لم يكن قاضي المحكمة العسكرية الإسرائيلية بمدينة عوفر أمس، ينتظر رد الطفلة الفلسطينية عهد التميمي، عندما سألها في أول جلسة علنية بعد اعتقالها في 19 ديسمبر الماضي، وهي محاصرة بين عدد من أعوان شرطة الاحتلال داخل قاعة المحاكمة: "احك لنا كيف صفعتي الجندي الإسرائيلي؟ فكان جوابها عفويا وذكيا وشجاعا: انزع أصفادي وسأريك ذلك، وقد كان في نيتها تكرار عملية الصفع على وجه القاضي العسكري نفسه. وكان الرد والصورة التي حوصرت بها هذه الطفلة داخل قاعة المحاكمة وهي في سن السادسة عشرة كافية لأن تصنع الحدث على شبكات التواصل الاجتماعي مع حلول العام الجديد، وغطت على احتفالاته التي عادة ما تعرفها مختلف العواصم العالمية بسبب برودة أعصابها وعدم اكتراثها لما ينتظرها أمام محكمة عسكرية في مشهد أعاد إلى الأذهان صورتها وهي تقوم بصفع الجندي الإسرائيلي لأنه تجرأ على انتهاك حرمة منزلها العائلي في قرية النبي صالح في الضفة الغربيةالمحتلة. ووجه المدعي العام العسكري في المحكمة المذكورة ، 12 تهمة للطفلة الفلسطينية التي اعتقلت بسبب لطمها جنديا إسرائيليا اقتحم بهو منزل أسرتها مع انطلاق انتفاضة الأقصى الجديدة التي تسببت في إشعال فتيلها قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب، بجعل القدس المحتلّة عاصمة موحدة للكيان الإسرائيلي المحتل. وأكدت غابي لاسكي، محامية إيقونة النضال الفلسطيني الجديدة أن التهمة الرئيسية كانت إقدامها على صفع الجندي الإسرائيلي وخمس تهم أخرى بسبب مشاركتها في أحداث مناهضة للاحتلال في الضفة الغربية. كما وجه المدعي العام العسكري خمس تهم لوالدتها ناريمان التميمي، بدعوى مشاركته في الاعتداء الذي تعرض له الجندي الإسرائيلي يوم 15 ديسمبر، بينما اتهمت ابنة عمها نور التميمي البالغة من العمر 20 عاما بتهمة الاعتداء على جنود أثناء أدائهم مهامهم. وليست هي المرة الأولى التي تتحدى فيها شهد القوات الإسرائيلية إذ سبق وان فعلتها قبل خمس سنوات رفقة والدتها عندما قامت بركل احد الجنود الإسرائيليين ثم تصديها لأحد الجنود الذي حاول اعتقال شقيقها الأكبر مما جعلها تحظى باهتمام أكبر وراحت وسائل الإعلام الإسرائيلية تنعتها ب "المحرضة" وهي في سن البراءة.