البترول رهينة النزاعات التجارية ** انخفضت أسعار النفط بفعل مخاوف من أن النزاع التجاري المتصاعد بين واشنطن وبكين سيعرقل النمو العالمي والطلب على الوقود حتى في الوقت الذي من المتوقع أن يتسبب فيه إعادة فرض عقوبات أمريكية على إيران في شح الإمدادات وهو ما يجعل المصدر الأساسي لقوت الجزائريين يتأرجح بين صعود وهبوط. وانخفضت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت لشهر أقرب استحقاق 18 سنتا أو ما يعادل 0.3 بالمئة إلى 71.89 دولارا للبرميل بالمقارنة مع الإغلاق السابق. وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي يوم الجمعة 25 سنتا أو ما يعادل 0.4 بالمئة إلى 66.56 دولارا للبرميل. وتراجعت الأسعار بفعل احتمال تباطؤ النمو العالمي بسبب تصاعد التوترات التجارية. وخلال الأسبوع يتجه برنت للانخفاض نحو اثنين بالمئة فيما يمضي خام غرب تكساس الوسيط قدما صوب الهبوط بنحو ثلاثة بالمئة. وفي أحدث جولة من عمليات فرض الرسوم الجمركية قالت الصين إنها ستفرض رسوما إضافية بنسبة 25 بالمئة على واردات أمريكية بقيمة 16 مليار دولار. وعلى الرغم من حذف النفط الخام من قائمة السلع المستهدفة بالرسوم الصينية واستبداله بالمنتجات النفطية المكررة وأيضا غاز البترول المسال يقول الكثير من المحللين إن الواردات الصينية من النفط الأمريكي ستنخفض على نحو كبير. وأدى تنامي التوترات التجارية عالميا إلى انخفاض عملات اقتصادات ناشئة كبيرة مثل الهند وتركيا والصين. وتسبب انخفاض قيمة تلك العملات في زيادة تكلفة واردات النفط المتداولة بالدولار الأمريكي وهو ما قد يؤثر سلبا على الطلب. وفي الوقت الذي تزداد فيه قتامة توقعات الطلب فإن الإمدادات قد تشح مع إعادة فرض عقوبات أمريكية على طهران والتي ستشمل صادرات النفط اعتبارا من نوفمبر. وفي سياق آخر أعلن خالد عبد العزيز الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنيّة السعودى استئناف المملكة تصدير النفط عبر مضيق باب المندب بعدما كانت قد علّقت شحناتها النفطيّة المقرّر مرورها عبر المضيق منذ 26 جويلية إثر هجوم من ميليشيات الحوثيّ في اليمن على ناقلتي نفط سعوديّتين أثناء مرورهما في اليوم نفسه. وحسب ما ذكره موقع صحيفة اليوم السابع المصرية فقد جاء قرار عودة تصدير النفط عبر باب المندب عقب ساعات من انتهاء التدريبات البحريّة المشتركة في البحر الأحمر بين الولايات المتّحدة الأمريكية ومصر والسعوديّة والإمارات العربيّة المتّحدة وهي التدريبات العسكريّة التي عرفت باسم تحيّة النسر 2018 واستمرّت من 26 جويلية وحتّى 4 أوت. وكان رئيس هيئة قناة السويس مهاب مميش أكد في تصريحات صحفية تعليقاً على القرار السعودى ضرورة دراسة أبعاد استهداف الحوثيّين في اليمن ناقلات النفط السعوديّة في باب المندب على قناة السويس سياسيّاً وماليّاً وعسكريّاً مشيراً إلى أنّ الهيئة تعكف في الوقت الحاليّ على دراسة هذا الحدث وتداعياته وشدّد على أنّ الدول المعنيّة بأمن البحر الأحمر ستّتخذ إجراءات تأمين لمنع تكرار هذا الحدث مرّة أخرى مضيفاً: الحوثيّون يطوّرون أداءهم ونحن سنطوّر أداءنا للدفاع عن أهدافنا الحيويّة . وفي هذا السياق قال أستاذ الاقتصاد الدوليّ في كلّيّة التجارة جامعة الأزهر مختار الشريف ل المونيتور إن مصر حقّقت نجاحاً بإقناعها السعوديّة بإعادة تصدير النفط عبر باب المندب مشيراً إلى أنّ مرور ناقلات النفط من موانئ شرق السعوديّة إلى مضيق هرمز ثمّ البحر العربي وباب المندب إلى البحر الأحمر وقناة السويس يمثّل عنصراً مهمّاً للاقتصاد المصري. وحذّر الشريف من تكرار توجيه الحوثيّين ضربات إلى ناقلات النفط السعوديّ مشيراً إلى أنّ قناة السويس تساهم بحوالي 2 2 بالمائة من الناتج المحلّي الإجمالي المصادر الخمسة الأولى للعملة الصعبة في البلاد. وقال المستشار الماليّ والاقتصاديّ لعدد من المؤسّسات الاستثماريّة خالد الشافعي ل المونيتور : وقف السعوديّة تصدير النفط عبر باب المندب أدّى إلى ارتفاع ملحوظ في أسعار النفط وربّما يرتفع سعر متوسّط برميل النفط من 67 دولاراً إلى 75 دولاراً إذا عاودت السعوديّة تطبيق قرارها أي بزيادة نسبتها حوالى 12 بالمائة فيما قدرت الموازنة العامّة للدولة لعام 2018 متوسّط سعر برميل النفط ب67 دولاراً . وتوقّع الشافعي أن تساهم عودة السعوديّة في تصدير النفط عبر باب المندب في خفض سعر برميل النفط مشيراً إلى أنّ توقّف التصدير مجدّداً عبر باب المندب ربّما يقود إلى نتيجة ارتفاع سعر النفط نفسها لذلك لا بد من اتخاذ إجراءات حاسمة تجاه تأمين الملاحة في المضيق على حدّ قوله.