في وقت تهيمن فيه أندية هذه الدوريات على البطولات القارية نهائي المونديال يؤكد تأثير الدوريات الكبرى على منتخبات الدوريات الصغرى تضم تشكيلة المنتخبان الكرواتي والفرنسي واللذان سيخوضان نهائي كأس العالم 2018 بروسيا قائمة من اللاعبين الذين يلعبون خارج بلادهم وخاصة في الدوريات الأوروبية الأربعة الكبرى وهي إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا. وفي وقت غابت منتخبات الدوريات الكبرى عن المشهد الرئيسي في المونديال الروسي فقد حضرت منتخبات تمثل الدوريات الصغرى في القارة العجوز بما فيها المنتخب الفرنسي الذي يمثل دوري بلاده بالإضافة إلى الدوري البلجيكي والدوري الكرواتي حيث تؤكد منافسات البطولة بأن منتخبات الدوريات الصغرى استفادت من تواجد اغلب لاعبيها ضمن أندية تنشط في الدوريات الأربعة الكبرى . وفي وقت يهيمن ممثلوا الدوريات الكبرى على البطولات القارية للأندية ممثلاً بدوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي فإن الأمر يختلف على صعيد المنتخبات حيث انتقلت السيطرة في المونديال الروسي إلى المنتخبات التي تمثل دوريات ضعيفة مثل بلجيكا وكرواتيا ثم فرنسا. وبإلقاء نظرة سريعة عن العناصر الفنية لكل منتخب من المنتخبات الثلاثة فإننا نجد ان مدربيها يعتمدون بشكل رئيسي على اللاعبين القادمين من الدوريات الأربعة الكبرى. فالمنتخب الكرواتي يضم في تشكيلته الأساسية 10 اسماء تلعب في كبار الدوريات الأوروبية حيث يتواجد القائد لوكا مودريتش ضمن صفوف نادي ريال مدريد الإسباني بينما يمثل زميله إيفان راكيتيتش نادي برشلونة الإسباني فيما يلعب المهاجم ماريو ماندزوكيتش ضمن صفوف نادي يوفنتوس الإيطالي أما المدافع ديان لوفرين فيتواجد مع نادي ليفربول الإنجليزي وأخيراً يلعب المهاجم إيفان بيريسيتش مع نادي إنتر ميلان الإيطالي. في المقابل فإن المنتخب الفرنسي يتواجد ضمن صفوفه لاعب الوسط بول بوغبا نجم نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي بينما يشارك لاعب الإرتكاز نغولو كانتي مع نادي تشيلسي الإنجليزي أما المدافع صامويل اومتيتي فيتواجد مع نادي برشلونة فيما يمثل رافائيل فاران نادي ريال مدريد أما المهاجم انطوان غريزمان فيلعب مع نادي اتلتيكو مدريد الإسباني وأخيراً يتواجد الحارس هوغو لوريس مع نادي توتنهام الإنجليزي . وهكذا أصبحت منتخبات الدوريات الكبرى تدفع ضريبة السياسة التي تنتهجها أنديتها في انتداب اللاعبين من الخارج مما قلص من المساحة المتاحة أمام اللاعبين المحليين وان كانت هذه السياسة قد استفادت منها الأندية على الصعيدين المالي والفني إلا أنها أضرت بالمنتخبات التي ما فتئت تسجل نتائج متواضعة سواء في بطولة كأس أمم أوروبا أو بطولة كأس العالم.