مليكة حراث أقدم أول أمس سكان حي الملعب القصديري بالحميز على غلق الطريق الرابط بين المدينة والدار البيضاء عن طريق وضع المتاريس والعجلات المطاطية احتجاجا على عدم تلبية مطالبهم المتعلقة بتسوية وضعيتهم السكنية وترحيلهم إلى سكنات لائقة، حيث هدد المحتجون بتصعيد الاحتجاجات في حال استمرار تجاهل السلطات المحلية لوضعيتهم المزرية ولمعاناتهم التي تعود حسبهم إلى أكثر من 25 سنة· رفع المحتجون عدة شعارات تطالب بتدخل السلطات العليا في البلاد منها "فخامة رئيس الجمهورية نحن نعيش في جحيم" وأكد ممثل السكان في حديثه مع "أخبار اليوم" أن مصالح البلدية وفي مقدمتها رئيس البلدية السيد "الياس قمقاني" أخلى مسؤوليته قائلا "إن حل إسكان 1000 ساكن ليس بيدي" ما زاد من غليان المحتجين الذين اضطروا إلى الخروج إلى الشارع قبل تدخل مصالح الشرطة من أجل تطويق المكان ومحاصرة الوضع ويعاني السكان منذ أكثر من 25 سنة داخل سكنات شبيهة بالجحور لا تتوفر على أدنى ضروريات العيش الكريم، ورغم ذلك فإن السلطات تنتهج سياسة التجاهل والتغاضي عن أوضاعهم المأساوية ومطالبهم العالقة دون العمل على تغيير ولو جزء من مشاكلهم أو ترحيلهم إلى سكنات لائقة، ووضع حد لظروفهم القاسية والصعبة التي فاقت كل الحدود والمعقول، حيث أصيب على إثرها بعض السكان بتعقيدات نفسية وصحية· وأشار السكان إلى عملية إحصائهم من طرف مصالح البلدية خلال سنة 2005 و2007 وترتيب كل الملفات لكن بقيت مجرد حبر على ورق بلا تطبيق إلى يومنا هذا· لازال هؤلاء يتخبطون في وضعية مماثلة في ظل غياب أدنى متطلبات العيش الكريم كباقي الجزائريين حسبهم، لاماء، لاغاز ولاكهرباء بالمنازل التي بنيت بطريقة فوضوية، فضلا عن انعدام قنوات الصرف الصحي مما ينجر عنها انتشار الروائح الكريهة التي تنتشر عبر الحي والتي تهدد بكارثة وبائية حتمية، ناهيك عن سكناتهم المحاذية لواد الحميز الراكد الذي بات يهدد الصحة العمومية نظرا للروائح الكريهة التي تسد الأنفاس، أما في فصل الصيف فيتحول إلى مفرغة عمومية ما ينجر عنه انتشار مختلف الحشرات والحيوانات الضارة، وبالرغم من أن السلطات على علم بالوضعية المأساوية التي يتخبطون فيها ورغم المراسلات المتكررة للسلطات الوصية إلا أنها لم تتدخل لترفع عنهم الغبن والبؤس والتهميش الذي طالهم منذ سنوات طويلة والتي حولت حياتهم إلى جحيم حقيقي ومرارة التي وصفها هؤلاء بالوضعية الكارثية وأرجعوها إلى إجحاف وظلم في حقهم جراء سياسة الصمت والعزلة دون مراعاة حياة الذل والإهانة والتهميش داخل بيوت أصبحت غير صالحة للسكن على الإطلاق، وأضاف ذات المتحدث أنهم سئموا العيش داخل البيوت الفوضوية مطالبين السلطات العليا على رأسها القاضي الأول في البلاد بانتشالهم من المعاناة بترحيلهم إلى سكنات لائقة، وأضاف هؤلاء السكان أن احتجاجاتهم متواصلة إلى أن تلبي الدولة مطلبهم وهو الاستفادة من السكنات·