بعد 8 اشهر من الاعتقال ** استقبلت المراهقة الفلسطينية عهد التميمي بحفاوة بعد إطلاق سراحها من المعتقلات الإسرائيلية حيث سجنت العام الماضي إثر تصويرها وهي تركل وتصفع جنديا في الضفة الغربيةالمحتلة. ق.د/وكالات أظهرت لقطات مصورة حشودا من الفلسطينيين وهم يستقبلون الفتاة التي باتت أيقونة فلسطينية جديدة بعد الواقعة التي جرت يوم 15 ديسمبر الماضي خارج منزلها في قرية النبي صالح. ونشرت والدتها الحادث مباشرة على فيسبوك وسرعان ما انتشر لتواجه الفتاة وكان عمرها آنذاك 16 عاما 12 تهمة منها الاعتداء الجسيم الأمر الذي أثار موجة تنديدات من دول عدة ومنظمات حقوقية. وكان متحدث باسم مصلحة سجون الاحتلال قال صباح أمس الأحد إن عهد غادرت سجن شارون وإنها في طريقها إلى الضفة الغربية حيث تعيش أسرتها صاحبة التاريخ الطويل في الاحتجاج على مستوطنة قرب منزلها. ولامست القضية ما يتضمن مقاومة مشروعة للاحتلال والذي دخل عامه الحادي والخمسين حاليا في الأراضي التي استولت عليها دولة الكيان إبان حرب العام 1967. وينظر مؤيدو عهد إليها على أنها أيقونة الاحتجاج وفتاة شجاعة صفعت الجنديين في حالة غضب بعدما علمت أن قوات الإحتلال تسببت في إصابة ابن عمها (15 عاما) وأطلقت رصاصة مطاطية عليه من مسافة قريبة في الرأس خلال مواجهات شهدت رشق الجنود بالحجارة. ومنذ العام 2009 تشهد قرية عهد قرية النبي صالح تظاهرات دورية مناهضة للاحتلال والتي غالبا ما تنتهي بمصادمات تشهد رشق القوات الإسرائيلية بالحجارة. وشاركت عهد في مسيرات مماثلة في صغرها ولها العديد من المواجهات المعروفة جيدا مع جنود الإحتلال وبعد المواجهة الأخيرة أصبحت الملصقات التي تحمل صور الفتاة منتشرة في الضفة الغربية ووقع زهاء 1.7 مليون شخص بأنحاء العالم على عريضة تدعو إلى الإفراج عنها. عهد: الاحتلال لن يكسرنا وقالت الفلسطينية عهد التميمي (17 عاما) إن الشعب الفلسطيني مستمر في مقاومته للاحتلال حتى زواله وأضافت في تصريح مقتضب لوسائل الاعلام فور وصولها لقريتها النبي صالحي غربي رام الله الاحتلال إلى زوال والاعتقال لن يكسرنا . وتابعت الأسيرات بمعنويات قوية واحمل رسائل منهن سأكشفها مساء اليوم . ووجهت التميمي الشكر لكل من ساندها ووقف معها وعائلتها خلال اعتقالها من قبل سلطات الاحتلال وأفرجت سلطات الإحتلال صباح أمس الأحد عن التميمي ووالدتها ناريمان على مدخل بلدتهما النبي صالح غربي رام الله وسط الضفة الغربية. وقضت محكمة عسكرية مارس الماضي بسجن التميمي 8 شهور بتهمة إعاقة عمل جندي ومهاجمته بموجب تفاهم توصلت إليه النيابة العسكرية في الاحتلال مع فريق الدفاع عنها. وتحوّلت الطفلة التميمي عقب ساعات من إعلان اعتقالها في 19 ديسمبر 2017 إلى أيقونة للمقاومة الشعبية السلمية في فلسطين. ويبلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين في سجون الإحتلال نحو 6500 معتقل بينهم حوالي 350 طفلا وفق إحصائيات فلسطينية رسمية. جدارية عهد وكانت سلطات الاحتلال قد اعتقلت ناشطين إيطاليين اثنين مساء السبت أمام جدار الفصل على حدود مدينة بيت لحم جنوبي الضفة بتهمة رسم لوحة جدارية لعهد التميمي. وقال الناشط محمد اللحام إن الناشطين كانا يضعان اللمسات الأخيرة على جدارية لعهد على جدار الفصل قبل أن يتم اعتقالهما مع فلسطيني آخر واقتيادهم لجهة مجهولة . وكان الناشطان -مجهولا الهوية- قد بدآ في رسم الجدارية على مساحة 30 مترا قبل أيام. ورفض الفنانان التحدث لوسائل الإعلام وبقيا يواصلان العمل مقنّعيْن لإخفاء هويتهما. محامية: هكذا فشلت إسرائيل أمام صمود الفتاة عهد التميمي في غضون ذلك تحدثت محامية أمس الأحد عن صمود الطفلة الفلسطينية عهد التميمي التي قاومت الاحتلال وأمضت ثمانية أشهر في داخل سجون الإحتلال ك أسيرة سياسية . وأكدت المحامية أن الحكم المفرط بالسجن الذي فرض على عهد التميمي كأسيرة سياسية هو نتيجة مباشرة لجرأتها على مقاومة غزو الجنود لمنزلها . وكشفت المحامية التي تولت مهمة الدفاع عن المحررة التميمي أمام المحكمة العسكرية أنه لا توجد صلة بين الصفعة التي وجهتها للجندي والعقوبة التي فرضت عليها منوهة إلى أن الحبس والاعتقال الليلي الذي حظي بتغطية إعلامية واسعة والتحقيق العدواني معها هي مجرد محاولة فاشلة أخرى لتحطيم معنويات فتاة تعارض نظام الاحتلال ولمنع الفلسطينيين الآخرين من التصرف كما يريد أي شخص يعيش في ظل الاحتلال . وكشفت المحامية أن سلطات الاحتلال واصلت محاولتها لتحطيم معنويات التميمي حتى بعد الاعتقال حيث استخدم محققو الشرطة والمخابرات العسكرية أساليب استجواب عدوانية مشكوك في قانونيتها مثل التهديد باعتقال أقاربها وبعضهم من الأطفال والسلوك المزعج لأحد المحققين تجاهها . وأكدت أن الطفلة التميمي وقفت شجاعة ولم تستسلم للحظة أمام الصهاينة العنيفين الذين يسعون لترويع أي شخص يجرؤ على مقاومة الاحتلال مضيفة أن السلطات الإسرائيلية لم تستطع تجاهل تحديد التميمي كبطلة دولية تتمتع بدعم واسع النطاق . وأمام الملصقات التي انتشرت في جميع أنحاء العالم وفيض الدبلوماسيين والصحفيين الذين وصلوا لدعم التميمي أو لتغطية إجراءات المحاكمة الإسرائيلية لها قررت المحكمة إجراء المحاكمة خلف أبواب مغلقة بزعم أن هذا يصب في مصلحة القاصر رغم معارضة الدفاع وعهد وعائلاتها للمحاكمة المغلقة. وتابعت: كل من اعتقد أنه سيحطم معنويات التميمي بواسطة العنف والتهديد والسجن المفرط وجد أن كل هذا يجعلها أقوى وفق المحامية التي لفتت أن عهد التميمي تمكنت من تسليط الضوء على موبقات الاحتلال في المنطقة التي حاول أن إخفاءه فيها .