l ذكرت مصادر مطلعة أن الرئيس التونسي المنصف المرزوقي قد أجرى اتصالات مع السلطات الجزائرية، قبل أن يتوجه إلى المغرب الذي افتتح منه جولته المغاربية، بعدما كان مقررا أن تكون الجزائر أول محطة في أجندته، واتفق الطرفان على أن تكون الجزائر محطته الأخيرة التي يختتم بها زيارته لدول المغرب العربي، بعدما كان قد زار في السابق ليبيا إثر تعيينه رئيسا مؤقتا لتونس. دعا الرئيس المنصف المرزوقي، أول أمس، من المغرب إلى عقد قمة مغاربية ''هذا العام'' من أجل ''إعادة اتحاد المغرب العربي على أسس جديدة''. ونقلت وكالة الأنباء المغربية الرسمية عن المرزوقي قوله مساء الأربعاء في لقاء مع الجالية التونسية في المغرب ''إننا نأمل في انعقاد قمة مغاربية هذه السنة (...) وإذا توصلنا إلى عقدها فسيكون اتحاد المغرب العربي على سكته''.
من جانبه قال رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران إن زيارة المرزوقي ''خطوة هامة على طريق تحقيق طموحات شعوب منطقة المغرب العربي التي تتطلع إلى الوحدة''. واعتبر أن ''الإرادة المشتركة للبلدين في تحقيق الوحدة المغاربية خصوصا عبر فتح الحدود وتحريك التعاون في مختلف المجالات كما هو الحال في عدة كتل إقليمية تمكنت من الاندماج رغم العديد من نقاط الاختلاف''.
ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في اتحاد المغرب العربي في 18 فيفري في الرباط. وبعد أن التقى المرزوقي بكل من محمد السادس ورئيس الحكومة عبد الإله بن كيران، توجه أمس إلى مراكش أين زار قبر والده المعارض التونسي السابق الذي مات في المغرب بعدما عاش فيه طيلة ثلاثة عقود، بعد أن اختلف مع الرئيس الراحل بورفيبة. وأشارت تقارير إعلامية مغربية نشرت خلال الزيارة تعلق الرئيس التونسي بالمغرب، حيث جاء في موقع ''هسبريس'' المغربي: ''لقد اكتسب منصف المرزوقي عادة طالما دشن بها موسمه التعليمي في تونس التي عاد إليها دكتورا وأستاذا في مستشفياتها الجامعية. وكان يسأل عند أول حصة دراسية طلبته الجدد داخل المدرج: هل يوجد بينكم طلاب من المغرب؟ كان هذا السؤال ضروريا كي يستطيع الوفاء بوصية والده ''اعتن يا ولدي بأبناء المغرب. فإنك مهما فعلت لن توفي حق المغرب عليّ''.
ومن المنتظر أن يصل الرئيس التونسي إلى العاصمة موريتانيا نواكشوط اليوم ويتجه بعدها إلى الجزائر ليختتم بها زيارته المغاربية.