واختر من الأصحاب كل مرشد إن القرين بالقرين يقتدي فصحبة الأخيار للقلب دواء تزيد القلب نشاطا وقوى وصحبة الأشرار داء وعمى تزيد القلب السقيم سقما من أصحابك؟ ففي الحديث: لا تُصَاحِبْ إِلا مُؤْمِنًا وَلا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلا تَقِيٌّ (رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وحسنه العلماء). والجليس الصالح: هو كنز العلاقات السامية بين البنات بعضهن البعض وبين الشباب بعضهم البعض كلا على حدة. والصاحب السوء الرفيق الفاسد: كنافخ الكير كل دقيقة معه بخسارة فادحة لايمكن تفاديها أو الوقاية منها أو معالجتها لذا لابد من البعد عنه نهائيا وعن مجالسته والاقتراب من أماكن تواجده ومنع كل التعاملات والاتصالات معه. فالجليس السوء: مسجل خطر ومطلوب القبض عليه وجاري البحث عنه في كل أماكن المعاصي ودور الرذيلة ويجب التعرف على صورته وصفاته فهو منتشر ومعد وعدوي السيئات أسرع انتشارا وتفشي من عدوى الحسنات والوقاية خير من العلاج. قال الله تعالى: {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذ بَعْضُهُمْ لِبَعْض عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} الزخرف 67. والله عز وجل يسأل عن صحبة ساعة: فانظري مع من أنتِ؟ وماذا تفعلي؟ قال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّمَا مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ فَحَامِلُ الْمِسْكِ: إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً وَنَافِخُ الْكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً (متفق عليه). أحسني اختيار صديقتك وتخيري الصحبة والمكان واستثمري وقتك فيما يفيدك ويكن لكِ وليس عليكِ فالصاحب ساحب. صديقتك مرآتك يدك الآخرى التي تمكنك من إزالة الأتربة والشوائب عنكِ فاحذري أن تجر رفيقتك: قدميك في وحل الرذيلة وغيابات المعاصي. قال الله تعالى: وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا {25/28} لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا الفرقان 27 -29. كل مجالس البنات صادر قرار بحلها إلا مجالس المتحابات في الله وصحبة الخير. كوني منهم وفيهم بعيدا عن صداقة الشباب وصديقات السوء تفوزي وتغنمي بسعادة الدنيا والآخرة.