (العربية السعودية) وموربان (الإمارات العربية المتحدة) وبي سي أف 17 (فنزويلا)· وواصل سعر برميل النّفط ارتفاعه أمس الاثنين ليبلغ أعلى سعر له منذ 30 شهرا، مدفوعا بتقبّل المستثمرين للنتائج الإيجابية حول سوق العمل الأمريكية، حسب التقرير الذي صدر الجمعة، حيث زاد عدد الوظائف في مارس الماضي بنحو 216 ألف فرصة عمل جديدة· واعتبرت هذه الزيادة في سوق العمل الأمريكية مؤشّرا إيجابيا على الطلب على الوقود ودفعة للانتعاش الاقتصادي· فقد ارتفع سعر النّفط للصفقات الآجلة، تسليم شهر ماي المقبل، 42 سنتا، ليصل سعر البرميل إلى 108.36 دولار، وذلك في التعاملات الأوّلية ليوم الاثنين، وبلغ سعر برميل النّفط في العقود 108.78 دولار، وبلغ سعر خام برنت 119.42 دولار بعد أن ارتفع سعر البرميل إلى 71 سنتا· وكان سعر النّفط قد بدأ يتصاعد ويرتفع منذ منتصف شهر فيفري الماضي، مع بدء الانتفاضة الشعبية في ليبيا، الدولة الغنية بالنّفط، القابعة على الساحل الجنوبي للبحر المتوسّط· وتعتبر ليبيا ثالث أكبر منتج للنّفط في إفريقيا، الأمر الذي أثار قلق ومخاوف المستثمرين بشأن التطوّرات في ذلك البلد، والذي تحوّلت الانتفاضة فيه إلى أشبه بحرب أهلية، خصوصا مع رفض الزّعيم الليبي معمّر القذافي التنحّي وإعلانه الحرب على شعبه وقيام التحالف الدولي بفرض حظر جوّي على ليبيا وتوجيه ضربات جوّية لمواقع القذافي، بالإضافة إلى المعارك الدائرة حول مراكز إنتاج وتصدير النّفط في ليبيا· كما ساهم الزلزال العنيف الذي ضرب اليابان، ثالث أكبر اقتصاد عالمي، وما تبعه من موجات مدّ تسونامي عاتية ومدمّرة في تأثّر سعر النّفط ودفعته إلى مزيد من الارتفاع· وجاءت المساهمة الأكبر نتيجة المخاوف من "الكارثة النّووية" في اليابان إثر تعطّل عدد من المفاعلات في المنطقة التي ضربها الزلزال وموجات التسونامي، الأمر الذي عطّل إنتاج الطاقة، ما يعني زيادة الطلب الياباني على النّفط· وكان سعر برميل النّفط في الأوّل من أفريل الجاري قد ارتفع إلى أعلى سعر له منذ عامين ونصف، محقّقا زيادة بنسبة 2.4 في المائة، واقترب من 107 دولارات للبرميل، في وقت يشهد فيه سعر صرف الدولار انخفاضا في أسواق العملات بينما يزداد الاضطراب في العالم العربي الذي تعدّ كثيرا من دوله منتجة كبيرة للنّفط·