تعاني عشرات العائلات القاطنة بحي طلاس بوعلام ببلدية خميستي بولاية تيبازة والمعروف بحي" قدرة وكسكاس" من أزمة سكن خانقة، أضاقت صدورهم وحولت حياتهم إلى جحيم لايطاق ما ولد حالة من الاحتقان والقلق حيث لا تتعدى السكنات الغرفتين تاوي عائلات مرتفعة الأفراد وما زاد الوضع خطورة أن الأبناء يتقاسمون النوم مع آبائهم في وضع كارثي، جد متداخل ولا أخلاقي. يعيش سكان حي طلاس بوعلام بخميستي بولاية تيبازة ظروفا اجتماعية قاسية ومريرة تحت أسقف سكنات قديمة أكل الدهر عليها وشرب، تواثتها اجيال متعاقبة ،يعود تاريخ تشييدها إلى العهد الاستعماري ما فتات تزداد اهتراء وتدهورا مع تقدم الزمن لتوشك في أن تنهار في أية لحظة على رؤوس قاطنيها جراء هشاشة الأسقف وتصدع الجدران ولكن دون أن تلتفت اليهم السلطات المحلية ولو بأدنى التفاتة لرفع الغبن عنهم وانتشالهم من الواقع المزري الذي يتخبطون فيه لطيلة عقود من الزمن رغم ان لجنة السكن التي زارتهم حسب شهادة السكان في العديد من المناسبات كانت قد وعدتهم بترحيلهم في أقرب الآجال الممكنة إلى شقق محترمة إلا أن ذات الوعود لم تجد طريقها إلى التجسيد وبقيت على حد تعبيرهم مجرد وعود لا أساس لها من الصحة. وشددت العائلات المتضررة على ضرورة أن تتحرك السلطات المحلية بهدف ترحيلهم إلى سكنات تصلح لحياة بني البشر وتتوفر على ضروريات العيش الكريم سيما وأن الاوضاع المعيشية بداخل السكنات تلك لم تعد تبعث بتاتا على راحة البال والاطمئنان وهي تزداد سوءا يوما بعد يوم خصوصا مع تنامي عدد أفراد الأسر والضيق الخانق المسجل حيث لا تتعدى عدد غرف البيوت إثنتيين فقط وقد عجزت عن استعابهم. وفي هذا الصدد أشارت بعض العائلات في حديثها ل" الأمة العربية" أن أبناءها ذكورا واناثا يظطرون إلى تقاسم النوم مع آبائهم في ظروف كارثية، متداخلة أفرزت وضعا لا أخلاقيا مشينا كما عجز الشباب عن الزواج وتكوين أسر رغم أنهم تجاوزوا سن الأربعين ما جعلهم يتساءلون : إلى متى سنبقى على هذا الحال ، عزابا من دون زواج ؟.وما زاد الطينة بلة على غرار مشكلة الضيق يقول السكان أن منازلهم لا تتوفر على الشروط والعوامل الصحية الضرورية للبقاء واستمرار الحياة فلا نوافذ ولا تهوية ولا أشعة شمس تزورهم وهوما كان سببا في ارتفاع نسبة الرطوبة بشكل عالي ما تسبب في اصابة النساء والصغار بأمراض الربو والحساسية كما تعرضت النسوة خصوصا إلى ضغوط نفسية خطيرة فقد أكدت الكثيرات أنهن تمرن بحالات نفسية عصيبة وأصبحن على الدوام قلقات ومكتئبات وذلك جراء المشاكل المتاتية عن مضاعفات الاكتظاظ والضيق الخانق. وأمام تازم الاوضاع وتماطل المسؤولين المحليين في ترحيلهم في القريب العاجل لانهاء زمن المعاناة، معاناة تجرعوا خلالها ويلات الضيق ومرارته لم يجد محدثونا إلا جريدة "الأمة العربية" للتعبير عن أمنيتهم في حياة كريمة يطلقون فيها بالثلاثة مأساة السكنات الضيقة الجحيمية، التي لازمتهم منذ الاستعمار ما جعل العائلات المعنية تقر قطعا أنها لم تشعر بنعمة الاستقلال بعد لأن أوضاعها لم تتحسن لما يربو عن 50 سنة.