تعيش أكثر من 30 عائلة تقطن حي »قدرة وكسكاس« ببلدية خميستي بولاية تيبازة أوضاعا اجتماعية جد صعبة جراء انعدام أدنى مستلزمات العيش الكريم، حيث يختزن هذا الحي في طياته معاناة مريرة منذ أكثر من 20 سنة دون التفاتة أحد من المسؤولين، ويعد حي »قدرة وكسكاس« من بين أكبر الأحياء تهميشا ببلدية خميستي، حيث يقطن أهله داخل شقق لا تتعدى مساحتها 33 مترا مربعا تضم عددا من الأفراد لايقل عن الستة، وهو مادفع البعض منهم إلى قضاء معظم أوقاتهم لدى ذويهم وأهاليهم مثلما هو الحال لرئيس سابق لمفرزة الحرس البلدي، الذي يعيش أغلب الأوقات لوحده رفقة ابنه الذي يستعد للزفاف بعد أن اضطره هذا الواقع إلى نقل زوجته وباقي أولاده إلى بيت أهله بخميستي هروبا من الرطوبة وغياب التهوية بهذه الشقق التي شيدها المستعمر خلال 1942، ومن جهتهم فإن سكان الحي في حديثهم ل »أخبار اليوم« لم يخفوا حجم المعاناة التي يتكبدونها طيلة سنوات بهذه الشقق التي لا تصلح للعيش على حد تعبيرهم، حيث أشاروا إلى أنهم رحلوا إلى ذات الحي منذ أكثر من 20 سنة أين تلقوا آنذاك وعودا بترحيلهم إلى سكنات اجتماعية جديدة في أقرب الآجال، غير أن المؤقت أصبح دائما دون أن يتم التكفل بهم بعد أن رماهم المسؤولون السابقون بجحور أصبحت اليوم آيلة للسقوط على رؤوس أصحابها، وأمام انتشار العديد من الحشرات والقوارض التي باتت تتقاسم الحياة مع هذه العائلات التي أصيب الكثير من أفرادها بأمراض الربو والحساسية بفعل اشتداد درجة الرطوبة وافتقاد أغلبها لمنافذ للتهوية، ويناشد هؤلاء السلطات المعنية بضرورة التدخل لتوفير سكنات لائقة.