بعد المقال الذي نشرته »أخبار اليوم« في عددها 637 تحت عنوان »عائلة متكونة من 12 فردا بينهم 3 معاقين تعيش في قبر منذ 40 سنة« قررت السلطات البلدية لبلدية باب الواد منح سكن اجتماعي لعائلة المعاقين التي كانت تسكن قبوا بالقرب من مقر البلدية، وقد أكد رئيس هذه الأخيرة في اتصال مع »أخبار اليوم« أنه تم برمجة عائلة ربيعات ضمن قائمة المستفيدين من السكنات الاجتماعية وتنقلها بعد أيام إلى سكنات لائقة ببلدية الحمامات غرب العاصمة، وكان مير باب الواد الذي وفى بالوعد الذي قطعه للعائلة منذ أن نُشر المقال قد اكتشف لأول مرة وجود عائلة في قطاع اختصاصه بل وعلى مرمى حجر من البلدية تعاني من الإعاقة والحياة الصعبة في قبو تأكله الرطوبة والروائح الكريهة في زاوية مهملة من البلدية. يذكر أن العائلة متكونة من 7 أفراد أغلبهم معاقون حركيا مائة بالمائة ماعدا الأب والأم، سكنت القبو المذكور منذ 45 سنة. وللإشارة أن عائلة ربيعات عرفت توافدا منقطع النظير من طرف ذوي البر والإحسان من سكان حي باب الوادي مباشرة بعد نشر المقال لحالتها الكارثية، إضافة إلى تحرك السلطات المحلية التي تنقلت إلى عين المكان، حيث قال رئيس البلدية حسن كتو إنه لم يكن يعرف بوجودها ووضعيتها، والآن جعل اسمها ضمن قائمة المستفيدين من السكنات الاجتماعية التي شيدت في بلدية الحمامات، وهو الشيء الذي أدخل فرحة لامثيل لها في قلوب أفراد العائلة التي بقيت منسية ومدفونة بقبو طيلة 43 سنة، وكان مير باب الواد بعد نشر المقال قد اتصل بالجريدة واستضافها بمقر البلدية، ليكشف لها عن الإجراءات التي تم اتخاذها لصالح العائلة، والتي قال إنه بفضل المقال فقط علم بوجودها بدائرة اختصاص مصالحه، مضيفا أنه أرسل موظفا بمصلحة الشؤون الاجتماعية لمعاينة حالة العائلة التي تسكن في قبو تأكله الرطوبة وتتقاسمه معهم الجرذان والقوارض عن بعد أمتار من مقر البلدية، وهي الحقيقة التي تفاجأ بها رئيس البلدية الذي قال »أعترف أنني لم أكن أعلم بوجود عائلة تعيش هذه المعاناة في بلدية أنا على رأسها في بداية أول عهدة لي وإني فعلا متأثر بتلك الحالة المأساوية والمزرية، لذلك فقد باشرت كل الإجراءات الكفيلة بحل المشاكل التي تتخبط فيها بدءا بالتحقق من أن المعاقين يستفيدون من منح الإعاقة« وهو ما ثبت، كما أنه عجل في تسهيل حصول العائلة على سكن اجتماعي لائق في أقرب فرصة، لذلك فقد دون اسمها على لائحة المستفيدين من السكنات الاجتماعية التي تم تسليمها في الأيام القليلة الماضية. المشكلة التي تعانيها العائلة والتي حاولت »أخبار اليوم« إيصالها إلى المواطن جعلت ذوي القلوب الرحيمة من سكان باب الواد يهبون لمساعدة أفراد هذه العائلة، وعلى رأس الوافدين إلى البلدية للسؤال على هؤلاء البؤساء، رئيسة جمعية »ساندروم وليامس وبورن« للأمراض النادرة بعين النعجة السيدة فايزة مداد التي قال المير إنه بمجرد نشر المقال انتقلت إليه وطلبت منه كل التفاصيل عن العائلة، وقد كان لها ذلك، مضيفا أنها قامت استنادا إلى تنقلها ومعاينتها للوضعية بمد العائلة بكل ما تحتاجه من مساعدات. وبعدما انتهت مقابلتنا مع رئيس البلدية توجهنا مباشرة إلى منزل عائلة ربيعات والتي استقلتنا والفرحة العارمة بادية على ملامح وجوههم بعد قرار ترحيلهم إلى سكنات تضمن لهم كرامتهم كباقي المواطنين وما هي إلا إجراءات إدارية بسيطة بتنسيق البلدية مع مصالح الترقية والتسيير العقاري وتصبح عائلة ربيعات بين جدران سكنات لائقة حسب تأكيدات مصالح بلدية باب الواد، وبهذا قد وفى رئيس بلدية باب الواد بالوعد الذي قطعه وهو تسليم المسكن في أقرب الآجال بعد انتهاء إنجاز مشروع سكنات الحمامات، وخلال حديثنا مع هؤلاء الأبرياء خاصة المعوقين التمسنا الروح المعنوية العالية لديهم وذاك الأمل المزروع في قلوبهم والظاهر على ملامحهم، وبهذا نأمل أن تعيش العائلة في عزة وكرامة كبقية المواطنين الجزائريين. وفي الأخير نحمد الله سبحانه وتعالى ونشكر كل من ساهم في إدخال ولو ذرة أمل وبهجة في قلوب تناستها الأفراح ونسيت هي معنى الابتسامة والبهجة، وقد تابعت »أخبار اليوم« معاناة العائلة بشغف ووقفت على أحزانها وآلامها وهاهي اليوم تقف معها في فرحتها العارمة بعد إشعارها بالرحيل إلى مسكنها الجديد بالحمامات بالطابق الأول، وقد زارت»أخبار اليوم« عين المكان قبل تنقل عائلة ربيعات وتأكدت من صحة استفادتها رسمياً من السكن بشهادة جيرانها القدماء الجدد فألف مبروك لعائلة ربيعات التي حرمت سنوات طويلة الأمد من ابتسامة داخل قبر منسي.