قال محام مدافع عن حقوق الانسان أمس الأربعاء إن قوات الأمن السورية ألقت القبض على 200 شخص من سكان بلدة ساحلية مع اتساع نطاق احتجاجات لم يسبق لها مثيل ضد حكم الرئيس بشار الأسد. وقال المحامي الذي اتصل بسكان في بلدة البيضة الواقعة على بعد 10 كيلومترات جنوبي مدينة بانياس على ساحل البحر المتوسط "هم أحضروا طاقما تلفزيونيا وأجبروا الرجال الذين قبضوا عليهم على أن يهتفوا (بالروح.. بالدم نفديك يا بشار) أثناء تصويرهم". واضاف المحامي الذي لم يشأ أن ينشر اسمه إن الأحداث وقعت الثلاثاء. ومضى قائلا "سوريا هي دولة بوليسية عربية بامتياز.. لكن النظام ما زال يراقب رد الفعل الدولي وعندما يشعر أن رد الفعل قد ضعف فانه سيصبح أكثر دموية". ورد الأسد على الاحتجاجات الآخذة في الاتساع بمزيج من القوة - حيث قتلت قواته الأمنية محتجين عزلا- ووعود باصلاحات ومحاولات لإرضاء الأقلية الكردية والأغلبية السنية. لكن الدعوات العلنية الواسعة المطالبة بالحرية والقضاء على الفساد لم تفتر همتها في اسبوعها الرابع. وقال نشطاء إن افرادا من الشرطة السرية السورية وجنودا حاصروا بلدة البيضة الثلاثاء ودخلوا المنازل ملقين القبض على الرجال ممن تقل اعمارهم عن 60 عاما. واضافوا ان اصوات اعيرة نارية سمعت في وقت سابق من اليوم وان رجلا قتل. وقالوا إن البيضة استهدفت لأن سكانها شاركوا في مظاهرة في بانياس الاسبوع الماضي ردد خلالها المحتجون هتافا يقول "الشعب يريد اسقاط النظام" وهي الصيحة التي زأر بها المحتجون في الانتفاضتين التونسية والمصرية اللتين أطاحتا برئيسي البلدين. وقال أحد النشطاء إن بعض المقيمين في البيضة كان بحوزتهم أسلحة وإن مواجهة مسلحة اندلعت فيما يبدو. لكن إمام مسجد في بانياس قال ان سكان البيضة لم يكونوا مسلحين في غالبيتهم وانهم يدفعون ثمن دعوتهم السلمية إلى الحرية. وقال مدافع عن حقوق الانسان في بانياس إن افرادا من الشرطة السرية قتلوا اربعة اشخاص في المدينة يوم الاحد الماضي وهو ما زاد التوتر في البلد الذي تسكنه غالبية سنية وتحكمه أقلية علوية. وظلت بانياس -التي يوجد بها احدى مصفاتين نفطيتين في سوريا- مغلقة خلال الليل وتمركزت حوالي 20 دبابة قرب المداخل الشمالية والجنوبية للمدينة. وقالت الجماعة الرئيسية المعنية بحقوق الإنسان في سوريا إن عدد قتلى الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية والمناهضة للأسد وصل إلى 200 قتيل ودعت جامعة الدول العربية إلى فرض عقوبات على النظام الحاكم. وشجبت قوى غربية- تحاول إبعاد سوريا عن محور مناهض لإسرائيل مع إيران وجماعة حزب الله اللبنانية- العنف ضد المتظاهرين وحثت الأسد على اتخاذ خطوات أسرع نحو تنفيذ إصلاحات مثل رفع حالة الطوارئ. ويقول الأسد إن الاحتجاجات "جزء من مؤامرة خارجية لزرع الفتنة الطائفية؟". ومنذ اندلاع الانتفاضات في تونس ومصر كثفت السلطات السورية حملة اعتقالات للمنشقين ونشطاء المجتمع المدني. وقال نشطاء وشهود إن السلطات بدأت موجة من اعتقال المتظاهرين ثم إطلاق سراح بعض منهم في وقت لاحق.