يجد المشاهد الجزائري نفسه ضائعا وسط "الفوضى الإعلامية" الحاصلة من حوله، خاصة مع اقتراب شهر رمضان، حيث يبحث عن برنامج يمتعه، كما كانت تفعل الأعمال الجزائرية والعربية التي أرضت تطلعاته سابقا. ومع اقتراب الشهر الفضيل؛ تبث عدد من القنوات العربية "بروموهات" للمسلسلات التي سيتعرف عليها المشاهد خلال الشهر الكريم، وما صدم الشارع الجزائري، هو المشاهد المبتذلة، التي تم التركيز عليها في هذه "البروموهات"، في رسالة مباشرة تستهدف عقل المتابع خلال شهر "الحرمة". ويتذمر الشارع العربي المحافظ بطبعه، خاصة في تقديسه لحرمة شهر رمضان المعظّم، من المظاهر التي انتشرت مؤخرا في الدراما العربية، خاصة خلال السنتين الأخيرتين، حيث ركزت الشبكة البرامجية لأكبر القنوات العربية على تقديم مسلسلات "العري والابتذال"، الأمر الذي يجعلك تتساءل حول الهدف من ذلك، خاصة أن الشهر الفضيل، ينجح الأعمال الدرامية، مهما كانت، على عكس أشهر السنة، وما يثبت ذلك هو نجاح الأعمال الدينية، والتاريخية، ومسلسلات "الفنتازيا" السورية، وغيرها من الدراما "المحافظة"، التي احتلت مكانة كبيرة من اهتمام المشاهد العربي عموما والجزائري بشكل خاص. وتظهر النجمة المصرية منى ذكي في عملها الرمضاني هذا الموسم، بدور الراقصة في مسلسل "آسيا"، ويضم "برومو" العمل مشاهد خليعة لا تليق بالعائلة العربية بشكل عام، والجزائرية على وجه الخصوص، بحكم أن الأخيرة مازالت تحافظ على التقاليد والالتزام، الأمر الذي يفسر توجه المشاهد الجزائري خلال الشهر الفضيل إلى "التلفزيون العمومي" الذي لم يفرج بعد عن برنامجه الرمضاني، عكس القنوات الخاصة التي بدأت في الترويج لأعمال أقل ما يقال إنها "تافهة".. ليس حكما على العمل قبل خروجه للساحة، وإنما إذا كان يضم "برومو" العمل أجمل المشاهد، فماذا نتوقعه منها بعد؟، والفكاهة التي تستغبي عقل المشاهد والتي لا ترقى حتى لملامسة الطرفة الشعبية، التي تقلل من شأن المتفرج الجزائري الذي يهرب من الأعمال العربية "الخادشة للحياء"، ليجد نفسه في الرداءة. وينصدم المتفرج حينما يعرف أن مسلسلا يضم مشاهد بذلك الاستفزاز، وتلك اللغة الهابطة، بعنوان "مزاج الخير"، سيبث على القنوات العربية في الشهر الفضيل، وغيره من الأعمال التي لا ترضي نهم المتعطش للفن الراقي، للأعمال التاريخية والدينية التي تميّز الإعلام برمضان، عن غيره من أشهر السنة. من ناحية أخرى، تتراجع الدراما السورية بسبب النزاع الداخلي بالبلاد، فيما يلجأ نجومها نحو الأعمال المصرية، ونذكر منهم أيمن زيدان، سلاف معمار، قمر خلف، روعة ياسين، مهيار خضور، وجهاد سعد وغيرهم ممن تعاملوا مع الدراما المصرية، ليتجاوز الاثنان، جفاف الساحة بسبب الأوضاع في المنطقة.