أعلن ناشطون حقوقيون وشهود عيان، أمس، أن دبابات الجيش السوري تحاصر مدينة بانياس الساحلية (280 كلم شمال غرب دمشق) حيث ووري الثرى أربعة اشخاص قضوا الاحد برصاص قوات الأمن، فيما فرقت قوات الامن تجمعا تضامنيا لطلاب في دمشق مع “شهداء” الاحداث الدامية في مدينتي درعا (جنوب) وبانياس وقال أحد قادة حركة الاحتجاج، أنس الشهري لوكالة “فرانس برس” إن “الجيش يحاصر المدينة بثلاثين دبابة”. وأضاف أن “ أتباع النظام يتمركزون في منطقة القوز ويطلقون النار على الأحياء السكنية”، مشيرا الى أنهم “يطلقون النار أيضا على الجيش لجره الى حرب مع الشعب”. ولفت الى أن “بعض عناصر الجيش قتلوا فيما جرح آخرون”. وتابع الشهري “لقد قامت السلطات بعدة اعتقالات في الليل، كما قطع التيار الكهربائي عن المدينة”. وكان ناشط حقوقي رفض كشف هويته قال في اتصال من بانياس مع وكالة “فرانس برس” إن “الجيش يطلق النار في شكل متقطع لاستفزاز الناس وحثهم على الرد، إلا أن أحدا منهم لم يرد بإطلاق النار” مشيرا الى أن “نداءات أطلقت من منابر الجوامع تناشد الجيش التوقف عن إطلاق النار”. وكشف الناشط أن “ثلاثة جنود حاولوا الانضمام الى المحتجين بعد أن رفضوا إطلاق النار، إلا أن المسؤولين عنهم اطلقوا النار عليهم، ما تسبب في إصابتهم”. من جهته، وجه إمام جامع الرحمن، الشيخ أنس عيروط، نداء استغاثة باسم سكان مدينة بانياس طالب فيه ب “التدخل السريع لقوات الجيش ليقوموا بإيقاف هذه العصابات المتمثلة بأشخاص معروفين يمكن القبض عليهم وتمشيط مناطقهم في القوز وضهر محيرز والقصور”. وفي دمشق، فرقت قوات الامن الاثنين عشرات الطلاب الذين تجمعوا أمام كلية العلوم في جامعة دمشق للتضامن مع من قضوا في تظاهرات الاحتجاج التي تشهدها سوريا منذ 15 مارس، واعتقلت بعضهم. كما أعلن رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان، عبد الكريم ريحاوي أنه “تم في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين دفن القتلى الاربعة الذين قضوا في أحداث الأحد”، مشيرا الى “أن الوضع هادئ ومستقر اليوم في بانياس”. وبث موقع الفيديو “يوتيوب” شريطا يظهر تجمعا لعشرات الطلاب في ساحة الجامعة أمام مبنى كلية العلوم في دمشق وهم يهتفون بشعارات تنادي بالحرية والوحدة الوطنية والفداء للشهيد بينها “الله، سوريا وحرية وبس” و”واحد واحد واحد، الشعب السوري واحد” و”بالروح بالدم، نفديك يا درعا”. وعلى الصعيد الدولي، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الاثنين أن فرنسا “تدين” أعمال العنف الدامية في سوريا وتدعو دمشق الى “الكف فورا عن استخدام القوة ضد المتظاهرين والى البدء من دون تأخير بتنفيذ برنامج إصلاحات يستجيب لتطلعات الشعب”. كما نددت الحكومة الألمانية الاثنين بأعمال العنف التي ارتكبتها قوات الأمن ضد المتظاهرين في سوريا، ووصفتها بأنها “مثيرة للسخط والقلق”.