الرداءة تخيّم على الشبكة البرامجية الرمضانية الفضائيات الخاصة في قفص الاتهام المتابع للشبكة البرامجية الرمضانية لهذا العام يصطدم بالكم الهائل من البرامج التي جاوز عددها 200 والمعروضة عبر مختلف القنوات الخاصة وحتى العمومية والتي اعتمدت على الكمية دون النوعية التي تبقى رديئة ولا تعكس أبداً حجم الأموال الطائلة التي صرفت على إنتاجها سواء من ناحية المضمون أو الأفكار أو الأسلوب الإخراجي أو نوعية الممثلين بالنسبة للبرامج الدرامية أو الأعمال الفكاهية وحتى برامج الترفيه أصبحت تعتمد على سرقة الأفكار والمحتويات من برامج غربية وعربية معروفة ونقلها كما هي بكل سلبياتها وعيوبها ودون الأخذ بعين الاعتبار اختلاف العادات والتقاليد أو طبيعة المجتمع الجزائري المحافظ والأسر الجزائرية المتدينة إلى حد كبير بطبيعتها. فبعض هذه البرامج وخاصة تلك المخصصة للكاميرا الخفية عمدت في هذا الشهر المبارك إلى اختيار موضوعات لا تمت إلى صلة بواقعنا المعاش وتعتمد على أساليب الترهيب والتخويف والإسفاف والتكرار والسرقة المتعمدة من برامج مغاربية وتونسية بالأساس. بالإضافة إلى أسماء بعضها التي تنم عن تدني مستوى معديها ومقدميها بالرغم من أن الشركات المنتجة لها تقوم ببيعها بمبالغ مالية طائلة للقنوات الخاصة في شهر الرحمة والغفران الذي تحول إلى شهر لعرض مختلف البرامج التي لا تحترم الذوق العام أو تراعي العرف وتعاليم الشرع الحنيف وتحض علناً على الفسق والفجور والميوعة والتحلل الأخلاقي زيادة على الألفاظ النابية التي توجد في هذه النوعية من البرامج واعتماده منتجيها ومقدميها على أناس لا علاقة لهم بميدان التمثيل أو الفكاهة في معظم الأحيان. فالرداءة المتفشية في الدراما الجزائرية وضعف الشبكة البرامجية شكلاً ومضموناً دفع المشاهد الجزائري إلى البحث عن مبتغاه في قنوات عربية أو حتى أجنبية ناطقة بالعربية للبحث عن ضالته المنشودة وخاصة في المسلسلات الدينية والتاريخية المهمة التي تعرضها بعض القنوات العربية والتي لا يمكن مقارنها من حيث متانة السيناريو أو الحبكة الدرامية أو نوعية الممثلين والمخرجين أو التقنيين أو غيرهم من المشاركين في إنجاح هذه البرامج الضخمة بالمسلسلات التي تنتج خصيصاً عندنا لشهر رمضان الكريم وهذا ما جعل المشاهد الجزائري والعربي ينتظرها بفارغ الصبر كل سنة. وأصبح المشاهد الجزائري الذواق للفن الراقي والجميل يتحصر على برامج رمضانية كانت تدخل البسمة والفرجة على كل العائلات الجزائرية كسلسلة أعصاب وأوتار أو ثلاثي الأمجاد وغيرها ومما زاد الطين بلة هذا العام هو غياب قامات فنية كبيرة عن شاشات التلفاز في الشهر الفضيل كالممثل الكبير صالح أوقروت أو رمز الكوميديا الجزائرية عثمان عريوات وغيرهم كثير وللأسف كل البروباغندا الإعلامية التي سبقت هذا الشهر الفضيل والتي كانت تعد المشاهد الجزائري ببرامج قوية ومتنوعة وفي المستوى هذا العام سرعان ما تحولت إلى سراب تذروه الرياح بمجرد أن حصرت براقش عن شعر رأسها ليتكشف لنا حجم الكوارث الأخلاقية والقيمية والمجتمعية التي حملتها لنا برامج رمضان المختلفة في هذا العام للأسف الشديد.