ق. حنان يتردد الكثير من المواطنين على المحلات المتخصصة في بيع الملابس المستعلمة، أو ملابس "الشيفون" و"البالة"، أو أيا كان اسمها، وهي مثلما هو معروف، ملابس مستوردة من بلدان مختلفة، تكون مستعلمة، ويتم جلبها إلى الجزائر، من طرف بعض المستوردين المتخصصين في ذلك، سواء الذين يملكون محلات، لبيع الشيفون، أو الذين يعرضونها في الأسواق الشعبية المختلفة المنتشرة بالعاصمة وخارجها، وتلقى هذه النوعية من الملابس إقبالا كبيرا من طرف عدد من المواطنين، ولا يقتصر الأمر على الفقراء أو أصحاب الدخل المحدود فحسب وإنما يمتد ليشمل حتى أصحاب الطبقة الميسورة، ممن يبحثون فيها عن الماركة، والجودة التي قد لا تتوفر في الملابس الجديدة، وان كانت هي نفسها مستوردة أيضا. حديثنا في هذا المقام، سيكون عن نوعية محددة من الملابس المستعلمة، التي تلقى للأسف الشديد إقبالا كبيرا أيضا، نقول أسف شديد، لان المنطق والعقل، يرفضان تماما تخيل شخص يقتني ملابس داخلية مستعلمة، لاسيما من طرف الجنس اللطيف، أيا كانت المبررات، أو الدوافع، وان كانت كلها لا تدخل العقل دون شك، فالأسباب المادية التي قد تدفع بعض الأشخاص إلى شراء ملابس داخلية مستعلمة، ليست مبررة، مادام أن الملابس الداخلية الجديدة متوفرة وبأسعار أكثر من معقولة، أي ما بين 100 دج للقطعة الواحدة، أو 400 دج على الأكثر للطقم، وبالتالي فلا يمكن التحجج بغلاء هذه الأخيرة في المحلات والأسواق، الأمر الذي دفع أصحابها إلى البحث عنها بين أكوام ورزم الملابس المستعلمة، رغم المخاطر الصحية الكبيرة التي تترتب عن ذلك. ودون مزيد من الإطالة، يجدر بنا الانتقال مباشرة للحديث عن هذه المخاطر الصحية لعل بعض الأشخاص الذين تستهويهم فكرة شراء ملابس داخلية استعملها أشخاص آخرون غيرهم من قبل، لا يردون شيئا عن نمط حياتهم، أو مسار أمراضهم، ولا نوعية الأمراض التي أصيبوا بها، يعدلون عن ذلك. فان كان تبادل الملابس الداخلية بين أفراد العائلة الواحدة يمكن أن يؤدي حسب المختصين إلى عدة أمراض، خاصة الأمراض الجلدية المختلفة وبالأخص عند الأطفال، حيث المعروف أن اغلب الملابس تستورد من مناطق مختلفة وتمر بظروف نقل وخزن سيئة لرخص وسائط النقل المستخدمة، فتكثر الجراثيم والبكتريا الطفيلية في هذا النوع من الملابس التي يستعملها الناس، فما بالنا بملابس الغرباء، الذين ينتمون لوطن آخر غير وطننا، وبيئة غير بيتنا. فأنواع كثيرة من الحشرات والفطريات تعيش داخل الملابس، خصوصا الملابس الثقيلة، ويموت بعضها عبر غسيل الملابس والكوي، فيما لا ينصح مطلقا باقتناء وشراء الملابس الداخلية المستعملة، لأنها من السهل أن تنقل الأمراض بعكس الملابس الخارجية التي يمكن أن تلبس بعد الغسيل والكوي. كما يؤكد الخبراء أن من بين أكثر الأسباب المؤدية للإصابة بالالتهابات الفطرية المهبلية، لبس ملابس الغير أو تبادل الملابس الداخلية.