تسعى جمعية التحدي للعاقين حركيا دوما لحل أزمات العائلات المعوزة، رغم إمكانياتها المحدودة وكثرة الطلبات اليومية للمعاقين والصعوبات التي تواجهها، ولهذا تطالب السلطات المحلية بدرارية بتسهيل مهمة فتح المقر الجديد للجمعية خاصة وأنه يعتبر أكبر مقر لتجمع المعاقين، كما تناشد وزارة التضامن التكفل بالمعاقين المرضى في المستشفيات وخاصة القادمين من ولايات بعيدة. ''إدخال الفرحة والسرور إلى قلب كل معاق''، هذا هو شعار الجمعية وهدفها، فمنذ تأسست وهي تساعد المعاقين أينما وجدوا في المناسبات الدينية والوطنية خاصة العائلات التي أفرادها إعاقتهم كاملة ولم تسعفهم ظروف الحياة لتحقيق مطالبهم وانشغالاتهم. ولم تكن إمكانيات الجمعية عائقا في وجه المسؤولين لمساعدة المعاقين حتى من ولايات مختلفة ومتعددة من الوطن، فكم من عائلة فتحت أمامها أبواب الجمعية وكانت المنقذ الوحيد لها. عائلة انتشلناها من ضياع محتم يؤكد رئيس الجمعية (بوزارة حمزة) أن الكثير من عائلات المعاقين تعاني ظروفا صعبة لا يعرفها إلا من عايشهم وخاصة القاطنين في مناطق نائية. وهو الحال عند عائلة توبردة من تيارت والتي أنهكتها ظروف الحياة الصعبة وجعل الفقر من حياتها مستحيلة، يتوسد أفرادها التراب في بيت قصديري لا يسع شخصا واحدا بحي فقير وهو حي تسوق بولاية تيارت. هي إذن عائلة متكونة من خمسة أفراد يعاني جلهم الإعاقة بنسبة 100٪، ويعيشون البؤس والفقر والإهانة، خاصة وأن الأب عاطل عن العمل ولا مصدر رزق لهم إلا إعانات بعض المحسنين أحيانا. فقدوا الأم التي تركتهم يعانون مرارة الحياة وصعوبتها، فلا أنيس ولا سند ولا مصدر حنان ينسيهم الإعاقة، ويصبرهم على مشاق الدنيا، وويلات الفقر.. لم تطرق البسمة والسعادة بابهم منذ سنين ونسوا أن مثلهم مثل باقي البشر يعيشون، يفرحون وحتى يحلمون بحياة هنيئة بعيدة عن الشقاء والمعاناة التي لازمتهم مشوار حياتهم. وما زاد الأمر صعوبة يضيف ''بوزارة حمزة'' هو عدم تكفل سلطات الولاية بهذه العائلة أو حتى توفير أدنى شروط الحياة من دواء ولباس، أو على الأقل توفير منصب عمل للأب البطال والفقير والذي لا مصدر رزق له ولا معين إلا التضرع لله تعالى بالتخفيف والمؤازرة، فكيف يا ترى لأب قهرته الحياة إعالة أربع بنات تعانين الإعاقة حركيا بنسبة 100٪ باللباس والدواء والمساعدة اليومية، زد على ذلك الطفل المعاق حركيا والذي يتطلب الإعالة هو الآخر. فليس من العدل أن تعيش مثل هذه العائلة هكذا حياة، فمن المنطق أن يتكفل بها طاقم طبي كامل يسهر على رعايتها ليل نهار، ومساعدات من السلطات، وإلا لفقدت عائلة بأكملها الحياة ولأصبح مصيرها مجهولا كالكثير من عائلات المعاقين. ولم يكن أي باب مفتوح أمام هذه العائلة إلا باب جمعية التحدي للمعاقين حركيا والتي سعى مسؤولوها إلى رسم البسمة على وجوه أفراد هذه العائلة وذلك بالتكفل بجلبهم من تيارت إلى مستشفى ''بن عكنون''. ويقول ''بوزارة حمزة'' في هذا الصدد: ''لم تكن الحالات التي مرت علينا والتي ساعدناها من قبل مؤثرة وصعبة مثل حال هذه العائلة خاصة أن جميع أفرادها معاقون حركيا بنسبة 100٪ ويعانون الفقر المدفع، ولذلك كانت لنا بعض الاتصالات من قبل معها لتسوية ملفها الطبي إلى أن استقر بها الأمر في مستشفى ''بن عكنون''، وهي الآن تحت رعاية الدكتورة ''فرات''. لكن تبقى هناك بعض العقبات في وجه العائلة، فلم نجد لحد الآن من يقوم بمرافقتهم داخل المستشفى، بالإضافة إلى أننا نناشد وزير التضامن توفير أبسط الحلول لهذه العائلة من مساعد لها على مدار السنة، بالإضافة إلى سكن يليق بالحالة، وكذلك تسهيل الأمور. ويضيف ''بوزارة'': ''بالرغم من إمكانياتنا المحدودة نسعى للبحث عن مثل عائلة توبردة، ونحن متيقنون أنها متواجدة في الكثير من أنحاء الوطن وتعاني النسيان والمستقبل المجهول، فهدفنا هو إعالة المعاق أينما وجد ومساعدته والتكفل به وإرجاع البسمة التي سلبتها منه ظروفه الصعبة خاصة إذا كان يعاني الفقر والحاجة''. حرمنا من تحقيق أول مشروع في الجزائر يخص المعاقين بألم وحسرة وتأسف يتكلم رئيس الجمعية ''بوزارة حمزة'' عن المقر الذي منح للجمعية وسلب منها من طرف بلدية ''درارية'' سنة 2005 من قبل رئيس المجلس الشعبي البلدي السابق فيقول: ''تحصلنا على مقر من طرف بلدية درارية في أواخر سنة 2005 من رئيس المجلس الشعبي السابق ولكن لم نتحصل على أية وثيقة من طرفه، هذا المقر المقابل لمحطة البنزين بدرارية والذي قمنا بتجهيزه وتحضيره بحوالي 20 مليون سنتيم، بعد كل هذا العمل يرفض من طرف رئيس المجلس الشعبي للبلدية الجديد وينفي وجود أي صلاحية له بتسليمه لنا، ولهذا توجهنا للوالي المنتدب للدائرة الإدارية بالمنطقة والذي رفض هو الآخر التكلم معنا وادعى أن هذا الأمر هو من صلاحية البلدية. وهكذا بقي الأمر معلقا وحرمنا من تحقيق أول مشروع بالجزائر وهو فتح نادٍ للمعاقين، حيث خصصنا ميزانية مالية معتبرة للمشروع لأننا نعرف أن هذا سيكون أحسن هدية تقدم للمعاق، خاصة أنه يعتبر أكبر مقر للتجمع بالمنطقة''.