همسات إيمانية التعفف عما في أيدي الناس مدح الله تعالى قومًا اتصفوا بالعفة في مظهرهم مع فقرهم وحاجتهم فقال : لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا [البقرة: 273] . وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : .. ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ( أخرجه الشيخان ومالك وأبو داود والترمذي والنسائي) . وقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى (أخرجه مسلم والترمذي). وقد وضع النبي صلى الله عليه وسلم معياراً للمسلم إذا جعله نصب عينيه فسيكون قرير العين بما آتاه الله راضياً به عفيفاً عن التطلع والنظر إلى ما عند غيره . عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا نظر أحدكم إلى من فَضُلَ عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه (أخرجه البخاري ومسلم والترمذي) . وبهذا المعنى أمرنا رب العالمين فقال : وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى [طه: 131] . كما أمر القرآن من لا يملكون نفقة الزواج أن يعفوا نفوسهم عن الحرام حتى يغنيهم الله من فضله فقال : وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِه [النور: 33] . وهذا الغنى وهذه العفة عما في أيدي الناس رغب فيها الإسلام وحث عليها وجعلها سبباً موصلاً إلى الجنة بل إن المتصف بها يكون من أهلها . عن عياض بن حمار قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أهل الجنة ثلاثة : ذو سلطان مقسط متصدق موفق ورجل رحيم رفيق القلب لكل مسلم وعفيف متعفف ذو عيال.. (من حديث طويل أخرجه مسلم) .